استيقظ العالم يوم 31 يناير على إعلان ترامب نيته على فرض تعريفات جمركية على الصين وكندا والمكسيك وتطبيق هذه التعريفات بداية من شهر فبراير. وبالفعل بعدما تم تطبيق التعريفات الجمركية الأمريكية على المكسيك وكندا بنسبة 25% وعلى الصين بنسبة 10% أدى هذا إلى فزع وذعر في سوق الكريبتو لم نشهده منذ يوم إنهيار الكاري تريدالخاص بالين الياباني في شهر أغسطس. فهل قضى ترامب على السوق الصاعدة بهذه الحركة؟ أم ان الحيتان يستغلون هذا الهبوط من أجل التحكم في السوق وشراء المزيد من العملات؟ هيا بنا نعرف أكثر!
سياسة ترامب الخاصة بالتعريفات الجمركية الأمريكية؟
منذ أن تولى ترامب الحكم في عام 2016 بالولايات المتحدة وهو نصير لفكرة فرض تعريفات جمركية على البضائع المستورده من خارج الولايات المتحدة وهذا من أجل تشجيع الصناعة المحلية. فهو يريد أن يجبر الدول الأجنبية على فتح مصانع في الولايات المتحدة والتصنيع داخل أمريكا. وبهذه الطريقة يقلل من معدلات البطالة وأيضا يرفع من نسبة الإنتاج المحلي الخاص بأمريكا والميزان التجاري وأيضا تزيد سيطرة الدولار عالميا والاقتصاد الأمريكي. وبالتالي فإن التعريفات الجمركية الأمريكية كانت وسيلة سياسية واقتصادية من أجل الضغط على الاقتصادات المختلفة وخاصة الصين. وبالفعل تم فرض بعض التعريفات على بعض الدول ومنها الصين في 2018.
والتعريفات الجمركية ببساطة تجبر المستورد في أي دولة على دفع نسبة من قيمة المنتج تحددها الدولة من أجل إستيراد هذا المنتج للدولة. والغرض من هذه التعريفة هو تشجيع الصناعة المحلية وإستخدام المنتج المحلي كبديل للمستورد. ولا تنجح هذه السياسة دائما ولا تفشل دائما أيضا فعلى حسب الظروف والمعطيات قد تؤدي إلى فشل ذريع أو نمو إقتصادي. ولكن المؤكد في حالة الولايات المتحدة هو أن أمريكا دائما ما تستخدم هذه التعريفات من أجل الضغط على الدول الأجنبية لفرض سياسات حليفة لأمريكا دائما. وهذا هو ما يفعله ترامب حاليا.
ما هو تأثير فرض التعريفات الجمركية على الإقتصاد العالمي؟
الإجابة النظرية على هذا السؤال هي أن التأثير السلبي من فرض التعريفات الجمركية الأمريكية على بضائع الصين على الأخص هو زيادة التضخم. ولكن الكثير من الدراسات تقول بأن هذا غير صحيح نظرا لأن الولايات المتحدة هي أقوى دولة في العالم والمسيطرة على أقوى عملة وهي الدولار، وبالتالي فهذا يعني أن الدول دائما تحاول جاهدة أن لا تخسر مستورديها بالولايات المتحدة نظرا لأن أمريكا هي أكبر سوق مستهلك في العالم على الإطلاق. ولهذا السبب فإن معظم الوقت لا يتحمل المستهلك تكلفة زيادة التعريفات بل الدولة المصدرة هي التي تتحمل وهذا لأنها تقوم بتخفيض قيمة عملتها حتى تصدر للولايات المتحدة بتكاليف أقل وبالتالي تحافظ على فرصة التصدير لأقوى سوق بالعالم.
ولكن اليوم 3 فبراير 2025 إنهارت جميع الأسواق وعلى الأخص سوق الكريبتو بشدة نتيجة لهذه الجمارك. وهذا نظرا لأن هناك خوف ذريع من تأثير هذه الجمارك على معدلات التضخم العالمية. ولكن بناء على ما قلناه في الفقرة السابقة فمن الواضح أن رد فعل الأسواق مبالغ فيه للغاية. وهذا يعني أنه على أغلب الظن هذه الحركة مجرد خدعة من الحيتان وول ستريت وعمالقة الأسواق من أجل التحكم في الأسعار والدفع بها لأسفل وتوفير فرصة شراء جيدة بالنسبة لهم.
تأثير قرارات التعريفات الجمركية الأمريكية على سوق الكريبتو
كي نعرف تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية على سوق الكريبتو كل ما علينا فعله هو النظر إلى رسم بياني خاص بـTOTAL على تطبيق تريدنج فيو. هذا الرسم البياني هو مقياس للقيمة السوقية الخاصة بسوق الكريبتو كله والتي قد تخطت 3.5 تريليون دولار تقريبا من عدة أسابيع. وقد هبطت هذه القيمة أكثر من 600 مليار دولار في أقل من 3 أيام فقط منذ بداية الشهر حتى الآن. وهذا يعبر عن مدى الذعر المنتشر في السوق والهلع. وكل هذا كان قبل حتى أن تفتح الأسواق الأمريكية ولكن من المعروف أن الكريبتو لا ينام وبالتالي معظم عمليات البيع والذعر قد حدث بالفعل ولن يتأثر بالسلب كثيرا حتى بعدما تفتح الأسواق الأمريكية.
