إذا سألت أي أحد يسعى إلى استثمار أمواله عن أسخن مواضيع الاستثمار في العالم حاليا سيقول لك العملات الرقمية. وهذا بسبب الأرباح الجنونية التي تشتهر بها هذه الفئة من الأصول الاستثمارية. فالعملات المشفرة معروفة دائما بقدرتها على تحقيق مكاسب جنونية لمستثمريها. وهذا بسبب أنها لازالت أصل استثماري حديث العهد والسوق قيمته لازالت صغيرة. وبالتالي يمكن بسهولة نمو هذه السوق وتضاعف الأموال بها بسهولة.
سنتحدث اليوم عن تقرير خاص بسوق التشفير في الاقتصاد الأمريكي. هل يستثمر عمالقة وول ستريت في العملات الرقمية قريبا؟ أمر كهذا سيدفع أسعار هذه الأصول المشفرة إلى الأعلى بكل تأكيد. فهيا بنا نعرف!
لماذا تبني العملات الرقمية من قبل عمالقة الاقتصاد الأمريكي مهم؟
الدولار هو العملة الإحتياطية للعالم حاليًا. ومع أن بعض الدول تحاول تنويع الاحتياطي النقدي الخاص بها حاليًا إلا أن الأمر سيتطلب عقود من أجل أن يفقد الدولار هذه المرتبة. وبالتالي فحتى يحدث هذا سيظل الاقتصاد الأمريكي أكثر اقتصاد مؤثر على العالم الاستثماري.
ولهذا السبب فلا نمو حقيقي في سوق العملات الرقمية سيحدث بدون دعم من عمالقة وول ستريت. فهيئات وول ستريت الاستثمارية وحدها تتحكم في عشرات التريليونات من الدولارات. شركة أبل مثًلا قيمتها السوقية تقريبًا 3 تريليون دولار. وقيمة سوق التشفير السوقية كلها لا تتعدى 1.2 تريليون دولار. وهذا يعرفنا حجم النمو الكبير الذي يقف أمام هذا السوق.
ولكن من أجل أن يبتنى عمالقة وول ستريت هذه الأصول الرقمية لابد أن يكون هناك نوع من:
- الشفافية والوضوح من قبل مشاريع البلوك تشين.
- تشريعات قانونية صريحة وواضحة من قبل هيئة الأوراق والبورصات المالية الأمريكية SEC.
- نمو وتطوير وبحث مستمر في مجال البلوك تشين والتشفير.
وهذا لن يحدث بالطبع طالما الوضع القانوني للتشفير في الولايات المتحدة شائك كما هو الآن. فنحن نعرف ما يحدث مع منصة كوين بيز ومنصة بينانس من قضايا من قبل SEC. ولكن هيا بنا نعرف من التقرير من يتبنى الكريبتو حاليا بالولايات المتحدة.
من يتبنى العملات الرقمية في أمريكا الآن؟
كما هو متوقع فإن معظم متبنيين العملات الرقمية بأمريكا حاليًا من مجال التكنولوجيا. وهذا يشمل المطورين والمبرمجين ومجال تكنولوجيا الماليات Financial technology ومقدمي الخدمات المالية في العموم.
فهناك شركات من مختلف الاتجاهات تتبنى الكريبتو حاليًا في أمريكا وهذا يشمل:
- عمالقة التكنولوجيا مثل أبل وجوجل وIBM.
- كبار البنوك الأمريكية مثل JP Morgan و جولدمان ساكس.
- كبرى الشركات المنتجة للمشروبات والمنتجات المختلفة مثل كوكا كولا وأمازون.
حتى بعض كبرى شركات التأمين شاركت في تبي العملات الرقمية والاستثمار بها مثل MassMutual وأيضًا Statefarm. فهذه الشركات مثلا قد استثمرت المليارات في الكريبتو.
لماذا تتبنى هذه الشركات الكريبتو؟
يمكن تلخيص السبب ببساطة في أن هذه الشركات تعرف جيدًا قدرة البلوك تشين والتشفير على إحداث ثورة شبيهة بتلك التي حدثت بسبب الإنترنت في نهاية القرن الماضي.
تقريبًا 63% من المديرين التنفيذيين لأكبر شركات أمريكا الذين يعرفون عن وجود الكريبتو يظنون بأن هذه التكنولوجيا ستكون أساسية وضرورية لمستقبل الشركات. يتوقع هؤلاء المديرين أيضًا حدوث تنافس كبير ما بين الشركات على الاستثمار في العملات الرقمية. وهذا بسبب سرعة نمو وتطور المجال في السنوات الأخيرة.
