سعر البيتكوين مستقر حول مستوى 95 ألف دولار بعد موجة الارتفاع الأخيرة، فيما تعيش الأسواق حالة ترقب حذِر قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة يوم الأربعاء. ويأتي هذا التحرك وسط أجواء مشحونة بالقلق من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الاقتصاد العالمي.
وبينما تتضارب التصريحات بين واشنطن وبكين بشأن المفاوضات التجارية، تراقب الأسواق التقليدية وسوق العملات الرقمية مؤشرات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، بحثًا عن إشارات تحدد المسار المقبل للفائدة والسيولة والاستثمارات عالية المخاطر.
في مقابلة تلفزيونية مع قناة "فوكس نيوز"، صرّح سكوت بيسينت، وزير الخزانة الأمريكي، أن الإدارة ما تزال تعمل على اتفاقيات تجارية "مصممة خصيصًا" مع 18 شريكًا تجاريًا رئيسيًا للولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أن الكرة الآن في ملعب الصين، قائلاً: "سنرى ما إذا كانت بكين ستتحرك... أظن أن وضعهم غير قابل للاستمرار، وربما يتّصلون بي قريبًا".
من جانبه، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون، خلال مؤتمر صحفي، وجود أي مشاورات أو مفاوضات جارية مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، وذلك في تصريح نقلته شبكة CNBC.
وعلى الرغم من إعلان واشنطن تعليق تنفيذ الرسوم الانتقامية لمدة 90 يومًا، فإن الأثر المتوقع لارتفاع تكاليف الإنتاج قد يظهر في البيانات الاقتصادية المرتقبة، حتى قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ الكامل.
اقرأ أيضا : ماذا بعد صعود البيتكوين؟ سيناريوهات الاختراق أو التصحيح عند مستوى المقاومة 95,500 دولار
تأثير بيانات التضخم على قرارات المتداولين في سوق العملات الرقمية
ينتظر المتداولون صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المؤشر الأساسي الذي يعتمد عليه الاحتياطي الفيدرالي في تقييم التضخم. وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن التضخم لا يزال مستقرًا عند مستويات مرتفعة نسبيًا:
- على أساس سنوي، استقر المؤشر عند 2.8% في مارس، محافظًا على وتيرة فبراير، ومرتفعًا عن مستوى يناير البالغ 2.6%.
- أما على أساس شهري، فقد بلغ المؤشر 0.4% في مارس، متجاوزًا التوقعات، ما يعكس تسارعًا في ضغوط الأسعار.

هذا الاستقرار المرتفع في المؤشر قد يُعقّد مهمة الفيدرالي في خفض الفائدة قريبًا، ما يُبقي الأسواق في حالة ترقّب.
وبالنسبة لسوق العملات الرقمية، فإن بيانات إيجابية (أي تباطؤ في التضخم) قد تفتح المجال أمام مزيد من السيولة، في حين أن استمرار الضغوط التضخمية قد يؤدي إلى تقلبات أوسع، خاصة في أصول المخاطرة مثل البيتكوين.
وقد تؤدي هذه البيانات إلى تحفيز نشاط أكبر في سوق العملات الرقمية، إذا ما أظهرت أن الرسوم الجمركية لم تؤدّ إلى تفاقم التضخم أو إلى إبطاء اقتصادي حاد.
اقرأ أيضا : ترامب و بيتكوين: هل يدفع انفراج الأزمة مع الصين بالسعر نحو 100,000 دولار؟
حذر في الأسواق التقليدية وسط ترقّب المستثمرين
في الأسواق التقليدية، سجّلت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب محدودة؛ أمّا الذهب، والذي يُعد من أبرز أصول الملاذ الآمن، فقد ارتفع نحو 3,350 دولار للأونصة، إلا أنه لا يزال دون ذروته المسجلة الأسبوع الماضي.
ورغم أن البيتكوين بدأ يُظهر انفصالًا تدريجيًا عن أداء الأسهم الأمريكية، إلا أن حركته ما تزال تتأثّر بتطوّرات الأسواق التقليدية على المدى القصير.
وفق ما أفاد به غريغ ماغاديني، مدير قسم المشتقات في شركة "Amberdata" لتحليل بيانات العملات الرقمية.
وختم ماغاديني تصريحه قائلًا: "حاليًا، يجري التداول على البيتكوين كأصل مخاطرة، لكنني أعتقد أن هذا التوجه مؤقّت، وعلى المدى الطويل، سيتحوّل البيتكوين ليصبح بمثابة الذهب الرقمي"
يبقى مسار البيتكوين BTC مرهونًا بالتطورات الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية المرتقبة، وسط ترقّب واسع لما ستكشف عنه مؤشرات التضخم وأثر السياسات الحمائية على السوق الرقمي والعالمي على حد سواء.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
