منذ إعلان ترامب عن تأجيل التعريفات الجمركية 90 يوما والأسواق المالية في صعود مستمر. وقد مر سوق العملات الرقمية بشهر جيد في إبريل الماضي بعدما بدأ صعود العملات البديلة من القاع وإستعادة بعض العملات لمناطق هامة على الرسوم البيانية. ولكن سرعان ما بدأ مجتمع الكريبتو في توقع موسم عملات بديلة شبيه بـ2021 مرة أخرى. ونحن لا نتوقع أن يكون الصعود مبهر ولهذا من المنطقي أن يتم تخيب آمال مجتمع الكريبتو مرة أخرى. فهيا بنا نتعرف على وجهة النظر المعارضة حاليا.
صعود العملات البديلة في 2025
من المعروف أن العملات البديلة هي أي عملات بإستثناء بيتكوين في سوق الكريبتو. وبالتالي إيثيريوم وسولانا وغيرهم من العملات يدرجون تحت العملات البديلة. وهذه العملات في معاناة منذ عام 2022 بسبب ضغط البيع الرهيب وعدد العملات الكبير. صعود العملات البديلة في 2021 بشكل جنوني أعطاها شهرة واسعة في عالم الإستثمار كأعلى الأصول المالية من ناحية المخاطر ولكن أعلاها أيضا من ناحية العوائد. ولهذا جذبت الكثير من الانتباه ولكنها لم تنجح في الصعود بطريقة جنونية مثلا 2021 لعدة أسباب منها عدم بدأ البنوك المركزية بقيادة الفيدرالي الأمريكي في تطبيق سياسة التيسير الكمي. أيضا بسبب الرفع المستمر للفائدة على مدار السنوات الماضية صعب هذا من عملية صعود هذه العملات بشكل جنوني. ولكنها قد مرت بأوقات جيدة في خلال الأعوام الماضية. ولكن العوائد لم تكن مماثلة أبدا لعام 2021.

ومنذ أبريل 2025 وهذه العملات في موجة صعود بعدما شكل قاع يوم 9 إبريل. وحاليا قد كسرت الكثير من هذه العملات مناطق مقاومة هامة قد تستمر بعدها في الصعود أكثر ولكننا لا نتوقع زيادات جنونية شبيهة ب2021 ولكن نتوقع زيادات أضعف بكثير. وفي هذا المقال سوف نعطي مثال بمؤشر OTHERS الذي يمثل جميع العملات الرقمية البديلة بإستثناء أكبر 10 عملات منها. ويمكن أن يطبق المثال على أي عملة أخرى.
لماذا قد لا تصعد العملات البديلة بالشكل المرجو؟
في عام 2021 كان هناك أسباب كثيرة وراء نمو صعود العملات البديلة بشكل جنوني. السبب الأول والرئيسي كان سياسة التيسير الكمي التي طبقها الفيدرالي بعنف. فقد قامت هذه السياسة بضخ الكثير من السيولة في الأسواق وبالتالي كان هناك ضغط شرائي عنيف جدا من قبل الهيئات الإستثمارية الضخمة. أدى هذا لرفع أسعار العملات البديلة بشكل غير مسبوق.
السبب الثاني هو أن عدد العملات المطروحة في الأسواق كان قليل مقارنة بالعدد الإجمالي للعملات. فمثلا عملة مثل سولانا كان أقل من نصف مخزونها مطروح في الأسواق، الآن أكثر من90% من المخزون معروض بالسوق. وبالتالي كلما كثر عدد العملات كلما قلت قيمة العملة نتيجة للعرض والطلب. ولهذا السبب عندما تم ضخ مليار دولار من الضغط الشرائي في العملة أدى هذا إلى زيادة أكثر من 20 ضعف ولكن هذه المرة إنعكس هذا على سعر العملة بـ10 أو 5 أضعاف فقط.
إضافة إلى هذا فلا يجب أن ننسى أن هذه المرة كان هناك الكثير من المستثمرين الذين قد إشترو هذه العملات بأسعار مرتفعة وتعرضو لخسارات فادحة في 2022. وبالتالي عندما بدأ سعر العملة في الصعود كان هؤلاء يمثلون حاجز مقاومة عنيف نظرا لضغط البيع القادم من خلالهم. في 2021 كانت معظم العملات جديدة. ولكن يكن هناك مشترين قدماء في خسارة غير محققة وبالتالي عندما صعد السعر كان من السهل أن يصعد بدون أي مقاومة حقيقية.

