منذ بداية شهر فبراير وهبوط العملات البديلة لا ينتهي ولا حتى يتباطيء. وها نحن قد أصبحنا في شهر مارس ولم يتحسن الوضع على الإطلاق، فهل هذه هي النهاية؟ هل انتهت فكرة موسم العملات البديلة؟ أم أنه لازال هناك أمل في إنقاذ العملات البديلة من كوارث الهبوط الحالي؟ هيا بنا نعرف أكثر.
ما السبب وراء هبوط العملات البديلة؟
منذ شهر ديسمبر وهبوط العملات البديلة لا يتوقف وهذا بسبب عدم وضوح الوضع الإقتصادي وإتسامه بالغموض الشديد. ومع أن بيتكوين كانت ولازال آداءها ممتاز حتى الآن إلا أن قليل جدا من العملات البديلة قد نجح في تحقيق أي أرباح. حتى عملة إيثيريوم أشهر عملة بديلة على الإطلاق في هبوط عنيف منذ ديسمبر وقد تعرضت لتصحيح سعري بنسبة 50% تقريبا. وبدأ هذا على الأخص مع تحول الفيدرالي الأمريكي من نظرة تفائلية على الوضع الإقتصادي إلى نظرة تشائمية حدث تصحيح عنيف جدا في سوق العملات البديلة. فقد قرر باول تقليل توقعاته بخفض الفائدة في 2025 نظرا لمحاولته السيطرة على التخضم في أول سنة يتولى بها ترامب رئاسة البلاد وهذا لم يكن إيجابي للعملات البديلة.
علاوة على هذا فكل ما قامت به عائلة ترامب من حركات مريبة في سوق الكريبتو لم يساهم على الإطلاق في جذب مستثمرين جدد. فقد تم إطلاق عملة ترامب وبعدها عملة ميلانيا زوجته وهذا كان تأثيره سيء جدا على السوق. لا يجب أن ننسى أن هذا قد حدث بعدما سيطرت منصة pump.fun على السوق تماما وأصبح يتم عليها عمليات إطلاق بالآلاف لعملات الميم التي أثرت بالسلب على السيولة التي تتداول العملات البديلة. كل هذا أدى إلى عدم تركز السيولة مثل المواسم الماضية على مشاريع قليلة جيدة ولكن على الآلاف بل الملايين من المشاريع.
أداء مخيب للآمال وتحطم التوقعات
تحطمت آمال المستثمرين نتيجة لهبوط العملات البديلة المستمر بسبب كل ما ذكرناه بالأعلى. فمع أن موسم العملات البديلة قد أتى وحدث بالفعل مرتين مرة في شهر مارس 2024 ومرة في ونوفمبر 2024 إلا أن هناك إجماع على أن آداء العملات البديلة كان مخيب بإستثناء القليل منها. وهذا كان أمر طبيعي جدا نتيجة لوجود كمية كبيرة جدا من العملات ولا توجد سيولة كافية لضخ سعر جميع هذه العملات. فمقارنة بعام 2021 لم تزد نسبة السيولة التي تم ضخها في العملات البديلة بشكل كبير ويمكنك أن ترى بالرسم البياني بالأسفل.
لاحظ كيف أن سوق العملات البديلة لم ينجح حتى في تحقيق قمة جديدة على عكس بيتكوين. وهذا أيضا بسبب أن إيثيريوم أيضا لم تنجح في تحقيق قمة هي الأخرى وبالتالي من المعروف أن العملات البديلة تتبع عملة إيثيريوم وكان من المنطقي أن لا تحدث زيادة عنيفة في هذه العملات إذا لم تزيد إيثيريوم بعنف.
وترتب على هذا أن معظم المستثمرين لم يتخارجو من السوق وهذا بسبب أن توقعاتهم المرتفعة جدا لم تتحقق وبالتالي لم يقومو ببيع عملاتهم لأنها لم ترتفع بالشكل الكافي. وترتب على هذا أنه عندما حدث تصحيح عنيف في السوق في شهري يناير وفبراير أصبح أغلبية المستثمرين في خسارة غير محققة. لا يجب أن ننسى أيضا الذعر الناتج عن الجمارك التي يناقشها ترامب حاليا ويفرضها على الدول المختلفة فهذا زاد الطين بلة وأدى إلى هبوط أعنف في الأسواق بما في العملات البديلة.
