شهد سهم شركة مايكروستراتيجي المدرجة تحت رمز MSTR ارتفاعًا لافتًا بنسبة 25% خلال تعاملات اليوم، متجاوزًا التوقعات رغم الأجواء المتوترة في الأسواق المالية بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة. فكيف يمكن تفسير هذا الأداء القوي وسط هذه العاصفة السياسية والاقتصادية؟
السبب الرئيس وراء هذا الارتفاع لا يعود إلى أداء الشركة التشغيلي بقدر ما يرتبط باستراتيجيتها الاستثمارية في البيتكوين، بقيادة مؤسسها الشهير مايكل سايلور، الذي راهن منذ سنوات على اقتناء كميات ضخمة من أكبر عملة رقمية في العالم.
حيث ارتفع سعر البيتكوين BTC إلى مستويات قياسية جديدة – حيث وصل إلى 82,100 دولار بزيادة تقارب 7% خلال 24 ساعة فقط – كان له أثر مباشر على ارتفاع سهم مايكروستراتيجي الذي بلغ سعره 296.86 دولار، محققًا قفزة بمقدار 58.91 نقطة في يوم واحد.

وجاء هذا الانتعاش المفاجئ بعد إعلان ترامب عن تجميد مؤقت لمدة 90 يومًا على فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، مما أضفى نوعًا من الارتياح المؤقت في أوساط المستثمرين، وانعكس بشكل مباشر على أسواق العملات الرقمية وأسهم الشركات المرتبطة بها.
لكن هذا التحسن لا يعني بالضرورة أن الخطر قد زال، إذ ما تزال الأسواق تواجه مخاطر الركود في الولايات المتحدة، إلى جانب تقلبات متوقعة في السياسات التجارية التي قد تؤثر على اتجاهات السوق مستقبلًا.
هل تبيع مايكروستراتيجي جزءًا من احتياطي البيتكوين؟
ورغم هذا الارتفاع المثير، تحوم الشكوك حول استدامته، لا سيما في ظل الأنباء التي تشير إلى احتمال اضطرار مايكل سايلور إلى بيع جزء من احتياطي الشركة من البيتكوين، والذي يتجاوز 40 مليار دولار، وذلك لتغطية ديون قائمة.
وقد أثار اقتراب سعر البيتكوين الحالي من متوسط سعر الشراء الذي اعتمدته شركة مايكروستراتيجي في صفقاتها السابقة مخاوف متزايدة لدى المستثمرين، خاصة في ظل التزامات مالية ضخمة على عاتق الشركة.
فوفقًا لبيانات الإفصاح المالي الأخيرة، تمتلك مايكروستراتيجي أكثر من 528 ألف وحدة بيتكوين، بمتوسط تكلفة يقدّر بنحو 67,458 دولار للقطعة الواحدة.
وبالفعل، تقدمت الشركة مؤخرًا بنموذج إفصاح 8-K إلى هيئة الأوراق المالية الأمريكية SEC، في خطوة تعكس استعدادها للتعامل مع أي تقلبات مستقبلية في سعر البيتكوين.
وفي حال تراجع سعر البيتكوين دون هذا المتوسط، قد تجد الشركة نفسها مضطرة إلى بيع جزء من حيازاتها لتفادي ضغوط السيولة أو سداد الديون، التي تفوق 8 مليارات دولار.
ورغم أن هذا الإجراء يُعد من أدوات إدارة المخاطر التقليدية، إلا أن احتمالية بيع كميات كبيرة من البيتكوين قد تُلقي بظلال سلبية على السوق، وتؤدي إلى هبوط إضافي في الأسعار، وهو ما يضع مايكروستراتيجي في موقع حساس بين الدفاع عن استثماراتها الرقمية وتأمين التزاماتها المالية.
اقرأ هذا التقرير لمزيد من التفصيل: سهم مايكروستراتيجي (MSTR) ينهار بنسبة 25% : هل تواجه خطر التسييل الإجباري؟
بين التفاؤل والتحذير
في الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذا التحرك يأتي في سياق إدارة المخاطر المالية بشكل طبيعي، يحذّر آخرون من أن بيع البيتكوين قد يُضعف الثقة في سهم الشركة ويضغط عليه هبوطيًا.
رغم التراجع الذي شهده سهم مايكروستراتيجي منذ ذروته السابقة البالغة 542.99 دولار أواخر عام 2024 – والتي تزامنت مع بلوغ البيتكوين مستويات قياسية – يرى محللون أن السهم يستعد حاليًا لانطلاقة قوية قد تدفعه إلى 700 دولار بنهاية شهر يونيو.
ويشير ديكارلو إلى ظهور نموذج الاختراق من الوتد الهابط على الرسم البياني للسهم، وهو ما يعزز التوقعات بارتفاع مرتقب، شريطة استمرار الزخم الإيجابي في سوق البيتكوين خلال الفترة القادمة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
