توشك بيتكوين BTC على بلوغ أعلى مستوياتها التاريخية مجددًا، بعدما تجاوزت 106,000 دولار مدفوعة بتدفّقات قوية نحو صناديق ETF الفورية، واستقرار الفائدة الأميركية، وعودة المخاوف من التضخم إلى الواجهة. وفي ظل الأجواء الاقتصادية المتقلبة، تترقّب الأسواق إدراج شركة Coinbase ضمن مؤشر S&P 500، مما قد يعزز الزخم الاستثماري على المدى القصير.
لكن السؤال المطروح الآن: هل هذا الارتفاع تمهيد لاختراق جديد، أم أن السوق يتهيّأ لتصحيح وشيك؟
تدفّقات مؤسسية تدفع بيتكوين إلى القمة
سجّل سعر بيتكوين أكثر من 106,000 دولار في تداولات الإثنين، مقتربًا من ذروته التاريخية البالغة 108,786 دولار، التي بلغها في 20 يناير الماضي.
وجاء هذا الارتفاع في سياق تدفّقات استثمارية قوية نحو صناديق ETF بيتكوين الفورية في الولايات المتحدة، التي تجاوزت 2.8 مليار دولار خلال النصف الأول من مايو، وفق بيانات SoSoValue، فيما ارتفع إجمالي الأصول تحت الإدارة إلى أكثر من 122 مليار دولار.
وكان يوم 2 مايو قد شهد أكبر تدفّق يومي بنحو 674.9 مليون دولار، في مؤشر على تزايد اهتمام المؤسسات ببيتكوين كأصل استثماري ذي طابع طويل الأجل.

إدراج كوينبيس... محفز قصير الأجل
أشارت شركة QCP Capital إلى أن إدراج Coinbase ضمن مؤشر S&P 500 بتاريخ 19 مايو قد يشكل محفّزًا مرحليًا للسوق، إذ عادةً ما تُقدم الصناديق الخاملة على تعديل محافظها بما يتماشى مع المؤشر، مما يولّد موجة شراء مؤقتة للأصول المرتبطة.
ثبات الفائدة يعزّز شهية المخاطرة
ساهمت السياسة النقدية الحذرة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي في دعم الإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية. فقد أبقى البنك المركزي الأميركي معدلات الفائدة دون تغيير في نطاق 4.25% إلى 4.50%، مع تأكيد رئيسه جيروم باول على ترقّب البيانات الاقتصادية دون التعجّل في اتخاذ قرارات جديدة.
هذا التوجّه الحذر منح الأسواق متنفسًا للمراهنة على أصول مثل بيتكوين BTC، في وقتٍ تتذبذب فيه المؤشرات الاقتصادية بين تباطؤ النمو واستمرار الضغوط التضخمية.
التضخم في الواجهة مجددًا
عادت المخاوف من التضخم إلى الواجهة بعدما حذّرت Walmart، كبرى سلاسل التجزئة في الولايات المتحدة، من زيادات مرتقبة في الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، نتيجة تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات.
وقال المدير المالي للشركة، جون ديفيد ريني، إن وتيرة الزيادات الحالية "غير مسبوقة"، ما أثار مخاوف بشأن قدرة الشركة على امتصاص التكاليف دون التأثير على قدرتها التنافسية.
وفي الوقت نفسه، لم تُخفف الاتفاقية المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين لخفض الرسوم لمدة 90 يومًا من وطأة المخاوف، إذ لا تزال الرسوم مفروضة على سلع حيوية تشمل السيارات الكهربائية، والشرائح الإلكترونية، والإلكترونيات الاستهلاكية.
هذه المعطيات أعادت طرح بيتكوين كأداة تحوّط محتملة ضد التضخّم، لا سيما إذا استمر الضغط على الأسعار عالميًا.
العملات البديلة تنتعش... ولكن
رغم الأداء القوي لبيتكوين، سجّلت العملات الرقمية البديلة مكاسب ملحوظة في الفترة الأخيرة، خاصةً إيثيريوم ETH و دوجكوين DOGE مما قلّص قليلاً من الهيمنة السوقية لبيتكوين.
غير أن محللين يرون أن هذا لا يعني بالضرورة الدخول في "موسم العملات البديلة"، بل يرجع إلى زيادة عامّة في شهية المخاطرة. وفي حال تصاعد التقلّبات مجددًا، قد تعود بيتكوين لتكون الخيار الأكثر أمانًا بين الأصول الرقمية.
خلاصة القول
يجتمع في صعود بيتكوين الحالي مزيجٌ من العوامل: تدفّقات مؤسسية متسارعة، واستقرار في السياسة النقدية، وتجدد لمخاوف التضخم، ما يعزز جاذبية الأصول الرقمية في الوقت الراهن.
وبالنظر إلى زخم السوق وإدراج كوينبيس الوشيك ضمن مؤشر S&P 500، يبدو أن اختراق مستوى 110,000 دولار لم يعد احتمالًا بعيدًا.
ومع ذلك، تظل هذه الديناميكية مرهونة بتطورات الاقتصاد الكلي، لا سيما ما يتعلّق بمؤشرات الأسعار وتحولات السياسة النقدية. وبين الآمال بقمّة جديدة واحتمال تصحيح وشيك، يبقى الحذر سمة المرحلة المقبلة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
