تتطور المملكة العربية السعودية بسرعة لتصبح رائدة عالميًا في تقنية البلوكشين، خاصة في ترميز العقارات. سجلت المملكة أكثر من 4,000 تسجيل لشركات تجارية تعمل في مجال البلوكشين في عام 2025، مسجلة نموًا بنسبة 51% مقارنة بالعام السابق.
تشمل الشراكات الحديثة تطويرات الفنادق المرمّزة إلى أطر العملات الرقمية تحت رؤية 2030.
تحالف ترامب-السعودي يبتكر مشروع فندق مرمز
أعلنت منظمة ترامب ودار جلوبال السعودية عن أول مشروع لتطوير فندق مرمز في العالم في جزر المالديف. يتميز المشروع بترميز مرحلة التطوير بدلاً من الأصول المكتملة، مما يتيح للمستثمرين المشاركة في وقت مبكر من المشروع. سيوفر المنتجع الفاخر حوالي 80 فيلا حصرية على الشاطئ وفوق الماء، وسيتم افتتاحه بحلول نهاية 2028. سيكون هذا أول مشروع للعلامة التجارية ترامب في المالديف، مما يضع نموذجاً جديداً لتمويل مشاريع الضيافة.
Sponsoredتكسر ترميز العقارات الملكية إلى رموز رقمية على البلوكشين. يتيح ذلك الاستثمار الجزئي في الأصول ذات القيمة العالية بينما يوفر مزيدًا من السيولة وتكاليف معاملات أقل وسجلات رقمية شفافة. يصبح الوصول إلى العقارات الفاخرة، الذي كان محدودًا بالمؤسسات والمستثمرين الكبار، متاحًا لقاعدة أوسع.
أبرز إريك ترامب، النائب التنفيذي لرئيس منظمة ترامب، إمكانات المشروع التحويلية للاستثمار العقاري العالمي. توسع الشراكة مع دار جلوبال المدرجة في لندن النطاق الدولي للشركتين وتدمج التكنولوجيا المالية المتقدمة في استثمار الضيافة.
تزامن الإعلان مع زيارة ولي العهد محمد بن سلمان لواشنطن، حيث رفع التزام الاستثمار السعودي في الولايات المتحدة من $600 مليار إلى $1 تريليون في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي. تحدث الرئيس ترامب في حدث مركز كينيدي، مؤكداً على تعميق الشراكة الاقتصادية. ومع ذلك، زاد التوقيت من التدقيق في إمكانية التداخل بين مصالح عائلة ترامب التجارية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
السعودية تُسرّع في تكنولوجيا البلوكشين والاستثمار
تمتد طموحات البلوكشين في السعودية بعيدًا عن روابطها مع الولايات المتحدة. في خطوة مهمة، انضمت وايتبت، أكبر بورصة للعملات الرقمية في أوروبا من حيث الحركة، إلى دورا الفوده القابضة المدعومة من العائلة المالكة لبناء بنية تحتية للبلوكشين والعملات الرقمية ومعالجة البيانات دعمًا لرؤية 2030. سيعمل المشروع على ترميز سوق الأسهم السعودي، وتصميم إطار عمل للعملات الرقمية، وتوسيع مراكز معالجة البيانات الوطنية.
تم تسجيل أكثر من 4,000 شركة تجارية تعمل في مجال البلوكشين في عام 2025، وتمثل نموًا بنسبة 51% مقارنة بالعام السابق. وصل حجم الاقتصاد الرقمي في السعودية إلى 495 مليار ريال سعودي في 2025، مما يشكل 15% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. زادت سعة مراكز البيانات بنسبة 42% في عام 2023، لتصل إلى 290,5 ميغاواط لتلبية الاحتياجات الرقمية المتزايدة.
تخدم منصة WhiteBIT 8 ملايين مستخدم وتعاملت مع 2,7 تريليون دولار في التداول خلال 2024. تعزز الشراكة من مكانة المملكة العربية السعودية كقائد إقليمي في مجال البلوكشين وتظهر التزامها بربط تكنولوجيا العملات الرقمية بالتمويل التقليدي. تدرج استراتيجية التكنولوجيا المالية في رؤية 2030 دمج البلوكشين وتشفير الأصول كأعمدة أساسية في التحديث.
في يونيو، تعاون المطور السعودي RAFAL مع شركة ويب 3 الأمريكية droppRWA في مشروع تجريبي لتشفير العقارات في الرياض. يتيح ذلك للسعوديين شراء أسهم في العقارات الفاخرة بأقل من 1 ريال، أي حوالي $0,27. يهدف هذا التحرك إلى ديموقراطية وصول الأفراد للعقارات ذات القيمة العالية وجذب الاستثمارات المؤسسية الأجنبية. تستضيف المملكة الآن 3 ملايين مستثمر نشط في العملات الرقمية وشهدت معاملات تشفير بلغت 48 مليار دولار بين يوليو 2023 ويونيو 2024.
المنافسة الإقليمية تشتد
ليست المملكة العربية السعودية الوحيدة في السعي للريادة في مجال البلوكشين في المنطقة. الإمارات العربية المتحدة قد أثبتت نفسها كمركز للعملات الرقمية، حيث تستضيف دبي بورصات رئيسية وتطور أبوظبي إطارًا تنظيميًا خاصًا بها. تُقدر أسرة أبوظبي المالكة بامتلاك أكثر من 700 مليون دولار في بيتكوين من خلال عملية تعدين حكومية. هذه المنافسة الإقليمية قد تُسرع الابتكار ولكنها قد تُجزئ المعايير عبر أسواق الخليج.
قد تعتمد نجاح المملكة على جذب المواهب والخبرات العالمية. على عكس النموذج الذي يعتمده الإمارات القائم على الوافدين، تواجه المملكة العربية السعودية تحديات في بناء قوة عمل محلية في مجال البلوكشين. مدى سرعة تمكن المملكة من تطوير الخبرات المحلية سيحدد ما إذا كانت هذه المشاريع الطموحة ستؤتي ثمارها على المدى الطويل.