ليس من المستغرب أن يفضل "الأثرياء في العالم" إمارة دبي كوجهة استثمارية بفضل استقرار سوق العقارات فيها والإطار التنظيمي التي تقوم عليه، ولكن كيف نرى استفسارات ومعاملات شراء العقارات المشفرة تتزايد بشكل كبير في وقت تراجعت فيه عملة بت كوين بنسبة 57 في المائة تقريبًا، وانهارت سوق العملات المشفرة ككل بأكثر من 2 تريليون دولار على مدار الثمانية شهور الماضية؟
وضع فرهاد عزيزي الرئيس التنفيذي لشركة "عزيزي" للتطوير، في مقاله التحليلي بصحيفة "جلف نيوز"، هذه التساؤلات أمام القارئ ليوضح بأن هواة العملات المشفرة لا يريدون أن تتحول استثماراتهم إلى خسائر محققة، وبدلاً من ذلك يريدون الاحتفاظ بعملاتهم حتى يعود السوق إلى منحنى صعودي؟ ومع ذلك، فإن فضيلة الصبر هذه غير موجودة بين جميع المستثمرين.
الاستثمار الأكثر أمانًا واستقرارًا
كثيرون ممن قاموا ببناء ثروات عبر استثمارات التشفير في السنوات السابقة، والذين استاءوا من الاتجاه الهبوطي وربما يتوقعون مزيدًا من الانخفاض، ويتطلعون الآن إلى تحويل جميع أو على الأقل جزءًا من فئة الأصول شديدة التقلب، إلا أنه وعلى العكس تمامًا، الاستثمار الأكثر أمانًا واستقرارًا يمكن للمرء القيام به هو شراء عقارات في دبي.
يمكن للمرء أن يذهب إلى أبعد من ذلك ليقول ذلك مع كون معنويات المستثمرين في عالم التشفير منخفضة بشكل واضح. تعتمد فئة الأصول هذه فقط على المضاربة ، ومع ارتباطها مباشرة بالدخل التقديري ، الذي يتناقص بسرعة بعد الوباء أولاً ، ثم الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، والآن التضخم. تتفاقم دوامة الهبوط بسبب تخلي الأشخاص عن أصول التشفير من أجل استثمارات أخرى أكثر استقرارًا - وما هو أكثر استقرارًا من ملكية العقارات.
لماذا دبي؟
لماذا تجتذب هذه الإمارة أكبر عدد من أصحاب الملايين على مستوى العالم حيث من المتوقع أن يهاجر 4000 منهم إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2022، متجاوزين بكثير أمثال أستراليا وسنغافورة وإسرائيل وسويسرا والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والهند وغيرها، وفقًا لتقرير Henley Global Citizens الأخير.
ويبدو أن دبي هي المكان المثالي للأفراد أصحاب الثروات المالية العالية والمرتفعة للغاية الذين يكتسبون تدريجيًا موطئ قدم في سوق العقارات. ولا يقابل المعدل الملحوظ للتقدم التكنولوجي اليوم إلا شهية المستثمرين الشديدة لتحقيق عوائد ممتازة في كل من العالمين المادي والرقمي.
ونظرًا لأنه من الواضح أن العملات المشفرة ستلعب دورًا مهمًا في المعاملات العقارية المستقبلية، فقد أنشأت دبي هيئة تنظيم الأصول الافتراضية لرسم ملعب لقطاع الأصول الافتراضية، مما يعزز مكانتها كمركز تشفير بارز.
توفر هذه السلطة الجديدة إطارًا تشغيليًا آمنًا ومتقدمًا لقطاع الأصول الافتراضية ليكون قادرًا على التوسع، مع ضمان حماية السوق والمستثمر.
اجتذبت هذه الخطوة بورصات العملات المشفرة الشهيرة إلى دبي، مما ساهم بشكل فعال في خطوات كبيرة في معنويات المستثمرين. وعلى الرغم من حقيقة أن الإمارات لم تجعل العملة المشفرة حتى الآن مناقصة قانونية، إلا أنها تقبل التداول في قطاعات مختلفة ومنها العقارات، على الأقل عبر البورصات التابعة لجهات خارجية وليس من خلال المعاملات المباشرة، تتصدر تلك القائمة.
