في خطوة جديدة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للأصول الرقمية، أعلنت ثلاث مؤسسات رائدة في أبوظبي، هي "القابضة" (ADQ)، والشركة العالمية القابضة (IHC)، وبنك أبوظبي الأول، عن خطط مشتركة لإطلاق عملة رقمية مستقرة مدعومة بالدرهم الإماراتي وخاضعة لإشراف مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
وأوضح بيان مشترك صدر عن الأطراف الثلاثة أن بنك أبوظبي الأول، أكبر بنوك الدولة من حيث الأصول، سيتولى إصدار العملة الجديدة عقب الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة.
وتهدف هذه المبادرة إلى توفير وسيلة دفع رقمية موثوقة تُستخدم في مختلف المعاملات اليومية للأفراد، والشركات، والمؤسسات.
عملة مستقرة تخدم الأفراد والشركات
بحسب البيان، صُممت العملة الرقمية الجديدة لدعم نطاق واسع من الاستخدامات اليومية، بما في ذلك المدفوعات التجارية، والتحويلات المالية، والتعاملات المؤسسية، مستفيدةً من البنية التحتية المتطورة للدولة في مجالات التكنولوجيا المالية والبلوكتشين.
وستُعتمد العملة على شبكة بلوكتشين خاصة طُوّرت محلياً لضمان الامتثال للأطر التنظيمية وضمان الكفاءة والموثوقية.
وتُعرف العملات المستقرة بكونها رموزاً رقمية تحتفظ بقيمة ثابتة عبر دعمها بعملات تقليدية مثل الدولار أو اليورو، وقد شهدت نمواً سريعاً في مجال المدفوعات والتداول، خصوصاً بين المتداولين الراغبين في التعامل خارج النظام المصرفي التقليدي.
اقرأ و تعلم : أفضل العملات المستقرة في 2025: USDT أم USDC؟
رهان إماراتي على الأصول الرقمية
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود دولة الإمارات لتوسيع نطاق استخدام الأصول الرقمية، حيث تسعى لأن تصبح مركزاً عالمياً لتقنيات العملات المشفرة، والتكنولوجيا المالية، والابتكار الرقمي.
فقد سمحت الدولة بإجراء مدفوعات بالعملات الرقمية المشفرة في قطاعات متعددة مثل العقارات والتعليم، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات التبني وحجم التعاملات.
وقد أطلقت الإمارات مؤخراً أول عملة مستقرة مدعومة بالدرهم تحت اسم "AE Coin"، كما شهدت السوق الإماراتية واحدة من أكبر صفقات الاستثمار في قطاع العملات الرقمية مع ضخ مجموعة MGX مبلغ 2 مليار دولار في منصة بينانس، إحدى كبرى منصات تداول العملات الرقمية المشفرة.
تصريحات من قادة المؤسسات
وفي تعليقه على هذا الإعلان، قال معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار والرئيس التنفيذي لـ"القابضة" (ADQ):
"يمثل إطلاق العملة المستقرة خطوة أساسية لتعزيز البنية التحتية الرقمية في دولة الإمارات، ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والابتكار الاقتصادي."
أما سيد بصر شعيب، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية القابضة، فقد أكد أن هذه المبادرة تمثل تحولاً بارزاً في مسيرة تطوير العملات الرقمية، مضيفاً:
"نفخر بدورنا في هذا المشروع الطموح، ونتطلع إلى توظيف خبراتنا في مجالات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية لدفع عجلة الابتكار."
من جانبها، أشارت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، إلى أن إطلاق العملة الرقمية الجديدة يعزز مكانة الإمارات على خارطة الابتكار العالمية، ويدعم تنمية قطاع التكنولوجيا المالية المزدهر في الدولة.
آفاق أوسع لاستخدامات العملة المستقرة
فضلاً عن الاستخدامات التقليدية، تهدف العملة المستقرة الجديدة إلى دعم حالات الاستخدام الرقمي الناشئة، مثل التعاملات المباشرة بين الأجهزة (M2M) وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يرسخ توجه الإمارات نحو اقتصاد رقمي أكثر تكاملاً.
ومع وجود بيئة تنظيمية تنافسية ومبادرات طموحة مثل برنامج "هاب 71" الذي يخصص أكثر من ملياري دولار لدعم شركات "ويب3" وتقنيات البلوكتشين، تؤكد الإمارات التزامها بالتحول إلى مركز عالمي للأصول الرقمية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