كما أن التقرير يقر بأنه على مدار العقد القادم سيحدث تقاطع أكيد ما بين الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. وهذا بسبب بدأ تريند الذكاء الاصطناعي في الانتشار مؤخرًا. فالكثير من الخبراء يتوقعون أن تسيطر هذه التكنولوجيا بالإضافة على البلوك تشين على مستقبل البشرية. ومن أكبر الأمثلة على هذا استثمار مايكروسوفت في شركة OpenAI القائمة على ChatGPT بالمليارات.
بالصورة بالأعلى يمكنك أن تلاحظ أكبر المجالات التي تقوم الشركات الأمريكية بالاستثمار بها.
تريند الاستثمار في الكريبتو في 2023
كما هو متوقع فإن الاستثمار في مشاريع البلوك تشين قد انخفض بنسبة كبيرة جدًا في 2023. وقد انخفض هذا التريند بشدة في 2022 ولكن الهبوط كان أعنف بكثير في 2023.
وهذا يعود لأسباب كثيرة منها سقوط FTX ثم بعد هذا هجوم الحكومة الأمريكية على مجال التشفير. هذا بالإضافة إلى عدم وضوح التشريعات القانونية حول مجال العملات الرقمية.
ولكن من الواضح أن هذا التريند الهابط قد لا يستمر كثيرًا. فمن الواضح أن عام 2023 قد يكون العام الذي ينعكس فيه التريند ويعنكس مرة أخرى. وهذا يعني تزايد الاستثمار في الكريبتو فيما تبقى من عام 2023 وفي عام 2024 أيضًا.
بالصورة بالأعلى يمكن ملاحظة أهم المجالات التي يسعى عمالقة وول ستريت من أجل الاستثمار بها.
ويعتقد الكثير من مديري هذه الشركات أن الاستثمارات ستزيد بكثرة في السنوات القادمة. وهذا بسبب انخفاض معدلات التضخم على مدار عام 2023 وهذا ربما يتيح الفرصة للاقتراض والاستثمار مرة أخرى.
العوائق أمام إنتشار الإستثمار في العملات الرقمية
هناك الكثير من العوائق بالطبع التي تقف أمام إنتشار تبني العملات الرقمية في الولايات المتحدة. وتتنوع العوائق في طبيعتها.
هناك الكثير من العوائق الخاصة بالتعليم مثلا وعلاقته بالعملات الرقمية. فلا يوجد كلية أو جامعة معينة يمكن دراسة مجال التشفير بها حتى الآن. وحتى إذا كان هناك جامعة فأغلب الظن أن التكاليف مرتفعة جدًا ولن يتحملها الأشخاص العاديين. علاوة على هذا فليس هناك أي تعليم رسمي أو حكومي يشرح أو يذكر حتى تكنولوجيا البلوك تشين للشباب.
لازال هناك الكثير من المعلومات التي لا يعرفها العامة وحتى موظفي الشركات عن أساسيات البلوك تشين.
وهذا بالطبع يترتب عليه العائق الثاني وهو عدم توفر المهارات والكوادر اللازمة من أجل العمل في هذا المجال. وهذا الأمر بالذات واضح جدا في مجال العملات المشفرة. حيث أن هؤلاء الذين لديهم خبرة في المجال لا يريدون العمل كموظفين ومن يريد أن يعمل في المجال عادة كموظف لا يعرف اي شيء عن التشفير. وبالتالي هذا يضع عوائق كبيرة جدًا أمام الشركات في توظيف موظفين ذوي كفاءة.
العوائق التشريعية والقانونية
حاليًا أكبر عائق يواجه مجال العملات الرقمية في الولايات المتحدة الأمريكية هو القوانين والتشريعات. فهناك غموض كبير جدًا حول هذه الأصول وطريقة تقنينها في أمريكا.
وهذا قد زاد بشدة في الأسبوع الماضي بعدما تم اعتبار XRP كعملة وليس ورقة مالية.
ويسعى الكثير من السياسيين في أمريكا حاليًا إلى دعم ظهور لائحة جديدة من القوانين من أجل تشريع وتقنين الشفير. وهذا لأن اللوائح الموجودة حاليا لا تنطبق على هذه الأصول الرقمية الحديثة.
وبالتالي هناك الكثير من الضغط من أجل إصدار قوانين تحافظ على المستخدم وتحميه. فقد شاهدنا في عام 2022 كيف وقع الكثير من الضرر على مستخدمي العملات المشفرة. ولكن في نفس الوقت لا يجب أن تعرقل هذه القوانين القدرة الإبداعية المتعلقة بهذا المجال التقدمي أيضا.
لاشك أن البلوك تشين والكريبتو يسعى إلى تطوير النظام المالي القائم حاليا. والذي يعتبره البعض بأنه أصبح قديما ولا يلائم العصر الحالي.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى أن تزور موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
