تحدثنا في المقال الماضي عن مصيدة الدب Bear trap وتعريفها وأنها من أكثر المصائد المشهورة في عالم الكريبتو. اليوم سوف نتحدث عن المصيدة المعاكسة لها تماما وهي مصيدة الثيران Bull trap. وعادة ما تظهر هذه المصيدة في وقت الجشع والطمع الشديد في عالم الكريبتو وتكبد المستثمرين خسائر جنونية وتضيع عليهم أيضا مكاسبهم. فما هي قصة هذه المصيدة؟ وكيف تؤثر بالسلب على سعر بيتكوين دائما؟ هيا بنا نعرف.
مصيدة الثيران Bull Trap في الكريبتو
مصيدة الثيران هي مصيدة من أشهر المصائد في عالم التداول وتحدث في كل الأسواق المالية. ولكن بما أننا نركز دائما على عالم العملات الرقمية فنتحدث عن تأثيرها في عالم الكريبتو على الأخص على بيتكوين. وهذا لأنه من المعروف أن عملة بيتكوين هي أضخم عملة في سوق التشفير وبالتالي السوق كله يتبعها، فإذا إرتفعت إرتفع السوق وإذا إنخفضت إنخفض السوق.
ببساطة يمكن تعريف هذه المصيدة بأنها مخصصة للثيران ومن المعروف أن الدب في التداول يعني الهبوط أما الثور يعني الصعود. وبالتالي بما أنها مصيدة للثيران فهذا يعني أنها تقنع المتداولين بأن السعر سوف يرتفع بجنون فيدخل الكل في صفقات شراء، بعدها يبدأ السعر في الإنهيار بشدة وبعنف ويتكبد كل الثيران خسائر كبيرة. وعادة ما تحدث هذه المصيدة في أوقات السوق الهابطة طوال الوقت كما أنها تحدث في نهاية السوق الصاعدة. وأول مصيدة للثيران في السوق الهابطة تكون هي نهاية السوق الصاعدة والتي بسببها يفشل السعر في تكوين قمة جديدة.
أمثلة على مصيدة الثيران
كي نفهم مصيدة الثيران أكثر سوف نعطي أمثلة. ولكن يرجى العلم بأن هذه المصيدة قد تحدث على فترات زمنية مختلفة. وبالتالي قد تحدث مصيدة بداخل دورة سوق على مدار زمني صغير في عدة أسابيع وقد تحدث مصيدة على مدار كبير جدا في عدة أشهر أو حتى سنوات. ولكن من أجل أن تحدد هذه المصيدة بدقة تذكر أنك تحتاج إلى فترات زمنية طويلة وبالتالي على الأقل أنظر للرسم البياني اليومي أو الأسبوعي أو الشهري.
في الفقرات التالية سوف نتعرف على هذه المصيدة بأمثلة في فترات زمنية مختلفة وكلها تؤثر على التريند بشكل مختلف. والقاعدة هنا هي أنه كلما طالت مدة الفترة الزمنية كلما كان تأثير المصيدة أقوى بكثير والعكس صحيح.
مصيدة الثيران على المستوى اليومي
بالرسم البياني بالأسفل سوف تجد مثال مصيدة ثيران على المستوى اليومي أي أن كل شمعة تساوي يوم. وهذه المصيدة لا تستمر لفترة طويلة ولكنها قصيرة المدى كما قلنا.
وقد بدأت هذه المصيدة في مارس 2024 ولازالت مستمرة حتى يوليو 2024. فقد فشل سعر البتكوين في الإغلاق فوق القمة السابقة التي تشكلت عند 73 ألف دولار. لاحظ كيف صعد السعر بقوة حتى هذه النقطة ثم فشل في تخطيها. هذه ببساطة هي مصيدة الثيران. بعدما يقتنع الثيران بأنهم قد سيطرو تماما على السوق يبدأ السعر في الهبوط نتيجة لأمرين. الأول هو ضغط البيع الشديد من قبل المستثمرين الأوائل الذين قد حققو أرباح جنونية وبالتالي يجنون الأرباح. الأمر الثاني هو بدأ الدببة في البيع على المكشوف بعنف وكل ضغط البيع هذا يدفع السعر إلى الهبوط ولكنه لم يكن كافيا كي تبدأ سوق هابطة جديدة. وبالتالي فإن هذه المصيدة تعتبر قصيرة الأجل وتحدث بكثرة في وسط التريند الصعودي. ويستغلها المتداول الذكي قد يحصل على قسطا من الراحة في وقت التريند الصاعد.