أما إذا نظرنا إلى TOTAL2 وهو مقياس القيمة السوقية للسوق بإستثناء بيتكوين أي إيثيريوم وجميع العملات الأخرى، فسنجد أن شكله أسوء بكثير جدا. وهذا يعني أن بيتكوين لم تعاني مثل بقية العملات البديلة. فبيتكوين قد تمكن من تشكيل قاع عند نقطة 91 ألف دولار قبل الصعود لحاجز 94 ألف دولار مرة أخرى. ولكن إيثيريوم هبطت بشكل عنيف جدا من 3 آلاف دولار حتى حاجز 2160$ قبل العودة إلى 2500$. وبالتالي فيمكننا أن نتوقع كيف كان التأثير هنا سيء جدا على العملات البديلة.
وعادة فنحن من مشجعي الشراء في وقت الذعر وليس البيع. فإذا أردت البيع فنهاية شهر يناير كانت وقت مثالي لفعل هذا. ولكن حاليا لا نعتقد أن هذا وقت جيد للبيع نظرا لأن الهبوط قد حدث بالفعل وضغط البيع قارب على الإنتهاء. ستلاحظ أن الأسعار قريبة جدا من أسعار العملات البديلة في وقت إنهيار أغسطس. وكما تعافى السوق في أغسطس نتوقع أن يتعافى السوق أيضا في فبراير.
هل هذه هي النهاية لسوق الكريبتو؟
لا نتوقع أن تكون التعريفات الجمركية الأمريكية هي النهاية لسوق الكريبتو. وهذا نظرا لأنه كما قلنا من قبل من الواضح أن رد فعل السوق مبالغ فيه جدا. فهذه التعريفات لن تؤدي إلى حرب تجارية ما بين الدول ولن تؤدي أيضا إلى إرتفاع التضخم بشدة. وهذا نظرا لأن ترامب يستخدمها بالأساس كأداة سياسية للضغط على الدول لتطبيق سياسات تحمي مصالح الولايات المتحدة. ولهذا السبب فنحن نتوقع عدة سيناريوهات جيدة للسوق.
السيناريو الأول هو أن يتم التوصل إلى إتفاق مع المكسيك وكندا والصين من أجل تخفيض هذه الجمارك أو أن يتم إلغاءها. وفي هذه الحالة من الواضح أن الأسواق ستصعد بشدة لأعلى وبشكل سريع. والسيناريو الثاني هو أن لا يتم إلغاء هذه التعريفات ولكن من الممكن أن يتم تحجميها لبضائع معينة، وأيضا هذا سيؤدي إلى صعود الأسواق وتعافي الأسعار.
أما في حالة أنه لم يتم تعديل هذه الرسوم فحتى في هذه الحالة لا نتوقع بأن تكون النهاية للعملات الرقمية وعلى الأخص بيتكوين. وهذا نظرا لأنه في حالة خروج الأمور عن السيطرة سيتدخل الفيدرالي من أجل حماية الأسواق من الهبوط. فلا يجب أن ننسى أنه منذ حدوث كارثة 2008 والبنوك المركزية لا تسمح بحدوث أي كساد إقتصادي. وبالتالي كلما يحدث حادث معين يؤدي إلى كساد يتم تفاديه عن طريق التيسير الكمي وطبع الأموال لحل المشاكل. وهذا قد لا يكون حل إيجابي وتأثيره سلبي على المدى الطويل في خلال عقود من الآن ولكن على المدى القصير سيجعل الأسواق دائما في تريند صعودي لا ينتهي. ولن يكون هذا بسبب صعود قيمة الأسهم أو العملات الرقمية، ولكن سيكون بسبب هبوط قيمة العملات النقدية.
مناطق الدعم تلعب دور هام
أخيرا لا يجب أن ننسى بأن مناطق الدعم الخاصة بأسعار العملات الرقمية تلعب دور هام. ففي خلال الهبوط الذي حدث منذ بداية الشهر معظم العملات البديلة قامت بزيارة مناطق الدعم الأسبوعي. وهذا يعني وجود دعم على الرسم البياني قوي وهذا معناه وجود ضغط شرائي قوي يدفع بالسعر لأعلى ويمنعه من الهبوط أكثر. تخيل إذا هبط سعر الذهب في دولتك أكثر من 20% في خلال يوم واحد. أغلب الظن أنه سيرتفع بشدة بعد هذا نتيجة لضغط البيع الكبير من كل من يريد الإستثمار فيه وينتظر اللحظة المناسبة. الأمر مماثل أيضا في أي سوق مالي آخر حتى الكريبتو.
وبالتالي فنحن نعطي سيناريو معاودة صعود العملات لأعلى نسبة 90% في خلال الشهرين القادميين. وهذا يعني أنه لازال هناك فرصة بنسبة 10% أن يستمر الهبوط لأسفل. وهذا نظرا لأن الأسواق المالية دائما تعكس عاطفة المستثمرين وبالتالي من الممكن جدا أن يستمر الذعر بالأسواق ويستمر الهبوط ولهذا السبب من المهم أن تكون على دراية بهذا قبل الإستثمار ووضع نقاط معينة تتخارج فيها من السوق إذا لم تصعد الأسعار كما أردت.
وسوف نتابعك دائما أول بأول بكل ما هو جديد بخصوص أسعار العملات الرقمية فلا تنسى زيارة موقعنا حتى تعرف المزيد!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
