عمت صدمة كبيرة وسط الأسواق المالية الأربعاء الماضي عندما أعلن بنك سيليكون فالي Silicon Valley الأمريكي لمستثمريه عن حاجته إلى مبلغ يفوق 2.2 مليار دولار لدعم ميزانيته العمومية ومنع الإفلاس. ثم بحلول الجمعة تم إغلاق البنك من طرف الجهات التنظيمية ومصادرة ودائعه.
في أكبر فشل مصرفي أمريكي منذ الأزمة المالية لعام 2008 وثاني أكبر فشل في تاريخ الصناعة المصرفية. أغلق المنظمون الجمعة الماضي بنك سيليكون فالي الأمريكي SVB وصادروا ودائعه. كان الانهيار سريعًا لدرجة لم يستوعب الكثير من المتلقين ما حدث حتى تصل الأمور لهذا الحد.
سيليكون فالي | خبرة 40 سنة تنهار في 40 ساعة
عبر أعضاء مجتمع رأس المال الاستثماري عن أسفهم. بسبب الدور الذي لعبه بعض المستثمرون في زوال بنك سيليكون فالي (Silicon Valley (SVB. خاصةً أن البنك كان يحظى باحترام كبير من قبل عملائه في مجال التكنولوجيا.
تقول التقارير إن الانهيار يعكس بعضًا من تداعيات قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، بغية كبح نسبة التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية. كان من المرجح أن تظهر تلك النتائج بعد أمد طويل. لكن 48 ساعة كانت كافية لاسقاط بنك تأسس منذ 40 عامًا.
أيضًا، لم يكن انهيار بنك سيلفرغيت بمعزل عن أسباب انهيار سيليكون فالي Silicon Valley. فقد سبب إعلان إفلاس صديق العملات الرقمية خوفًا مصحوبًا بعمليات سحب كبيرة للودائع يوم الخميس. حين قرر أصحاب رأس المال نقل أموالهم خارج النظام المصرفي لتفادي تداعيات إفلاس سيلفرغيت.
تداعيات سقوط سيليكون فالي ستكون وخيمة على المدى البعيد، مع مخاوف من عدم مقدرة الشركات الناشئة على دفع رواتب موظفيها في الأيام المقبلة. حيث من المتوقع أن تسرح الكثير من الشركات المتعاقدة مع البنك عمالها قريبًا.
بينما يكافح المستثمرون المغامرون لجمع الأموال المطلوبة لإنقاذ ما تبقى انقاذه، يواجه القطاع حالة من الفوضى والخوف.
بداية الانهيار كانت عندما قام الكثير من العملاء بسحب ودائعهم بعد إقرار أسعار الفائدة الجديدة في الولايات المتحدة. كان هدف تلك السحوبات إبقاء شركاتهم في نطاق المنافسة والابتعاد عن تكاليف الفائدة.
عمليات السحب تلك عرفت خروج مبالغ كبيرة من البنك وامتصاصًا لقوة البنك رغم خبرته. بحلول الخميس الماضي، قام العملاء بسحب ودائع مذهلة بقيمة 42 مليار دولار، وفي نهاية نفس اليوم كان لدى (Silicon Valley (SVB رصيد نقدي سلبي قدره 958 مليون دولار. كما فشل في الحصول على ضمانات كافية من مصادر أخرى، وفقًا لإيداع تنظيمي في كاليفورنيا.
بعدها وجد البنك العريق نفسه على شفا حفرة بسبب نقص رأس المال. فما كان عليه إلا بيع جميع سنداته بسعر أقل بكثير من قيمتها، حتى تكبد خسارة وصلت إلى 1.8 مليار دولار.
انهيار Silicon Valley| نبوءة تحققت بسرعة البرق
قبل الانهيار، قامت صناديق مصرفية معروفة على غرار Union Square Ventures و Coatue Management، بإرسال رسائل إلى العديد من الشركات الناشئة، حيث طالبتهم بسحب أموالهم من البنك بسبب مخاوف من تداعيات افلاس سيلفرغيت وأسعار الفائدة.
أشار بعض المطلعين على أخبار البنك في الداخل إلى الطبيعة المترابطة للغاية لمجتمع الاستثمار التكنولوجي كسبب رئيسي للزوال المفاجئ للبنك. كما قالوا أن التحذيرات التي سبقت الانهيار لم تأت من فراغ. وإضافةً إلى ذلك، تم انتقاد ثقة أصحاب رأس المال المفرطة في صحة البنك المالية.
انتهت الشكوك بمصادرة SVB وودائعه المتبقية، والآن يواجه أولئك الذين ظلوا مع SVB جدولًا زمنيًا مجهولًا لاسترداد أموالهم. في حين أنه من المتوقع أن تكون الودائع المؤمن عليها متاحة في أول يوم عمل لهذا الأسبوع، فإن حصة الأسد من الودائع التي تحتفظ بها Silicon Valley كانت غير مؤمنة، وليس من الواضح متى سيتم تحريرها.
أيضًا تداول بعض عملاء البنك إن مكالمة الرئيس التنفيذي جريج بيكر لم يكن مطمئنة. حيث اتصل بهم لمطالبتهم بـ "التزام الهدوء" وأعلمهم أن البنك سيعمل على زيادة رأس المال.
يوم الخميس، قام موظفون في البنك بإرسال رسائل طمأنة للمستثمرين حيث أكدوا أن البنك يعمل بشكل عادي و يستمر في آداء مهامه وأن الأخبار الرائجة عن سقوطه لا تخرج عن نطاق شائعات لا أساس لها من الصحة.
لكن، استمر انهيار سهم البنك وفقد أكثر من 50٪ من قيمته. ثم تسبب السحب السريع للودائع في إضعاف قدرة البنك على سداد التزاماته عند استحقاقها.و بحلول الجمعة، تخلى البنك عن جهود بيع الأسهم، واتجه نحو البحث عن مشترٍ. لكن سحب الودائع جعل عملية البيع أكثر صعوبة، وفشل هذا الجهد أيضًا.
تخبرنا قصة سقوط بنك سيليكون فالي Silicon Valley، أنه لا نظام مالي آمن. حتى في الأنظمة المالية المركزية التي تشرف عليها القوانين والتشريعات وتحكمها الكتب والقواعد، لاأحد بمعزل عن السقوط. أخطاء بشرية أو تشغيلية يمكنها إنهاء استثمارات بمليارات الدورات في ساعات معدودة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