مصيدة الثيران على المستوى الأسبوعي
عادة ما تحدث هذه المصيدة في وسط التريند الهبوطي وتؤكده ولكنها لا تكون البداية. البداية دائما تكون على المستوى الشهري وليس الأسبوعي. وبالرسم البياني بالأسفل يمكن أن تجد أوضح مثال لهذه المصيدة على المستوى الأسبوعي وهذا يعني أن كل شمعة تساوي أسبوع. 
هذه المصيدة كانت في بداية عام 2022 عندما بدأت السوق الصاعدة للكريبتو. لاحظ كيف هبط السعر بعنف من فوق 60 ألف دولار حتى شكل قاع مؤقت عند نقطة 32 ألف دولار. بعد هذا عاود السعر في الإرتفاع بعنف شديد جدا في الفترة التالية حتى إقتنع الجميع بأن بيتكوين ستصل إلى 70 ألف دولار. ولكن حول نقطة 48 ألف دولار بدأت بيتكوين في الإنهيار وظلت تنهار بعد هذه النقطة وبعنف حتى وصلت إلى سعر 15 ألف دولار بنهاية العام.
وهذا المثال كلاسيكي جدا ومن أكبر مصائد الثيران في عالم الكريبتو. فلم يكن يتوقع إلا القليل من الناس أن بيتكوين ستبدأ في الإنهيار في هذا الوقت.
المصيدة على المستوى الشهري وبداية السوق الهابطة
في المثال الأخير سوف نوضخ مصيدة الثيران على المستوى الشهري وهذه المصيدة عادة ما تكون بداية السوق الهابطة ونهاية الصعود. ودائما ما يتبع هذه المصيدة الكثير من الخسائر والإنهيار. وتذكر دائما أن هذا يحدث فقط على المستوى الشهري على الأقل أو الربع سنوي.
بالصورة بالأعلى يمكن أن ترى الرسم البياني الشهري لبيتكوين. لاحظ الدوائر الزرقاء حول عام 2021 وعام 2018. في كلا من الحالتين فشل السعر في تكوين قمة جديدة على المستوى الشهري أي كل شمعة تساوي شهر. وبالتالي عندما بدأ الهبوط لم يستمر عدة أسابيع أو أيام أو حتى أشهر بل إستمر لسنوات طويلة. فقد إستمرت السوق الهابطة حوالي 3 سنوات من 2018 وحتى نهاية 2020. ومرة أخرى إستمرت السوق الهابطة من نهاية 2021 وحتى بداية عام 2024.
هذه المصيدة من الصعب إكتشافها في وقت حدوثها ولكن يمكن تحليل السوق بعدها وإكتشافها ولكن عادة إذا إكتشفتها يمكنك أن تحمي نفسك من الكثير من الخسائر.
كيف تحمي نفسك من مصيدة الثيران؟
بما أنك تعرف مصيدة الثيران الآن فكيف يمكن أن تحمي رأس مالك منها؟ ببساطة عن طريقتين، الأولى هي أن تبيع إستثماراتك قبل بداية الهبوط. والثانية هي عن طريق المضاربة على السوق والبدأ في البيع على المكشوف وبالتالي الإستفادة من الهبوط.
ولكن من الصعب جدا أن يتم إكتشاف قمة أو قاع السوق وبالتالي دائما ما تكون هناك إشارات قد تحدثنا عنها بالتفصيل في مقالات سابقة. ولكن في المطلق مصيدة الثيران تحدث عندما تلاحظ أن الجشع والطمع الشديد قد إنتشر بالسوق وأن الكل مقتنع بنسبة 100% بأن الصعود قادم لا محالة. في هذه الحالة يجب أن تقلق وتخاف لأن الأموال الذكية دائما ما تستغل هذه الظروف لصحالها.
الأموال الذكية هي مجموعة من المستمثرين والحيتان الذين يملكون الكثير من رأس المال المستثمر في السوق. وبالتالي عندما يتخارجون من السوق تبدأ السوق الهابطة وعندما يبدأون في الشراء تبدأ السوق الصاعدة.
أهم نقطة هنا هي أن يكون لديك التحليل الخاص بك وقناعاتك الخاصة في السوق بناء على البيانات المتاحة وتأخذ قرار بناء على هذا. وبالتالي لا تنصاغ وراء الأغلبية أبدا في التداول حتى لا تخسر رأس مالك وتوقع دائما أن تكون على خطأ.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى زيارة موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
