أطلق مصرف لبنان تحذيراً إلى المواطنين من حيازة وشراء أو استعمال العملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، وذلك تجنباً للمخاطر والخسائر المتوقع أن تنجم عنها.
وبينما يجذب الربح السريع العديد من الناس في مختلف دول العالم إلى الاستثمار في العملات الرقمية والتعدين، والرموز غير القابلة للاستبدال، فإن الأزمة المالية في لبنان كانت سبباً إضافياً لجذب عدد كبير من اللبنانيين، سعياً إلى توفير مداخيل بالدولار، وإن كانت المبالغ المتحصلة قليلة.
تحذيرات من شراء الرموز غير القابلة للاستبدال NFT
وجاء في بيان نشره إعلام مصرف لبنان المركزي، أنه بالنظر إلى ارتفاع التعاملات بالرّموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، وما قد ينجم عنه من مخاطر قانونيّة، فإن المصرف يحذر من احتمالية وقوع بعض المشكلات، المتمثلة في احتفاظ بائع الرّموز بحقوق ملكيّة أصل الرّمز ثم إيهام المشتري بنقل الحقوق إليه، أو عدم شفافيّة عقود البيع الخاصّة ببيع هذه الرّموز وتعقيدها، حيث لا يتم نقل ملكيّة الرّموز إلى المشتري، بمجرد دفع الثّمن المتّفق عليه للبائع، بل قد تستحقّ عمولات إضافيّة عليه لم يتمّ إعلامه بها مسبقًا.
كما تضمن التحذير قيام البائع بتزوير أصل هذه الرّموز قبل أو بعد بيعها، إلى جانب صعوبة تحديد قيمة هذه الرّموز الفعليّة، الحاضرة أو المستقبليّة، نظراً لتقلّبات أسعار السّوق، وعدم وجود بيانات واضحة بشأن تواريخ هذه التقلّبات، يمكن الاستناد إليها لتقييم السّعر عند الشّراء، بسبب كون هذه الرّموز حديثة وفريدة.
الرموز غير القابلة للاستبدال وجرائم تبييض الأموال أو تمويل إرهاب
وحذّر المصرف أيضاً من تلف الأصول المادية موضوع هذه الرّموز قبل أو بعد بيعها، ما يؤدّي إلى فقدانها لقيمتها، أو احتيال المصدر، أو إصدار رموز يكون موضوعها أصولًا ماديّةً تملكها أطراف أخرى من دون علمهم أو موافقتهم، وذلك بسبب غياب أي إطار تنظيمي أو رقابي واضح يرعى هذه الرموز.
وأشار المصرف في بيانه إلى إمكانيّة استعمال هذه الرموز للقيام بعمليّات تبييض أموال أو تمويل إرهاب، مشيراً إلى أنه وتداركاً للمخاطر والخسائر التي قد تنجم عن هذه الرّموز، فإنّ مصرف لبنان يحذّر أيّ كان من شراء وحيازة واستعمال الرّموز غير القابلة للاستبدال (NFT).
تعدين العملات الرقمية
وكانت ظاهرة تعدين العملات الرقمية برزت في لبنان بشكل مكثّف بعد انتشار فيروس كورونا وأزمة القطاع المصرفي، ما دفع الأفراد يتّجهون إلى الادّخار أو الاستثمار، لكن انهيار المصارف دفع بالناس إلى الاستثمار عبر الوسائط عبر الانترنت.
وبما أنّ المحال المختصة بألعاب الكمبيوتر قد أغلقت بسبب كورونا، فإنها استغلّت حواسيبها في تشغيل برامج التعدين، لتسجيل أرباح سهلة دون الحاجة إلى زبائن.
وانتشر تعدين العملات الرقمية وتداولها بشكلٍ ملحوظ في لبنان، لا سيما في المناطق التي تتغذى من الكهرباء بشكلٍ كبير، سواء بشكل قانوني أو عبر طرق غير شرعية.
تقصي مصادر الأموال
وتحذر المصارف اللبنانية من عمليات التداول عبر تقصي مصادر الأموال، ففي حال اكتشاف أن مشتري عملة بت كوين باعها وحوّل المبلغ الى حساب دولة أجنبية، ومن ثم إلى حساب مصرفي محلي، ترفض الحوالة تلقائياً في حال التثبت من تداول هذه العملة لمخالفتها النظام الاقتصادي.
وإلى جانب انتشار كورونا، وتفاقم أزمة المصارف، فإن ارتفاع سعر صرف الدولار شكّل دافعاً هاماً للاستثمار في تعدين العملات الرقمية، الذي يجعل من أقلّ أرباح التعدين مبلغاً ذا قيمة.
ويسوق أفراد ومؤسسات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعمليات التعدين وتداول العملات الرقمية، الأمر الذي يجذب كثيراً من الأفراد الذين لا يجدون فرصاً وظيفية أو مشاريع ذات أرباح، لكن الإشكالية تكمن في عدم وجود قوانين رسمية في لبنان تعترف بالعملات الرقمية وتنظمها.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.