في الوقت الذي يتجه فيه المستثمرون إلى مراقبة بيانات الاقتصاد الكلي بأعين قلقة، تتحرك المؤسسات المالية الكبرى نحو العملات الرقمية بثقة مدهشة. وها هي إيثيريوم تتصدر المشهد، محققة صعودًا فاق 55٪ في شهر يوليو وحده.
لكن خلف هذا الصعود قصة أعمق تتعلق بتحولات كبيرة في استراتيجيات تخصيص رأس المال، وصفقات ضخمة تمر مرور الكرام، وكأن السوق بات محصنًا ضد الفوضى.
إيثيريوم: نجمة المؤسسات الصاعدة
شهدت إيثيريوم خلال الأسبوع الأخير من يوليو ارتفاعًا بنسبة 3.6٪، لتغلق الشهر على مكاسب مذهلة تجاوزت 55.9٪.
ما يُثير الانتباه ليس فقط الرقم، بل ما يقف خلفه: تدفقات قياسية نحو صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)، وإطلاق صناديق مؤسسية جديدة، وتحوّل اهتمام المستثمرين من الأصول الخاملة إلى أصول توفّر عوائد فعلية مثل "الستيكينغ".
أكثر من 5 مليارات دولار دخلت صناديق إيثيريوم هذا الشهر، في حين أن عقود ETH الآجلة سجّلت مستويات غير مسبوقة من الفائدة المفتوحة.
بتكوين صامد... رغم زلزال الـ 9 مليارات
رغم بقاءه في الظل هذا الشهر، إلا أن بتكوين أثبت مرة أخرى أنه عمود السوق الفقري. الأسبوع الماضي، تم تنفيذ واحدة من أكبر الصفقات خارج البورصة (OTC) في تاريخ بتكوين، حيث جرى نقل 80,000 BTC بقيمة تقارب 9 مليارات دولار.
ما يثير الدهشة أن السوق امتصّ هذا الحجم الهائل من دون أن ينهار، وانخفض السعر مؤقتًا إلى 115 ألف دولار قبل أن يتماسك سريعًا.
في أوقات سابقة، مجرد شائعة عن تحركات Mt. Gox كانت كافية لإغراق السوق. أما الآن؟ السوق أكثر نضجًا، والطلب المؤسسي يبدو أقوى من أي وقت مضى.
مؤسسات كبرى تراهن على إيثيريوم… حرفيًا!
في بادرة غير مسبوقة، تستعد بورصة ناسداك لإدراج صندوق مشترك تدعمه Pantera وKraken وBlockchain.com، بحصة أولية تتجاوز 400,000 ETH.
هذا النوع من المبادرات يثبت أن المؤسسات لم تعد تنظر لإيثيريوم كأداة للمضاربة، بل كبنية تحتية مالية للمستقبل.
وحتى من الجانب السياسي، لا تغيب الأضواء: تقارير تحدثت عن استثمار "Trump Media" قرابة 300 مليون دولار في خيارات مرتبطة ببيتكوين – تأكيد إضافي على دخول المال السياسي الأمريكي على الخط.
السوق الأوسع... يتحرك بخجل
رغم الزخم الذي تقوده العملات الكبرى، لا يزال السوق الأوسع في حالة تردّد. نعم، ارتفعت قيمة الأصول الرقمية بحوالي 30٪ هذا الشهر، لكنها لا تزال منخفضة بنسبة 25٪ منذ بداية العام.
الرالي الحالي بالكاد يُغطي خسائر النصف الأول من 2025. المستثمرون ما زالوا حذرين، و"شهية المخاطرة" تقتصر على الأصول الكبيرة ذات السيولة العالية والسردية القوية.
مؤشر Beta صعد 9.5٪، بينما تراجعت مؤشرات الزخم والحجم بنسبة -1.2٪ و-1.9٪ على التوالي. باختصار؟ لا أحد يريد المغامرة على "العملات الصغيرة" حاليًا.
هل تستطيع إيثيريوم مواصلة حمل السوق على كتفيها؟
حتى اللحظة، تقوم إيثيريوم بالدور الأهم في قيادة السوق: تدفقات رأسمالية، ثقة متزايدة، وزخم مؤسسي لا مثيل له.
لكن يظلّ الخطر قائمًا؛ فإذا لم تتوسع المشاركة لتشمل مزيدًا من الأصول، فقد يصبح هذا الصعود هشًّا، مرهونًا بتغيّر مزاج المؤسسات.
استمرار التعلّق بإيثيريوم وحدها قد يجعل السوق عرضة للانتكاس إذا تراجع الزخم.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