أخيرا لا يجب أن ننسى العدد الرهيب من العملات الذي قد تم إطلاقه منذ 2024 حتى الآن وعلى الأخص بعدما ظهرت منصة pump.fun في الصورة. فقد أصبح الآن هناك الملايين من المشاريع التي يتم إطلاقها بشكل يومي. ولهذا السبب فإن السيولة المتاحة ليست كافية ببساطة لضخ جميع العملات بعنف مثلما حدث في عام 2021. ولكن ما يحدث الآن هو عملية تدوير بشكل مستمر لرأس المال من مشروع ورواية إلى الأخرى. وبالتالي ينتهي المطاف بأن الكثير من العملات تزيد بشكل طفيف والقليل فقط يزيد بشكل عنيف مثل عملة SUI التي تعتبر من أفضل المستفيدين مثلا من عامي 2024 و2025.
توقعات صعود العملات البديلة في الربع الثاني من 2025
وحاليا صعود العملات البديلة سببه هو شعور السوق بتفائل نتيجة للإتفاقات التجارية التي من المتوقع أن تناقشها إدارة ترامب في الفترة القادمة. وقد حدث بالفعل أول إتفاق وصعد السوق بسببه بقوة ولكن هذا الإتفاق الهزيل مع المملكة المتحدة لم يكن سوى محاولة بائسة من ترامب لإستعادة ثقة المستثمرين. فلم يكن هناك أي معلومات حقيقية في هذا الإتفاق أو جديدة. وتنتظر الأسواق نتيجة إجتماع أمريكا مع الصين في سويسرا من أجل البدأ في الإتفاق على إتفاق تجاري جديد ولكن هذه العلمية قد تأخذ شهورا. وحاليا الأسواق في صعود لأن الصين قد وافقت في الجلوس والحديث مع الولايات المتحدة ولكن من الممكن أن يحدث تصحيح عنيف في أي وقت.
أيضا من الضروري لفت الانتباه إلى أن التعريفات الجمركية لم تكن السبب الرئيسي وراء هبوط الأسواق في الآونة الاخيرة. ضعف الإقتصاد الأمريكي وضعف السيولة الداعمة للأسواق من قبل البنوك المركزية وخاصة الفيدرالي الأمريكي هو السبب الحقيقي وراء إنهيار الأسواق. ولكن الآن قد بدأت تظهر تشققات حقيقية في الإقتصاد الأمريكي نتيجة لهذه التعريفات وستظهر نتائجها بقوة في خلال نهاية الربع الثاني من العام.
وهذا لا يعني أن العملات البديلة قد لا تصعد فحاليا الكثير من العملات قد صعدت بنسبة أكثر من 100% وإيثيريوم مثلا صعدت بنسبة تتعدى 80% وسولانا أيضا. ولكن لا نعتقد بأن هناك الكثير من الزيادة في الفترة القادمة.
تحليل مؤشر OTHERS
من أجل تحليل صعود العملات البديلة بدقة هيا بنا نحلل مؤشر OTHERS. إذا نظرت على المؤشر ستلاحظ أن منطقة 250 مليار دولار تم كسرها وكسر هذه المنطقة مهم جدا. فحاليا يعتبر المؤشر في حالة صعود وقد تم كسر التريند الهبوطي بالإغلاق فوق هذه المنطقة. ونقاط المقاومة القادمة ستكون حول نقطة 300 مليار دولار أو 330 مليار دولار. وهذا يعني زيادة ما بين 15 إلى 33% تقريبا في المؤشر.
هذا لا يعني بالضرورة أن العملات البديلة أمامها 15-30% زيادة قبل الهبوط فعادة ما تزيد العملات بشكل متفاوت. فهذا المؤشر يقيس جميع السيولة التي يتم ضخها في كل العملات البديلة (بإستثناء أضخم 10 مشاريع). وبالتالي قد تزيد أحد العملات بنسبة 100% في هذه الفترة. ولكن هذا يعني أن التريند الصعودي أقرب للنهاية من البداية. وبالتالي نعتبر المنطقة الحالية وكل ما يأتي من صعود في المستقبل إذا آتى هو فرصة جيدة جدا للتخارج والتربح من الصفقات الرابحة.
أما إذا حدثت معاودة إختبار لنقطة 230 مليار دولار فستمثل هذه فرصة شراء جيدة ولكن لا تنسى وضع ستوب لوس في حالة إنهيار السوق بلا إرتداد فهذا أيضا سيناريو من الممكن جدا حدوثه.
في المطلق من الواضح أن التريند الصعودي مسيطر حاليا ولكنه أقرب للنهاية من البداية ولا يجب توقع صعود جنوني مماثل لـ2021 في مثل هذه الأجواء المتخبطة والمليئة بالضبابية.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى زيارة موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
