شهدت أسعار العملات الرقمية المشفرة تراجعات كبيرة خلال مدة 24 ساعة الماضية. و ذلك بعد إعلان بينك سيلفرغيت Silvergate وقف عملياته و البدء في التصفية الطوعي لأصوله. كما أن هناك مخاوف كبير بين المستثمرين بعد تصريح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن الباب مازال مفتوح أمام المزيد من التشديد النقدي و رفع أسعار الفائدة في المستقبل.
الأخبار الصادرة يوم الخميس عن عمليات تصفية بنك سيلفرغيت المنخرط بقوة في سوق العملات الرقمية المشفرة أسواق دفعت الأسعار إلى الهبوط بقوة. حيث انخفض كل من البيتكوين والإيثريوم بنحو 8٪ في الـ 24 ساعة الماضية.
وبعد بداية مشجعة لهذا العام، عاد سعر بيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية إلى مستويات 20000 دولار أمريكي لأول مرة منذ يناير 2023. بانخفاض حوالي 20 ٪ من أعلى مستوياتها البالغة 25000 دولار أمريكي في فبراير.
أخبار سيلفرغيت دفعت نحو تصفية المتداولين في سوق العملات الرقمية المشفرة إلى تصفية حوالي 307 ملايين في غضون 24 ساعة. ، حسب بيانات Coinglass.
المزيد من التشديد النقدي و رفع أسعار الفائدة
العامل الضاغط الثاني كان. تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع التي أكّد فيها استمرار تشديد السياسة النقدية و رفع أسعار الفائدة إلى مستويات أعلى مما كان متوقعا سابقا. وقال إن أرقام بيانات معدلات التوظيف والتضخم خلال فبراير المنتهي.
والمقرر صدورها خلال الأسبوع المقبل، ستؤثر بقوة على قرار سعر الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي يومي 21 و22 مارس.
و من المعروف أن هناك علاقة عكسية بين أسعار الفائدة و أسعار الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم و العملات الرقمية ا لمشفرة. فكلما ارتفعت الفائدة تراجعت العملات الرقمية و العكس صحيح.
وقال كريج إيرلام محلل الأسواق المالية في شركة Oanda في تقرير للأسواق يوم الخميس إن الكثير من المستثمرين "يخشون الوقوع في الجانب الخطأ من تقرير الوظائف المرتقب".
وقال إيرلام: "من الواضح أن هذا هو الخطر في هذه المرحلة. أن نحصل على تقرير ساخن آخر يؤكد أن سوق العمل في حالة جيدة". و مادام سوق العمل، في حالة جيدة فمعنى هذا أن عمليات رفع الفائدة السابقة لم تؤثر سلبا على أداء الاقتصاد الكلي.
و بالتالي فإن البنك الاحتياطي الفدرالي لديه مساحة أخرى للمزيد من عمليات الرفع لمكافحة معدلات التضخم المرتفعة دون الخوف على الاقتصاد.
أهمية بين سيلفرغيت لسوق العملات الرقمية المشفرة
مجموعة من المخاوف التنظيمية، و الثقة، وقلة الفهم، والتقلبات الشديدة في الأسعار. جعلت من الصعب على البنوك التقليدية العمل مع شركات العملات الرقمية المشفرة. لا سيما في الأيام الأولى للبداية انتشار هذه العملات و تكنولوجيا البلوك تشين بشكل عام.
و هنا تمكن أهم بين سيلفرغيت Silvergate الذي أصبح لاعبا رئيسيا في مجال العملات الرقمية المشفرة. فقد كان من بين عدد قليل من البنوك التي أبدت استعدادها للعمل مع شركات العملات المشفرة .
وتزويدها بالخدمات المصرفية التي كانت تحتاجها بشدة. من أجل إضفاء الشرعية على الصناعة وتمهيد الطريق لاعتمادها على نطاق أوسع.
وكان بنك سيلفرغيت أعلن الأسبوع الماضي عن توقيف تقديم الخدمات على منصة الدفع و التحويلات المالية المعروفة باسم شبكة تبادل سيلفرغيت Silvergate Exchange Network.
والتي كانت تعدّ واحدة من عروضها الأساسية للشركات و العاملين في مجال العملات الرقمية. حيث كانت تسمح لهم بتبادل العملات الرقمية و العملات نقدية في إطار شبكة داخلية دون توقف 7/24.
شبكة مدفوعات العملات المشفرة كانت تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع . والتي كانت تستخدمها شركات مثل Coinbase و Crypto.com و Gemini .
كما عمل البنك مع العديد من مُصدري العملات المستقرة، بما في ذلك شركتي باكسوس Paxos وسيركل Circle، لتزويدهم بالخدمات المصرفية وتمكين إصدار واسترداد العملات المستقرة. و لكن تم قطع هذه العلاقات منذ ذلك الحين.
لكن البنك تلقى العديد من الضربات القوية خلال العام الماضي. مع إعلان و انهيار العديد من كبريات الشركات في مجال العملات الرقمية. و كانت أكبرهم طبعا انهيار بورصة FTX التي كانت من العملاء الرئيسيين للبنك.
الكثير من الودائع في البنك كانت من الأصول الرقمية.و مع انهيار أسعارها تقلصت قيمتها كثيرا. ليس و حسب فقدت أدت انهيارات الأسعار و الشركات تراجع الثقة بين المستثمرين. ما دفعهم إلى الخروج من السوق و سحب ودائعهم من البنك. فاضطر الأخير إلى بيع أصول بقيمة فاقت 5 مليارات دولار من أجل تلبية هذه الطلبات.
و هذا ما فاقم أكثر الوضعية المالية حيث أعلن عن خسائر فقات 1 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي.بالنظر إلى مشاكلها المتصاعدة قال سيلفرغيت إن "التصفية المنظمة لعمليات البنك والتصفية الطوعية للبنك. هي أفضل طريقة للتعامل مع هذه الوضعية (الحرجة)."
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.