لقد تحدثنا فيما سبق عن مبادىء الأموال الذكية لتحقيق الأرباح في الكريبتو وأيضًا عن كيفية تحكم الحيتان في الأسواق وقت أنخفاض حجم التداول اليومي. تحدثنا أيضا عن أهمية تحقيق مناطق العرض والطلب على الرسم البياني نظرًا لأنها تساعدنا على تحديد أهدافنا بوضوح. اليوم سوف نتكلم أكثر بطريقة عملية حيث سيتم التركيز على نقاط الدخول والخروج لتحقيق صفقات التداول الرابحة.
عناصر صفقات التداول الرابحة
إذا كنت تريد الدخول في صفقات التداول الرابحة فيجب أن تعرف ما يكون هذه الصفقات.
ببساطة يتم التعرف جيدا على الإستراتيجية التي سيتم إتباعها سواء بالمضاربة في إتجاه التريند أم عكسه. يتم تحديد الأهداف بوضوح أيضا ونقاط الأهمية على الرسم البياني. وهذا يعني الإجابة على أسئلة مثل:
- أين ستكون نقطة وقف الخسارة؟ هل سيتم وضعها عند منطقة دعم أساسية؟ أم أسفل منطقة طلب؟
- أين ستكون نقطة أخذ الارباح؟ وهل سيتم أخذ الارباح بشكل كلي أم جزئي؟ هل يمكن ترك جزء من الأرباح حتى إذا تجنن السعر وصعد بجنون للأعلى؟
- ما هو حجم رأس مال الصفقة بالنسبة لرأس مال حساب التداول؟ وما هو حجم رأس مال الصفقة بالنسبة للرافعة المالية؟ أم أنه ليس هناك رافعة مالية؟
- في حالة إستخدام الرافعة المالية، هل هناك إستراتيجية لضمان عدم تأثير معدل التمويل على الأرباح؟
كل هذه الأسئلة تكون غاية في الأهمية وتلعب دورًا كبيرًا في صفقات التداول وهي ما تفرق المتداول المحترف عن المبتدىء.
فالمتداول المحترف يعرف الإجابة على جميع هذه الأسئلة بوضوح قبل الدخول في الصفقة. أما المبتدىء فهو لازال يستكشف كل الطرق المتاحة أمامه وبالتالي من الممكن أن لا يعرف الإجابة على هذه الأسئلة كلها. ولهذا السبب ينصح دائمًا في بداية رحلة التداول بالتداول مبلغ بسيط واستثمار الباقي على المدي الطويل.
وبعد تحديد كل هذا حان وقت إعطاء بعض الأمثلة. سوف نشرح في هذه الأمثلة السبب وراء الدخول عند نقطة والخروج عند نقطة أخرى وهذا للتوضيح. وأيضًا يمكن تطبيق هذا على أي رسم بياني آخر بالطبع.
سنبدأ بمثال بيع على المكشوف ثم أمثلة شراء أيضًا وهذا لتغطية جميع السيناريوهات سواء الهبوطية أو الصعودية. فالمتداول يربح من السوق في جميع الحالات.
أمثلة صفقات التداول الرابحة للبيع على المكشوف
سنبدأ في أول مثال بالبيع على المكشوف. والبيع على المكشوف معروف أنه الإستفادة من هبوط السعر. فأنت ستبيع العملة الآن ثم تعاود شرائها بسعر منخفض وتستفيد من فرق السعر.
في المثال بالأعلى من الواضح أن منطقة العرض هي عند المستطيل الأحمر. لاحظ كيف يتم رفض السعر كلما وصل لهذا المكان وتعرضه للهبوط. هذا يعني أن هناك ضغط بيع قوي في هذه المنطقة فالكل يريد بيع عملاته بهذا السعر المرتفع بعد الصعود القوي.
ولهذا لاحظ في المثال على اليسار أنه كلما هبط السعر ووجد منطقة دعم لكي يعاود الصعود فهو يفشل. وفي النهاية يفشل السعر تماما في تحدي منطقة العرض هذه فيهبط تماما وينهار. وتذكر أنها منقطة عرض نظرا لأن هناك الكثير من العملات التي يريد الناس بيعها في هذه النقطة بسعر مرتفع.
إذا أردت البيع على المكشوف هنا فأمامك خيارين. على اليسار الخيار المتسرع والأكثر خطورة، وهنا أنت ستدخل في الصفقة عند حدوث رفض في منطقة العرض. على اليمين أنت ستنتظر تأكيد الرفض أولا وبالتالي تقل خطورة الصفقة. وقف الخسارة من العقلاني أن تكون فوق منطقة العرض. فمثلا إذا طبقنا هذا المثال على سعر بيتكوين عند 69 ألف دولار فستكون وقف الخسارة عند نقطة 70 ألف دولار. فإذا كسر السعر 69ألف فهو لم يعد في منطقة عرض بل ذهب إلى نقطة سعرية أعلى وجديدة يمكن أن ينتج هنا دفع للسعر أعلى أكثر نتيجة للفومو في الأسواق.
