لم يعد السؤال اليوم هو ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيغيّر العالم، بل من سيسقط أولًا أثناء السباق نحوه. فبعد عامين من الحماس غير المسبوق في عالم التقنية، بدأ بعض كبار العقول وراء هذا الزخم يُبدون قلقهم. وفي مقدمتهم جيف بيزوس مؤسس أمازون، وسام ألتمان المدير التنفيذي لشركة أوبن إيه آي (OpenAI).
كلاهما يعتقد أن السوق دخل مرحلة “فقاعة صناعية”، حيث تُضخ مليارات الدولارات في كل ما يحمل شعار “AI” — دون تمييز حقيقي بين الابتكار والضجيج.
Sponsoredبيزوس: "المستثمرون لم يعودوا يرون بوضوح"
في تصريح لافت، وصف بيزوس المشهد الحالي قائلاً:
"إنها أشبه بفقاعة صناعية ضخمة. المستثمرون يجدون صعوبة في التفرقة بين الأفكار الجيدة وتلك التي ستنهار قريبًا."
ورغم أنه أحد المستفيدين من هذه الموجة — عبر استثمارات أمازون في الذكاء الاصطناعي السحابي — فإن بيزوس يرى أن المشهد بات محمومًا إلى حد الخطر.
👈 اقرأ المزيد: مايكروستراتيجي تنجو من “فخ الضرائب” وسهمها يحلّق بفضل البيتكوين
Sponsored Sponsoredألتمان: "شخص ما سيخسر ثروة هائلة"
أما سام ألتمان، الرجل الذي يقود OpenAI — الشركة التي غيرت وجه الذكاء الاصطناعي العالمي — فقد حذر هو الآخر قبل أسابيع من “دوامة الاندفاع الأعمى”، قائلاً:
"شخص ما سيخسر مبلغًا فلكيًا. لا نعلم من سيكون، لكن في المقابل، هناك آخرون سيجنون ثروات هائلة."
كلمات تعكس واقعًا بدأ يُشبه نهاية التسعينيات، حين تدفقت الاستثمارات إلى الإنترنت بلا حدود… قبل أن تنفجر الفقاعة.
👈 اقرأ المزيد: دبي تستضيف أول حفل لتكريم صنّاع الابتكار في البلوكشين من تنظيم بينانس
Sponsored Sponsoredأسهم ترتفع بكلمة واحدة من أوبن إيه آي
اليوم، أصبحت OpenAI بحد ذاتها معيارًا لقياس نبض السوق. فعندما تُذكر شركة خلال مؤتمر أو مقابلة لسم ألتمان، تقفز أسهمها في البورصة وكأنها نالت ختم الذهب.
حدث ذلك مؤخرًا مع Figma التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 7% بعد إشارة عابرة، ومع HubSpot التي ربحت 2.6%.
أما الرابح الأكبر فكانت AMD بعد إعلان شراكة لتطوير رقائق الذكاء الاصطناعي، إذ قفز سهمها بنسبة 24% خلال ساعات فقط.
ظاهرة جعلت ألتمان نفسه يقول مازحًا: "حتى أنا أجد هذا غريبًا."
👈 اقرأ المزيد: «أكتوبر الصاعد»: المؤشر الذي أشعل السوق وأعاد البريق إلى بيتكوين
Sponsoredبين الواقع والتضخيم
تقدّر قيمة OpenAI اليوم بنحو 500 مليار دولار رغم أنها لم تُدرج في البورصة بعد. ويعتقد بعض المحللين أن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي باتت تفوق ما شهدناه خلال فقاعة الإنترنت في مطلع الألفية.
ومع ذلك، يبدو أن الاندفاع لم يتوقف. فوفقًا لتقرير Business Insider، تستعد الشركات التقنية الكبرى — من أمازون إلى ميتا وجوجل ومايكروسوفت — لإنفاق أكثر من 320 مليار دولار على مشاريع الذكاء الاصطناعي في عام 2025 وحده.
لكن السؤال الذي بدأ يلوح في الأفق: هل نحن أمام ثورة ستعيد تشكيل الاقتصاد؟ أم فقاعة جديدة ستنفجر في وجه الجميع؟ الجواب، على الأرجح، سيكون مزيجًا من الاثنين.
👈 اقرأ المزيد: أطباء بلا حدود تعتمد على الإيثيريوم لتمويل أنشطتها الإنسانية