تراجعت قيمة إيثيريوم (ETH) أمام بيتكوين (BTC) إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من خمس سنوات، حيث هبط معدل ETH/BTC إلى 0.027، وفقًا للبيانات الحديثة. ويعكس هذا الانخفاض الحاد، الذي بدأ منذ تحول إيثيريوم إلى آلية إثبات الحصة (PoS) عام 2022، ضعف الطلب على ثاني أكبر عملة رقمية مقارنة بالبيتكوين BTC.
زاد التراجع الحاد لإيثيريوم منذ الموافقة على صناديق ETF بيتكوين الفوري في الولايات المتحدة، والتي جذبت استثمارات تجاوزت 40 مليار دولار. مما جذب اهتمامًا مؤسسيًا قويًا على مستوى العالم.
في المقابل، حصلت منتجات صناديق ETF إيثيريوم على الموافقة في وقت لاحق، لكنها جذبت استثمارات أقل بكثير من نظيرتها الخاصة بالبيتكوين، مما زاد من ضعف موقفها.
المحلل جيمس تشيك (James Check)، المعروف باسم "Checkmate"، أشار إلى أن 77% من جلسات التداول على زوج ETH/BTC كانت سلبية، مؤكدًا أن التراجع الأخير يعكس مخاوف أوسع بشأن فقدان إيثيريوم لزخمه.
الانتقال إلى آلية إثبات الحصة PoS أضر إيثيريوم ETH
شهد سبتمبر 2022 تحول إيثيريوم إلى إثبات الحصة عبر تحديث "The Merge"، وهي خطوة وُصفت بأنها ثورية في قطاع البلوكشين، حيث أدت إلى خفض استهلاك الطاقة بأكثر من 99% وزيادة كفاءة الشبكة.
لكن بعد ما يقرب من عامين، بدأت موجة التفاؤل المحيطة بالترقية في التراجع.
فقد أدى هذا الانتقال إلى تقليص دور المعدنين السابقين وخفض مستويات الحيازة بين المستثمرين طويل الأجل (LTHs) والمستثمرين قصيري الأجل (STHs).
وفقًا للمحلل جواو ويدسون (Joao Wedson)، فإن التحول إلى إثبات الحصة أثر سلبًا على مستويات الشراء، حيث امتنعت جهات رئيسية، مثل الصناديق الاستثمارية والمعدنين السابقين، عن شراء عملة إيثيريوم ETH.
غرّد قائلا:
"أسوأ ما تعرضت له شبكة إيثريوم كان عملية الدمج. فمنذ سبتمبر 2022، توقفت كل من الجهات المحتفظة بالعملة على المدى الطويل والقصير عن تكديس ETH. حتى العناوين المرتبطة بالبورصات، إلى جانب المعدنين السابقين والصناديق التي تمتلك أكثر من 100 ألف ETH، لم تعد تُقبل على الشراء.
يبدو أن إيثريوم مقبلة على طريق مليء بالتحديات."
تراجع نشاط حيتان إيثيريوم ETH وتأثيره على السوق
تشير البيانات إلى أن كبار حائزي إيثيريوم، ومن بينهم حيتان تمتلك أكثر من 100,000 ETH، لم يظهروا أي نشاط شراء ملحوظ منذ التحديث. يعكس هذا الاتجاه نهجًا حذرًا من كبار المستثمرين، ما يؤدي إلى ضعف السيولة وتفاقم حالة عدم اليقين في السوق.
إضافة إلى ذلك، تراجع الطلب على الشبكة، حيث لم تشهد مؤشرات مثل رسوم الغاز، واستخدام التطبيقات اللامركزية (DApps)، وأحجام التداول في التمويل اللامركزي (DeFi) نموًا ملحوظًا، مما يعزز النظرة السلبية حيال أداء إيثيريوم المستقبلي.
انخفاض النشاط وتحديات السيولة
ساهم تحول إيثيريوم إلى آلية إثبات الحصة PoS في تقليل عمليات التصفية اليومية التي كان المعدنون السابقون ينفذونها، مما أدى إلى خفض الضغوط البيعية.
و لكن من جهة أخرى أثر ذلك سلبًا على تدفقات الإيثيريوم إلى المنصات، لا سيما مع انخفاض حيازات المستثمرين طويل الأجل والمستثمرين قصيري الأجل.
هذا الانخفاض في العرض المتداول قد يؤدي إلى أزمة سيولة، خاصة إذا استمر ضعف الطلب على الأصول الرقمية البديلة.
ووسط حالة من الحذر والضغوط التنظيمية المتزايدة، يبقى التساؤل قائمًا: هل سيتمكن إيثيريوم من استعادة زخمه في الأسواق الرقمية، أم أنه يواجه تحديات هيكلية قد تعيق نموه على المدى الطويل؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.