بين أرقام التضخم وتحرّكات الفيدرالي الأميركي، يترقّب المتداولون في سوق العملات الرقمية أسبوعًا بالغ الأهمية، قد يُعيد رسم المشهد المالي في المرحلة المقبلة. فمع اقتراب موعد اجتماع السياسة النقدية للمصرف الاحتياطي الفيدرالي، تتجه الأنظار إلى سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الأميركية المنتظرة، في مقدمتها بيانات التضخم، وسط أجواء مشحونة بالتوترات الجيوسياسية والتقلبات التشريعية.
التضخم في الواجهة.. وتشاؤم الأسواق من خفض الفائدة
من المنتظر أن تصدر هذا الأسبوع بيانات مؤشر أسعار المستهلكين CPI لشهر مايو يوم الأربعاء، تليها بيانات مؤشر أسعار المنتجين PPI يوم الخميس، وهما من أبرز المؤشرات التي يعتمد عليها الفيدرالي الأميركي في تقييم الضغوط التضخمية. وتشير التقديرات إلى ارتفاع شهري بنسبة 0.2%، بينما قد يسجّل المؤشر الأساسي (Core CPI) زيادة تصل إلى 0.3%، في أعلى وتيرة منذ مطلع العام.
ويرى محلّلو وكالة بلومبيرغ أن هذا الارتفاع يُعزى إلى تجدد النزاع الجمركي بين إدارة ترامب والحكومة الصينية، وهو ما دفع عددًا من الشركات الأميركية إلى تمرير تكاليف الرسوم إلى المستهلكين، مما ينذر بعودة تصاعد الأسعار. ومع هذه المعطيات، تتضاءل احتمالات خفض أسعار الفائدة، وتزداد توقعات تثبيتها في الاجتماع المقبل للفيدرالي يومي 17 و18 يونيو.
العملات الرقمية: سكون يسبق العاصفة؟
رغم كثافة الأحداث، لا تزال سوق العملات الرقمية تتحرّك ضمن نطاق محدود، ويبدو أن المتداولين يُفضّلون الانتظار إلى حين صدور البيانات الحاسمة.
ووفقًا لبيانات منصة Greeks.Live، فقد تراجعت التقلبات الضمنية لبيتكوين BTC إلى ما دون 40%، فيما استقرّت تقلبات إيثريوم ETH حول 65%، في إشارة إلى تراجع شهية المخاطرة على المدى القريب.
وتُتداول بيتكوين حاليًا فوق مستوى 105,000 دولار، بينما حافظت إيثريوم على تمركزها حول 2,500 دولار، دون اختراق واضح لمستويات الدعم أو المقاومة.
أما العملات الرقمية البديلة، فقد شهدت أداءً متباينًا، فيما تواصل عملات الميم تسجيل الخسائر.
متغيرات تنظيمية قد تغيّر قواعد اللعبة
تتزامن هذه التطورات مع مستجدات تشريعية لافتة في الكونغرس الأميركي، أبرزها مناقشة مشروع قانون شامل لإعادة هيكلة سوق العملات الرقمية. كما تُعقد هذا الأسبوع مائدة مستديرة تنظّمها هيئة الأوراق المالية SEC، لمناقشة مستقبل بروتوكولات التمويل اللامركزي DeFi.
وفي سياق موازٍ، يترقّب المستثمرون قرارًا مرتقبًا بشأن إدراج صندوق ETF لايتكوين الفوري، وهو ما قد يُمهّد الطريق أمام صناديق ETF بيتكوين إضافية مستقبلًا. ومن شأن أي قرار تنظيمي مفاجئ أن يطلق موجات من التحركات العنيفة في السوق، سواء باتجاه الصعود أو الهبوط.
خلاصة القول
يُعدّ هذا الأسبوع مفترق طرق لسوق الأصول الرقمية، إذ تتداخل فيه العوامل الاقتصادية والتجارية والتشريعية، مما يجعله حاسمًا في تحديد ملامح المرحلة المقبلة. فهل تنجح الأسواق في تجاوز العاصفة بهدوء نسبي، أم أننا على أعتاب موجة جديدة من التقلّبات؟ الجواب رهن بما ستكشفه بيانات التضخم، وموقف الفيدرالي الأميركي منها خلال الأيام القليلة القادمة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