استخدام التشفير في العقارات
يمتلك أكثر من 40 مليون أمريكي عملات بت كوين ويسعون بنشاط لإيجاد طرق لتنويع محفظتهم المشفرة إلى أصول أكثر استقرارًا، وليست هناك حاجة لانتظار فتح البنك لبدء التحويل البنكي، إذ أن المعاملات القائمة على بلوك تشين أكثر أمانًا وأسرع من الطرق التقليدية، لكن ليصبح هذا أمرًا عاديًا، سنحتاج إلى مزيد من الوقت والقبول.
هذا وتكتسب المعاملات الرقمية شعبية في أسواق العقارات الدولية بسبب سرعتها وبساطتها. فمن خلال استخدامها، لا يُطلب من المستثمرين تحويل الأموال بين البنوك الأجنبية أو التعامل مع تحويلات العملة. من خلال عملية الدفع السريع ، يصبح الحصول على العقارات أمرًا ممكنًا في غضون أسابيع قليلة.
العملات المشفرة، مثل بت كوين شفافة، من السهل على المؤسسات التحقق من شرعية مستثمري العقارات الذين يرغبون في الشراء باستخدام العملة المشفرة.
قرار حكيم
عند شراء العقارات عن طريق العملة المشفرة، يمكن للمستثمرين تحديد السعر بالعملة الورقية في Coinsfera ثم تحويل الأموال إلى بت كوين، ولا يتحمل مالكو العقارات مخاطر التقلبات إذا قاموا بتحويلها مرة أخرى إلى العملة الورقية بعد إتمام الصفقة.
وهناك سبب منطقي آخر حكيم للاستثمارات العقارية في العملات المشفرة، وهو الرغبة في تخزين قيمة طويلة الأجل وموثوق بها. على عكس النقود التقليدية، تمتلك معظم العملات المشفرة عرضًا محدودًا يتم التحكم فيه بواسطة مجموعة من المعلمات للمنحنى الإهليلجي. هذا يمنع الهيئة الإدارية أو الكيان من فقدان القيمة بسبب التضخم.
علاوة على ذلك، لا يمكن لهذه الهيئات الإدارية فرض ضرائب على العملات المشفرة أو الوصول إليها دون موافقة مالكها بسبب هيكلها المشفر.
وبسبب هذه الخاصية، تجذب العملات المشفرة الأشخاص المهتمين بحوادث التضخم المفرط، أو التضخم العام، أو سيناريوهات الأزمات.
تأثير التشفير على مشهد الاستثمار العقاري
من المحتمل أن غالبية المطورين لا يزالون غير ملمين بتأثير التشفير على مشهد الاستثمار العقاري، حيث لا تزال فئة الأصول الجديدة نسبيًا تتحدى الأفكار التقليدية.
وعلى هذا النحو، يتم وضع الأساس لهذا الإطار المالي الجديد، ما يمهد الطريق لأصحاب المصلحة في الصناعة لمعرفة كيف يمكنهم الاستفادة منه لشراء وبيع العقارات.
وسيكون لهذا عواقب بعيدة المدى ويثير المزيد من الأسئلة الاستراتيجية، مثل إلى أي مدى يمكن أن تمضي ثورة العقارات الرقمية؟ كيف يمكننا البقاء في الطليعة؟ ما الفائدة من ذلك بالنسبة للمطورين والهيئات الإدارية واللاعبين الآخرين في الصناعة الذين يتبنون مبكرًا والذين يقبلون صفقات العملة المشفرة على أنها مشروعة وقانونية وقابلة للتنفيذ وفعالة وموجودة هنا لتبقى؟
تعد الراحة والسوق الممتد والأمان المتزايد، من الأسباب الرئيسية التي ستستمر في تحديد شعبية استخدام العملات الرقمية في المعاملات العقارية. ونظرًا لأن مدفوعات التشفير أصبحت بديلاً، فستستمر في التأثير على عمليات الاستثمار العقاري بطرق لم يتم اكتشافها بعد.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
