شهدت صناديق ETF بيتكوين الفورية المدرجة في الولايات المتحدة أكبر تدفقات خارجة يومية في تاريخها، حيث سحب المستثمرون أكثر من 930 مليون دولار في يوم واحد حسب بيانات منصة Coinglass.
جاء هذا التراجع بالتزامن مع انخفاض سعر البيتكوين إلى أقل من 86,000 دولار، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، مما تسبب في هبوط عام في سوق العملات الرقمية.
أكبر عمليات السحب جاءت من صندوق FBTC التابع لشركة Fidelity، الذي شهد خروج 344 مليون دولار، يليه صندوق IBIT التابع لـ BlackRock بخروج 164 مليون دولار، بينما سجلت بقية الصناديق تدفقات خارجة أقل من 100 مليون دولار لكل منها.
ما سبب خروج الأموال من صناديق ETF بيتكوين؟
أحد الأسباب الرئيسية وراء ضعف الإقبال على صناديق ETF البيتكوين الفورية هو تراجع العلاوة السعرية للعقود الآجلة للبيتكوين في بورصة CME، مما أدى إلى تقليل جاذبية استراتيجيات المراجحة النقدية (Cash and Carry Arbitrage)،
وهي الاستراتيجية التي كانت المحرك الأساسي لاستثمارات صناديق التحوط في هذه الصناديق.
ما هي استراتيجية المراجحة النقدية؟
المراجحة النقدية (Cash and Carry Arbitrage) هي استراتيجية استثمارية تعتمد على استغلال الفارق السعري بين السوق الفوري وسوق العقود الآجلة لنفس الأصل. تتضمن هذه الاستراتيجية خطوتين أساسيتين:
- شراء الأصل في السوق الفوري بسعره الحالي، مثل شراء البيتكوين بسعر 50,000 دولار.
- بيع عقد آجل لنفس الأصل بسعر أعلى، مثل بيع عقد بيتكوين آجل بقيمة 52,000 دولار، مما يتيح تحقيق ربح مضمون بمجرد انتهاء العقد، شريطة أن تظل العلاوة السعرية مرتفعة بما يكفي لتعويض تكاليف التمويل.
هذه الاستراتيجية كانت مربحة للغاية خلال عام 2023 وأوائل 2024، حيث كانت العقود الآجلة للبيتكوين تتداول بعلاوة سعرية تصل إلى 15% مقارنة بالسعر الفوري.
ولكن، خلال الشهرين الماضيين، انخفضت هذه العلاوة بشكل حاد، مما جعل الاستراتيجية أقل ربحية، ودفع صناديق التحوط التي تعتمد عليها إلى بيع مراكزها في صناديق ETF وسحب أموالها من السوق.
إلى أي مدى تراجع العائد على هذه الاستراتيجية؟
- انخفض العائد السنوي لاستراتيجية المراجحة النقدية في العقود الآجلة للبيتكوين إلى 4%، وهو أدنى مستوى له منذ عامين، بعدما كان 15% في ديسمبر، وفقًا لبيانات Velo Data.
- كذلك، شهدت العقود الآجلة للإيثريوم انخفاضًا حادًا في العائد، مما أدى إلى خروج 50 مليون دولار من صناديق ETF الفورية للإيثريوم.
- حتى الآن، خرج حوالي 2.4 مليار دولار من صناديق ETF البيتكوين الفورية خلال الشهر الجاري، بينما شهدت هذه الصناديق فقط أربعة أيام من التدفقات الداخلة الصافية.
كيف يؤثر ذلك على السوق؟ توقعات المحللين
أدى خروج صناديق التحوط من صناديق ETF البيتكوين إلى موجة بيع كبيرة، مما ساهم في تراجع سعر البيتكوين دون 85,900 دولار.
أشار نات جيراسي، رئيس ETF Store، إلى أن الأسواق المالية التقليدية ما زالت متحفظة تجاه البيتكوين والعملات الرقمية، حيث قال في منشور على تويتر:
"كلما شهد البيتكوين تراجعًا، نجد احتفالات واسعة في الأسواق التقليدية، وكأنهم يريدون إثبات أن العملات الرقمية لن تستمر، لكنها لن تختفي مهما حدث."
وفقًا للخبيرين آرثر هايز (مؤسس BitMEX) وماركوس ثيلين (رئيس الأبحاث في 10x Research)، فإن معظم المستثمرين في صناديق ETF البيتكوين الفورية هم صناديق تحوط تسعى لاستغلال استراتيجيات المراجحة وليسوا مستثمرين على المدى الطويل.
وبالتالي، مع انخفاض العلاوة السعرية للعقود الآجلة، يتخلى هؤلاء المستثمرون عن مراكزهم، مما يؤدي إلى موجات بيع كبيرة.
توقع هايز أن يؤدي استمرار التدفقات الخارجة إلى هبوط البيتكوين إلى 70,000 دولار، حيث تعتمد العديد من صناديق التحوط على الجمع بين شراء صناديق ETF الفورية وبيع العقود الآجلة، وعندما تقل العائدات، يبدؤون في بيع صناديق ETF وإعادة شراء العقود الآجلة، مما قد يؤدي إلى تقلبات إضافية في السوق.
اقرأ هذا المقال لمعلومات أكثر: التوقعات الفنية لسعر البيتكوين ... هل بدأت رحلة الهبوط نحو مستوى 75,000 دولار؟
الخلاصة
تشهد سوق البيتكوين ضغوطًا كبيرة نتيجة تراجع العائد على استراتيجيات المراجحة النقدية، مما دفع صناديق التحوط إلى بيع مراكزها في صناديق ETF البيتكوين الفورية وسحب المليارات من السوق.
على الرغم من ذلك، فإن هذا التراجع لا يعني بالضرورة انهيار صناديق ETF، بل يشير إلى مرحلة تصحيحية قصيرة المدى، حيث يعتمد مستقبل هذه الصناديق على عودة العلاوة السعرية للعقود الآجلة أو دخول مستثمرين جدد يراهنون على ارتفاع البيتكوين على المدى الطويل.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
