إنفجر سعر الذهب العالمي في عام 2025 بقوة وصعد حتى وصل إلى 3500$. فهل هذه هي النهاية؟ أما أن هناك مساحة أكبر لصعود الذهب في الفترة القادمة؟ وما هي العوامل التي دفعت الذهب للصعود بهذا الشكل؟ وهل يمكن توقع تصحيح سعري قريبا من أجل شراء الذهب بسعر أفضل؟ هيا بنا نعرف أكثر!
ما الذي يؤثر على تحركات سعر الذهب في 2025
زاد سعر الذهب العالمي بقوة منذ عام 2022 وحتى الآن. فقد الشكل الذهب قاع في عام 2022 في شهر أكتوبر عندما هبط إلى 1600$ تقريبا. منذ ذلك الوقت والذهب في صعود مستمر إلى جانب الأصول المختلفة مثل بيتكوين والكريبتو والأسهم. وهذا بسبب أن الذهب يعتبر من الأصول ذات المخاطر نسبيا RISK ON ASSET ولكن نسبة مخاطره ليست مرتفعة مثل الأسهم أو الكريبتو فهي أقل بكثير. ففي خانة الأصول يعتبر الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين دائما إلى جانب السندات المالية الأمريكية. ولكن الذهب يستفيد عادة من ضخ السيولة في الأسواق وعندما تحدث إنتعاشة يستفيد الذهب منها خاصة إذا حدثت هذه الإنتعاشة في وقت تقلبات إقتصادية وجيوسياسية عنيفة.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا والعالم يعاني من إضطرابات سياسية وإقتصادية قوية وهذا قد جعل الذهب إستثمار جذاب جدا. علاوة على هذا فإن إرتفاع التضخم وكونه أحد المشاكل التي تتحدى البنوك المركزية عالميا حتى الآن جعل من الذهب أصل إستثماري جذاب أكثر وأكثر. تذكر دائما أن الذهب يستفيد من إرتفاع التضخم والتقلبات السياسية والإقتصادية وهذا يعني أنه وقت الإستقرار السياسي والإقتصادي الذهب ليس أفضل خيار إستثماري. ولهذا السبب فإن آداء الذهب في عالم ما بعد كوفيد يعتبر ممتاز نظرا لأن العالم مليء بالتقلبات الجيوسياسية المختلفة وعدم الوضوح والترنح الإقتصادي.
التقلبات الجيوسياسية
من أكبر المحركات لسعر الذهب العالمي هي التقلبات والخلافات الجيوسياسية خاصة في منطقة روسيا وأوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط. كقاعدة سيصعد الذهب بقوة كلما كثرت الخلافات السياسية بين الدول نظرا لأنها تعلي من المخاطر وتجعل من الذهب إستثمار جذاب وملاذ آمن وقت الحروب والأزمات.
ولهذا السبب سنلاحظ صعود الذهب بعنف في إستجابة لغزو روسيا لأوكرانيا.
بعد هذا ستلاحظ صعود الذهب مرة أخرى بقوة عندما قام الكيان الصهيوني بغزو غزة في أكتوبر 2023.
ستجد أن الذهب أيضا إرتفع في شهر إبريل 2024 وبعد ذلك في الربيع بسبب الخلافات ما بين الكيان وما بين إيران.
والسبب هي أن الذهب ملاذ آمن كما قلنا وقت الأزمات. وبالتالي عندما يحدث تصعيد من أحد الدول ضد دولة أخرى فهذا عادة ما يكون علامة للمستثمرين من أجل تدوير رأس المال من الكريبتو والأسهم إلى الذهب والسندات المالية. وحاليا هناك تدهور في العلاقات قائم ما بين باكستان والهند ومن الممكن أن يحدث تصعيد بحرب، وإذا حدث هذا فتوقع إنفجار سعر الذهب لأعلى.
التضخم وحروب ترامب التجارية
ثاني سبب من أجل إرتفاع سعر الذهب العالمي في الآونة الأخيرة هو حروب ترامب التجارية وتوقع المستثمرين بأن تكون فترة ترامب الرئاسية فترة تضخمية. فمنذ ديسمبر والذهب في صعود مستمر نظرا لتوقع المستثمرين إرتفاع التضخم تحت حكم ترامب وهذا أمر منطقي بناء على ما حدث في فترته الرئاسية الماضية. ولكن ما لم يكن يتوقعه أحد هو التعريفات الجمركية العنيفة التي فرضها ترامب على العالم كله وهذه قد جعلت سعر الذهب ينفجر بشكل غير مسبوق لم يشهد منذ عقود. ففي غضون أسابيع قليلة صعد سعر الذهب من 3000$ إلى 3500$ بدون أن يواجه أي مقاومة تقريبا.
