تستعد الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لعقد أول قمة للعملات الرقمية يوم الجمعة، حيث يتسابق قادة القطاع المالي الرقمي لحجز مقعدهم في هذا الحدث المرتقب.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن القمة تأتي كبديل عن " مجلس العملات الرقمية " الذي وعد به ترامب سابقًا، قبل أن يتم التراجع عنه بسبب صراعات داخلية في القطاع.
دعوة شخصيات بارزة
بدأت الدعوات الرسمية لحضور القمة بالتوافد منذ يوم الثلاثاء، وتم تأكيد حضور عدد من الأسماء البارزة في القطاع. من بين الحاضرين المؤكدين:
- مايكل سايلور (Michael Saylor)، المؤسس المشارك لشركة "مايكروستراتيجي".
- كايل ساماني (Kyle Samani)، الشريك الإداري في "مولتي كوين كابيتال".
- مات هوانغ (Matt Huang)، المؤسس المشارك لـ "بارادايم".
- كما ألمح فلاد تينيف (Vlad Tenev)، الرئيس التنفيذي لشركة "روبن هود", إلى مشاركته في منشور على تويتر.
من جهة أخرى، أكدت كل من "كوينبيس" و "كراكن" حضور رئيسيهما التنفيذيين:
- براين أرمسترونغ (Brian Armstrong) – الرئيس التنفيذي لشركة "كوينبيس".
- أرجون سيتي (Arjun Sethi) – الرئيس التنفيذي لشركة "كراكن".
في المقابل، لم توضح "ريبل" ما إذا كان رئيسها التنفيذي، براد جارلينجهاوس (Brad Garlinghouse)، قد تلقى دعوة للحضور أم لا.
لماذا أُلغى مجلس العملات الرقمية؟
كان ترامب قد وقّع في يناير مرسومًا تنفيذيًا لإنشاء "مجموعة العمل الرئاسية لأسواق الأصول الرقمية"، والتي ضمت فقط مسؤولين حكوميين من إدارته.
هذا الإعلان مفاجئًا للعديد من لوبيات العملات الرقمية (مجموعات الضغط في القطاع)، خاصة أن ترامب كان قد تعهد سابقًا بإنشاء "مجلس دائم للعملات الرقمية" يمنح قادة القطاع وصولًا مباشرًا إلى البيت الأبيض.
لكن في الأسابيع اللاحقة، تراجعت إدارة ترامب تدريجياً عن هذا المشروع، ثم تخلت عنه تماماً. وأكدت عدة مصادر مطلعة على الأمر أن أي خطط لإنشاء مجلس دائم للعملات الرقمية بمشاركة قادة القطاع قد أُلغيت نهائياً.
تشير المصادر إلى أن الصراعات الداخلية بين جهات مختلفة داخل القطاع كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا القرار. كما أن الطلب الكبير على المشاركة في المجلس زاد من تعقيد الأمور، مما دفع المسؤولين إلى تبني نهج أكثر مرونة.
قال أحد المطلعين على الأمر:
"أعتقد أنهم اتخذوا قرارًا استراتيجيًا ممتازًا بإبقاء الصراعات خارج البيت الأبيض، بدلًا من إدخالها إليه."
في الأسابيع الأخيرة، ظهرت انقسامات حادة بين القادة الرقميين حول قضايا حساسة، مثل:
- استمرار السماح لمصدري العملات المستقرة غير الأمريكيين، مثل "تيثر (Tether)", بالوصول إلى سندات الخزانة الأمريكية.
- الجدل حول ما إذا كان ينبغي إدراج عملات رقمية أخرى، إلى جانب "البيتكوين", في الاحتياطي الفيدرالي للعملات الرقمية.
مستقبل العلاقة بين إدارة ترامب وقطاع العملات الرقمية
بدلًا من إنشاء "مجلس دائم للعملات الرقمية", ستعتمد الإدارة الأمريكية على عقد قمم رقمية دورية تجمع صناع القرار من القطاع والحكومة.
تعتقد كريستين سميث (Kristin Smith)، الرئيسة التنفيذية لجمعية "بلوكتشين", أن هذه الخطوة ستسمح بمشاركة أوسع من الجهات الفاعلة في الصناعة، مما يقلل من احتمالية "انتقاء فائزين وخاسرين" في القطاع.
قالت سميث:
"كنت قلقة من أن يُنظر إلى المجلس باعتباره وسيلة لاختيار الرابحين والخاسرين، نظرًا لأنه سيقتصر على مجموعة صغيرة فقط."
وأكدت أن الإقبال الكبير على المشاركة في قمة الجمعة يعزز صحة القرار بعدم إنشاء مجلس دائم. حيث أظهر اللاعبون الرئيسيون رغبة قوية في الوصول إلى البيت الأبيض عبر آليات أكثر مرونة.
على الرغم من تباين الآراء حول جدوى إلغاء مجلس العملات الرقمية، يرى بعض المحللين أن عقد قمم دورية يمنح الإدارة الأمريكية فرصة أكبر لمناقشة المستجدات مع مجموعة واسعة من الفاعلين, بدلًا من الالتزام بعدد محدود من الشركات في مجلس دائم.
مع ذلك، يبقى التحدي الرئيسي هو: مدى قدرة البيت الأبيض على إدارة هذا التفاعل دون أن يتحول إلى ساحة خلافات بين جهات متنافسة.
يمثل هذا التطور تحولًا في سياسة ترامب تجاه العملات الرقمية. فبدلًا من احتضان الصناعة عبر مجلس رسمي، تتجه إدارته إلى نهج أكثر ديناميكية يتيح التفاعل مع القطاع وفق المستجدات المتسارعة.
لكن يبقى السؤال مفتوحًا:
هل ستنجح هذه القمم في رسم سياسات واضحة ومستقرة لهذا القطاع سريع التغير؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