نقطة أخذ الربح يمكن أن تكون عند حاجز الطلب. والمقصود هنا هو السعر الذي بدأ التريند الصاعد بقوة نتيجة للإنخفاض. في حالة بيتكوين في عام 2021 فهذه النقطة كانت حول 30 ألف دولار تقريبا.
صفقات التداول الرابحة في حالة الشراء
في هذا المثال تريند السوق صعودي بعد ارتداد للأسفل. لاحظ كيف ارتد السعر عند نقطة الطلب. وهذه عكس منطقة العرض فهناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون شراء العملة عند هذا السعر البخيس. وبالتالي فهذه منطقة بها طلب قوي على العملة.
وهذا يعني أن من كان يبيع على المكشوف سيغلق صفقته هنا، أما من يريد الشراء فسيبدأ في الشراء هنا.
والخطأ الذي حدث دائما هو أن من يريد الشراء ينتهي به المطاف بالبيع في هذه النقطة. وهذا نظرا لخوفه من هبوط السعر. ولكن عند هذه المنقطة الحساسة أغلب الظن أن السعر سيرتد لأعلى وبقوة.
وإذا أردت الشراء هنا في المثال على اليسار مثلا ستضع وقف الخسارة أسفل هذه المنطقة. فإذا كسر السعر هذه النقطة فأغلب الظن أنه سيواصل الهبوط.
في المثال على اليمين الوضع معقد قليلا. فقد صعد السعر ثم هبط ليشكل قاع علوي جديد ثم بعد هذا عاود الصعود مرة أخرى. وقد كرر هذه العملية مرتين قبل أن يكسر نقطة المقاومة أخيرا ويصعد لأعلى. وفي هذا المثال يمكنك أن تنتظر الإغلاق فوق منطقة الطلب أولا قبل الدخول في الصفقة للتأكد.
لاحظ أنه من الممكن جدًا في بعض الحالات أن يدفع الحيتان السعر للهبوط أسفل أو أعلى مناطق الدعم والمقاومة أو العرض والطلب. وهذا كما قلنا سابقًا من أجل الحصول على السيولة الموجودة في هذه النقاط.
تحديد مدى خطورة الصفقة
في المثال الأخير بالأعلى هنا سنقارن بين دخول ذو خطورة عالية وآخر آمن نوعا ما.
لاحظ على اليسار بعد هبوط السعر لمنطقة الطلب ارتد لأعلى ولكن تم رفضه وهبط مرة أخرى لمنطقة الطلب مرة أخرى. هنا يمكنك أن تضع أمر شراء ووقف الخسارة أسفل منطقة الطلب ولكن ستكون هناك خطورة. وهذا نظرا لأنك ليس دليك تأكيد على أن السعر سينجح في كسر المقاومة.
وهذا المثال يصلح أكثر للمستثمرين والإطار الزمني طويل المدى. حيث أنه يمكن للسعر أن يأخذ أسابيع قبل أن ينجح في كسر هذا الحاجز.
على اليمين سنلاحظ أن الدخول هنا كان بعد الإنتظار والتأكد من القاع قد تشكل بقوة عند منطقة الطلب هذه. وبعد هذا يتم الدخول في الصفقة. ولكن هذا بالطبع يتطلب المزيد من الصبر كما أنه يتطلب المزيد من الوقت والتحديق في الرسوم البيانية. وقد لا يناسب هذا بعض المستثمرين نظرا لعدم تفرغهم. وبالتالي نرشح الدخول في المثال على اليسار في هذا الحال.
يمكن إعتبار المثال على اليمين هنا مناسب للمتداول المتأرجح أو اليومي أو حتى سكالبينج أكثر. وهذا نظرا لوجود تفاصيل أكثر على الأطر الزمنية قصيرة لا تكون موجودة على الأطر الزمنية الطويلة.
أهمية إستخدام الإطار الزمني قصير المدى
أفضل وسيلة للحصول على صفقات التداول الرابحة دائما هي الدمج ما بين الأطر الزمنية. وهذا يعني أن تستخدم الأطر الزمنية طويلة المدى من أجل تحديد التريند المسيطر على السوق في المطلق هل هو صعودي أو هبوطي. أحيانا ستلاحظ أن التريند المسيطر غير واضح تماما قد يكون مائل للصعود أو الهبوط ولكن ليس بوضوح. وأفضل مثال لهذا هو الوقت الحالي مثلا!
بعد هذا بمجرد تحديد التريند يمكنك إستخدام الإطار الزمني قصير المدى لتحديد نقطة الدخول المثالية لك.
إذا كنت تستخدم مثلا الشموع اليومية فيمكنك الإستعانة بالشموع على مستوى ساعة لمساعدتك في تحديد نقطة الدخول.
أما إذا كنت تستعمل شموع 4 ساعات يمكنك أن تستخدم شموع 15 دقيقة أو حتى 5 دقائق. ولكن تذكر دائما أنه كلما قل الإطار الزمني للشمعة كلما قلت دقتها أكثر.
وتذكر دائما أن عملية التداول عملية طويلة وتتطلب الكثير من الوقت لكي تصبح متداول ناجح. فلا تستسلم بسهولة وضع إطار زمني واقعي لتحديد أهدافك دائما!
وإذا أردت معرفة المزيد عن التداول فلا تنسى أن تزور موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.