وحاليا يواجه سعر الذهب أخيرا بعضا من المقاومة بعدما وصل إلى 3500$. ومن الطبيعي أن يحدث هذا نظرا لأن هذه المنطقة ممتازة من أجل جني الارباح والتخارج. ولكن هل هناك سبب آخر يجعل الذهب في تريند صعودي مثلما نرى حاليا؟
البنك المركزي الصيني وسعر الذهب العالمي
بعض الإقتصاديين يقولون أن سعر الذهب العالمي إرتفع بقوة في خلال الأشهر الأخيرة بسبب البنك المركزي الصيني. فالصين تعاني من أزمة إقتصادية قوية وركود يمنع الدولة من تحقيق معدلات النمو المرجوة. وبالتالي في محاولة لإنعاش الإقتصاد من الضروري أن يتم إضعاف اليوان الصيني. ولهذا السبب بعض الإقتصاديين قالو بأن البنك المركزي يقوم بإضعاف اليوان الصيني بالفعل ولكن أمام الذهب وليس أمام الدولار. وهذا لأن المركزي الصيني لا يريد إضعاف اليوان أمام الدولار حتى لا يفقد اليوان الصيني ثقته العالمية. وهذا بالتالي يعني أن أحد أسباب إرتفاع الذهب في الآونة الأخيرة هي بسبب ضغط الشراء القادم من الشرق الأقصى سواء من المستثمرين الأفراد أو البنك المركزي الصيني وهذا دفع بسعر الذهب لأعلى بشكل كبير جدا. ويتوقع الإقتصادي مايكل هاول بأن يستقر سعر الذهب أمام اليوان عند 26 ألف تقريبا وهذا سيعادل 3600$ دولار وهذا رقم قريب من الصعود الأخير.
ومن المتوقع أن يستمر الضغط القادم من الشرق الأقصى في خلال العقود القادمة نظرا لأن الصين تحاول التنويع في إستثماراتها وتبعد عن السندات الأمريكية منذ فترة.
هل يمكن أن يستمر صعود سعر الذهب في 2025؟
نسعى دائما أن نعلمك أسباب صعود أو هبوط الأصول المالية من أجل أن تتمكن من إتخاذ قرارات مستنيرة بنفسك. وبالتالي أنت الآن تعرف أسباب صعود سعر الذهب العالمي في الآونة الأخيرة وذلك يعني أنه ببساطة إذا إستمرت الأسباب التي كانت وراء الصعود في البقاء فيمكنك توقع صعود الذهب إلى 4000$ وربما حتى 5000$. فإذا ظل التخضم يمثل أزمة وخاصة بعد تطبيق التعريفات الأمريكية على التجارة فربما هذا يدفع بسعر الذهب إلى أعلى وهذا يعني ضرورة مراقبة بيانات التضخم في الفترة القادمة.
إذا زادت التوترات الجيوسياسية في العالم فتوقع أيضا إرتفاع الذهب. حاليا الخلاف بين إيران والكيان الصهيوني شديد جدا وإذا حدث تطور فلن يكون أمر جيد للأصول الإستثمارية بإستنثاء الذهب. على الصعيد الآخر فإذا تطور الخلاف ما بين الصين وأمريكا وقامت الصين بغزو تايوان فذلك أيضا سيكون تأثيره إيجابي على الذهب. وأخيرا تصاعد الخلافات ما بين باكستان والهند أيضا سيؤدي إلى صعود قوي في سعر الذهب.
إذا تم تحقيق سيناريو الهبوط اللطيف بالولايات المتحدة ولم تحدث مشاكل تضخمية وبدأ الفيدرالي في تخفيض الفائدة فربما يستفيد الذهب أيضا ولكن ليس بشكل كبير. في هذا الوقت نتوقع أن تكون الأصول الإستثمارية الأخرى مثل البيتكوين والأسهم أفضل من ناحية الآداء من الذهب نظرا لأن هذه الأصول تتميز بالصعود القوي وقت الإستقرار الإقتصادي والسياسي.
وهذا يعني أن رهانك دائما على الذهب يكون بسبب عدم إستقرار العالم سياسيا وإقتصاديا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
