مع انعقاد المناظرة الثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية اليوم الثلاثاء، شهدت الأسواق حالة من الترقب والتوتر. ومن المحتمل أن تتأثر كل من الأسهم والعملات الرقمية على حد سواء، في ظل تباين مواقف المرشحين. إذن ما الذي يُمكننا توقعه فيما يتعلق بنتيجة هذه المناظرة؟
يمكن للانتخابات الأمريكية أن تحدد مسار الأسواق
هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب في مناظرة. والآن، وبعد أن تبلورت التوترات بين الحزبين، قد تتفاعل الأسواق مع ما جرى على شاشات التليفزيون الأمريكي.
Sponsoredوقد لعبت الأسهم الأمريكية بالفعل على أعصاب المستثمرين في الأسابيع الأخيرة، حيث تسببت التوترات الجيوسياسية وأرقام البطالة في إثارة قلق المستثمرين في جميع أنحاء المحيط الأطلسي. وكنتيجة مباشرة لهذا التردد، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسوأ أسبوع له منذ مارس 2023. وبالتالي، يجب مراقبة المناظرة عن كثب بشكل خاص، حيث سيكون لوعود المرشحين تأثير مباشر على النظرة إلى مختلف القطاعات.
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
ما هي المواقف التاريخية للمرشحين؟
سيتم تقييم المرشحين جزئيًا بشأن ضرائب الشركات. يؤيد دونالد ترامب تخفيض الضرائب إلى 15%، بينما تريد منافسته كامالا هاريس رفعها إلى 28% لأكبر الشركات. أما خطة الديمقراطيين فتتمثل في الإبقاء عليها بالنسبة للشركات التي يقل دخلها عن 400 ألف يورو سنويًا.
والرافعة الرئيسية الأخرى هي التعريفات الجمركية، لا سيما تلك التي تستهدف الصين. وقد أظهر دونالد ترامب أنه يؤيد بشدة الزيادة الحادة في هذه الرسوم، والتي سيتم تحديدها بنسبة 10% على جميع السلع الواردة من الصين.
ولكن بالنسبة إلى كامالا هاريس، يبدو أن الاتجاه نحو تهدئة التوترات مع الصين: فهي لا ترغب في إغضاب العملاق الصيني أكثر من ذلك، على الرغم من أن الرئيس الذي تدعمه، جو بايدن، قد زاد بالفعل الرسوم الجمركية بشكل حاد على بعض المنتجات.
👈 اقرأ المزيد: مركزية أو لا مركزية | كيف تختار منصة العملات الرقمية المناسبة؟
Sponsored Sponsoredقضية العملات المشفرة.. دون عناوين
على صعيد العملات الرقمية، فإن المرشح المؤيد للعملات الرقمية في الانتخابات هو دونالد ترامب. فقد أظهر الرئيس السابق أنه يؤيد إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين، وكثف من إشاراته الداعمة للنظام البيئي. بعد عدة مجموعات من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، دعم الرئيس السابق منصة التمويل اللامركزي (DeFi). وذكر أيضًا أنه يريد أن يتم إنتاج جميع عملات البيتكوين (BTC) في الولايات المتحدة.
من جانبها، يبدو أن كامالا هاريس تريد أن تتبنى موقفًا أقل عدائية تجاه النظام البيئي إلى حد ما. لا تتضمن المنصة الديمقراطية أي ذكر للعملات الرقمية.
👈 اقرأ المزيد: دليل شامل لفهم ترميز أصول العالم الحقيقي (RWA) وتأثيرها على الاقتصاد
الصناعات والأسواق التي يمكن أن تتأثر بفوز دونالد ترامب
Sponsoredإذا فاز دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، فقد تعاني الشركات المرتبطة بالصين إذا تصاعدت التوترات. ومن بين ”اللاعبين الكبار“ شركة Nvidia، وهي الشركة الأكثر رسملة في العالم، وشركة Tesla للسيارات الكهربائية.
وعلى العكس من ذلك، يمكن أن تستفيد صناعة النفط والصناعة بشكل عام من فوز دونالد ترامب، الذي يعادي تاريخيًا المواقف الخضراء. وبالتالي، قد تستفيد أسهم شركات عملاقة مثل إكسون موبيل كورب وأوكسيدنتال بتروليوم وباجر هيوز.
وقد يفيد فوز الجمهوريين أيضًا الأسهم المرتبطة بالدفاع والأسلحة. ففي حال فوز دونالد ترامب، قد تستفيد أسهم لوكهيد مارتن وRTX وغرومان. وينطبق ذلك أيضًا على أسهم مجموعات السجون وشركات تصنيع الأسلحة النارية.
👈 اقرأ المزيد: من هم حيتان التشفير؟ وأهم 5 عملات رقمية يستهدفونها
الصناعات والأسواق التي يمكن أن تتأثر بفوز كامالا هاريس
Sponsored Sponsoredعلى عكس دونالد ترامب، قد يعود فوز كامالا هاريس بالفائدة على الشركات ”الخضراء“، مثل شركات السيارات الكهربائية مثل تسلا أو شبكات الشحن مثل ChargePoint.
كما يمكن أن تستفيد شركات الطاقة الشمسية مثل First Solar وSunrun. كما يمكن أن يكون موقف الديمقراطيين الأكثر ليونة من القنب في صالح الأسماء الكبيرة في هذه الصناعة مثل Canopy Growth أو Curaleaf.
ومع ذلك، قد يتعرض القطاع المصرفي لضغوط أكبر في ظل إدارة هاريس، وقد ينعكس ذلك على أسهم البنوك الأمريكية الكبرى. وبالتالي، فإن أسهم بنك جي بي مورجان وجولدمان ساكس وغيرهما ستكون هي الأسهم التي يجب مراقبتها، مع احتمال تشديد القواعد التي تؤثر عليها.
👈 اقرأ المزيد: إذا حضرت قابلية التوسع غاب الأمان .. تحديات البلوكتشين!
من الناحية التاريخية، تُعد سنوات الانتخابات جيدة لسوق الأسهم الأمريكية، ولكن هذه الانتخابات خاصة وقد شهدت بالفعل بعض الانعكاسات الكبيرة. وبالتالي، ينبغي أن توفر مناظرة اليوم مؤشرًا إضافيًا على الاتجاهات التي يجب مراقبتها حتى نوفمبر.
