كشف تقرير صادر عن شركة هيندينبرج ريسيرتش (Hindenburg Research) المتخصصة في البحوث المالية يوم الثلاثاء عن اتخاذها موقفاً قصير الأمد ضد منصة الألعاب الشهيرة شركة روبلكس (Roblox)، التي تحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال. وادعت الشركة أن شركة روبلكس قامت بتضخيم بعض مؤشرات الأداء الرئيسية مثل أعداد المستخدمين ومستوى التفاعل.
شركة هيندينبرج ريسيرتش، التي تُعرف بتقاريرها النقدية وتحقيقاتها المتعمقة في الشركات، أوضحت في بيانها أنها وجدت عدداً من المؤشرات التي تشير إلى أن شركة روبلكس لم تقدم أرقاماً دقيقة تتعلق بنمو عدد المستخدمين ومستويات التفاعل على منصتها.
ووفقاً لهيندينبرج، فإن الشركة بالغت في تصوير مدى الشعبية والاهتمام بمنصتها. وهو ما قد يؤثر على تقييم الشركة في الأسواق المالية.
شركة روبلكس (Roblox) هي منصة ألعاب إلكترونية تسمح للمستخدمين بإنشاء ومشاركة الألعاب التي يصممونها بأنفسهم، وتحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال والمراهقين.
تستخدم هذه المنصة العملة الافتراضية Robux، وهي تُستعمل لشراء العناصر داخل الألعاب، مثل الأزياء والإكسسوارات. يمكن شراؤها بأموال حقيقية، كما يمكن للمطورين كسب Robux من خلال إنشاء محتوى يجذب اللاعبين.
اقرأ أيضا : هل ألعاب الكريبتو والربح لها مستقبل؟ الخبراء يقيمون
روبلكس تتلاعب بالبيانات وردود فعل السوق
وفقاً لتقرير هيندينبرج، فإن الشركة قامت بتضخيم أرقام المستخدمين النشطين بشكل يومي وأعداد الساعات التي يقضيها المستخدمون على المنصة.
كما أشارت إلى أن شركة روبلكس اعتمدت على معايير غامضة لقياس مستوى التفاعل. مما جعل البيانات المقدمة تبدو أكثر إيجابية مما هي عليه فعلياً.
وأضاف التقرير أن هذا النوع من التضليل قد يكون له تأثيرات خطيرة على تقييم الشركة. خاصة في ظل اعتماد المستثمرين على هذه البيانات لاتخاذ قراراتهم.
بعد إصدار التقرير، شهد سعر سهم شركة روبلكس انخفاضاً بنسبة 7%، حيث قام المستثمرون ببيع الأسهم خوفاً من احتمالية تراجع الأداء المالي للشركة في المستقبل.
وقد سجل سهم روبلكس RBLX انخفاضاً من 34.5 دولاراً إلى حوالي 32 دولاراً في غضون ساعات قليلة. وقد استمر الانخفاض في الأيام التالية، حيث لم تكن هناك إشارات واضحة على استجابة الشركة بشكل فعال لتهدئة مخاوف المستثمرين.
كما أدى ذلك إلى تراجع ثقة السوق بشكل عام، حيث أصبح المستثمرون أكثر حذراً تجاه أي استثمارات مرتبطة بقطاع الألعاب الإلكترونية.
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تأثير ملحوظ على العملة الافتراضية Robux، حيث شهدت انخفاض في الطلب عليها نتيجة تراجع الثقة في المنصة. حيث بدأ العديد من اللاعبين يترددون في شراء العملات الافتراضية أو الاستثمار في المحتوى داخل اللعبة خوفاً من تراجع قيمتها. وأدى ذلك إلى انخفاض أسعار التحويل من العملات العادية إلى Robux. مما أثر سلباً على الإيرادات التي تحققها شركة روبلكس من عمليات الشراء داخل التطبيق.
اقرأ أيضا : المستثمرون: ألعاب تليجرام للربح هي مستقبل Web3
تحليلات الخبراء
صرح بعض المحللين الماليين أن هذه الادعاءات قد تكون مؤشراً على مشاكل أكبر داخل الشركة. تتعلق بقدرتها على المحافظة على زخم النمو الذي أظهرته في الأشهر الأخيرة.
قال المحلل المالي ديفيد كلارك (David Clark) أن السوق الرقمي يتطلب مستويات عالية من الشفافية، وعندما تقوم الشركات بتضخيم أرقامها . فإن ذلك ينعكس سلباً على القطاع بأكمله، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنصات تستهدف شريحة عمرية صغيرة كالتي تستهدفها شركة روبلكس.
وأوضح أن التضليل في الأرقام قد يجعل المستثمرين يفكرون مرتين قبل الاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية. الذي يشهد بالفعل تذبذبات عالية وتحديات تنظيمية.
من جهة أخرى، يرى الخبير الاقتصادي مارك تيلور (Mark Taylor) أن شركة روبلكس قد تواجه صعوبة في التغلب على هذه الأزمة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لزيادة مستوى الشفافية والإفصاح. مشيراً إلى أن السوق لا يتسامح مع الشركات التي تفشل في تحقيق التوقعات الموعودة. خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع منصات أخرى مثل فورتنايت (Fortnite) وماينكرافت (Minecraft).
في المقابل، يرى المحلل أليكس مارتينيز (Alex Martinez) أن شركة روبلكس لديها فرصة للتعافي إذا استطاعت التركيز على تحسين تجربة المستخدم وزيادة مستوى التفاعل الفعلي بدلاً من الاعتماد على البيانات المُضخّمة.
وأضاف أن الشركات التي تستفيد من تقنيات البلوكشين والويب 3.0 يمكنها أن تقدم مستوى أعلى من الشفافية. مما قد يساعدها في استعادة ثقة المستثمرين والمستخدمين على حد سواء.
اقرأ أيضا : ألعاب P2E: هل يمكن الكسب من Hamster Kombat وأمثالها من اللعب؟
حوادث تاريخية مشابهة من شركة هيندينبرج
هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها هيندينبرج ريسيرتش بالكشف عن مخالفات تتعلق بشركات بارزة. على سبيل المثال، في عام 2020، كشفت الشركة عن تلاعب في أرقام شركة نيكولا (Nikola)، وهي شركة متخصصة في صناعة المركبات الكهربائية. حيث اتهمتها بتضخيم قدراتها التكنولوجية. أدى هذا التقرير إلى انهيار حاد في قيمة أسهم نيكولا وخسارة كبيرة للمستثمرين.
في عام 2022، أصدرت هيندينبرج تقريراً آخر يستهدف شركة أداني جروب (Adani Group) الهندية، متهمة إياها بالتلاعب في أسهمها وإخفاء ديونها الحقيقية. مما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة أسهم الشركة وإثارة قلق كبير بين المستثمرين. مثل هذه التقارير أظهرت تأثيرات كبيرة على الشركات المستهدفة، مما يؤكد على قوة وتأثير تقارير هيندينبرج في الأسواق المالية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