هل هذه هي نهاية العملات البديلة؟
تختلف الآراء حاليا عن إتجاه العملات البديلة في المستقبل فالبعض يتوقع هبوط العملات البديلة أكثر والبعض يتوقع إرتداد عنيف وتحقيق نبوءة موسم العملات البديلة. نحن نتوقع أن سوق العملات البديلة لن ينتهي ولكنه قد لا يحقق التوقعات المرجو منها. نتوقع أنه منذ بداية عام 2024 وشكل سوق العملات البديلة مختلف وأيضا طبيعة موسم العملات البديلة مختلفة أيضا. فحتى الآن لايزال الكثير من مستثمري الكريبتو في حالة إنكار أن ما حدث في شهري مارس ونوفمبر 2024 كان موسم عملات بديلة. وهذا لأنهم يقارنون بما حدث في 2017 و2021 وفي هذه السنوات كان الوضع مختلف تماما. فعام 2017 كان السوق صغير جدا وبالتالي كان من السهل تحقيق زيادات سهلة طوال الوقت. أما في عام 2021 مع ان السوق كان أكبر بكثير إلا أنه قد تم ضخ كمية سيولة كبيرة جدا في السوق حققت الأرباح الجنونية. أما في عام 2024 و2025 فلا توجد سيولة كافية لرفع هذا السوق لأعلى بكل بساطة. وهذا نظرا لأن هيمنة بيتكوين مرتفعة جدا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الفيدرالي لازال يطبق سياسة التضييق الكمي وبالتالي هذا يسحب من السيولة المتاحة بالأسواق.
لا يجب أن ننسى أن كل عمليات النصب والإحتيال التي كان أغلبها متمثل في عملات ميمز سحبت الثقة من هذا السوق أيضا وجعلت المستثمرين في شكوك مستمر حول الإستثمار في هذه العملات. وبالتالي كل هذا كان من الطبيعي أن يجعل الحالة العامة بالشكل السلبي الحالي ولكننا نتوقع أن هذه ليست النهاية.
هل من الممكن الهبوط أكثر من هذا؟
مع أننا لا نتوقع نهاية العملات البديلة إلا أن هذا لا يعني أنه ليس هناك فرصة من أجل هبوط العملات البديلة أكثر من هذا. فإذا تعرضت بيتكوين والاسهم الأمريكية إلى تصحيح سعري حتى ولو بنسبة 5-10% فقط سينهار هذا السوق على الأقل بنسبة 50% أخرى. ولكن ما نريد أن ننوه عليه هنا هو أن أي هبوط كبير من هذه المنطقة الحالية سيعتبر فرصة ممتازة للشراء وتحقيق الربح بالطبع مع إدارة المخاطر بشكل صحيح وحكيم. وبالتالي فإن أي هبوط عن المستويات الحالية في سوق العملات البديلة في وجهة نظرنا يعتبر فرصة جيدة لشراء بعض العملات والإستفادة من الإرتداد المحتمل ولكن يجب وضع نقاط وقف الخسارة والإلتزام بها وتقبل الخسارة في حالة عدم الإرتداد لأعلى.
خل ستصل العملات البديلة إلى قمم جديدة؟
مع أننا نتوقع إرتداد للأعلى وعدم هبوط العملات البديلة إلى الأبد إلا أننا لا نتوقع أيضا تكوين قمة جديدة في هذ السوق. وهذا نظرا لأنه حتى إذا إنتهى تريند عملات الميمز فلازالت ليس هناك سيولة كافية من أجل ضخ جميع العملات البديلة. وبالتالي إذا حدث تصحيح سعري لأعلى فلن تصعد جميع العملات البديلة ولكن قلة قليلة فقط هي التي ستصعد بعنف وتحقق أرباح جنونية. وبالتالي على كل من يريد دخول هذا الصحيح البحث بشكل إحترافي عن العملات التي ستزيد وعدم الإستثمار في أكثر من بضع عملات قليلة لتركيز الأرباح. ولكن توقع حدوث هذه الإنفراجة سيكون صعب نظرا لأن السوق من الممكن أن يهبط من المنطقة الحالية أو يرتد لأعلى فليس من الواضح حتى الآن ما الذي يمكن أن يحدث. ولكن من الممكن أن نتوقع إرتداد لأعلى إذا نجحت بيتكوين في تحويل منطقة 95ألف إلى منطقة دعم مرة أخرى بدلا من مقاومة. وهذا لأن التريند المسيطر على بيتكوين حتى الآن هو الهبوط وبالتالي يجب التغلب أولا على نقطة 95 ألف ثم بعدها 100 ألف دولار قبل أن يعود الأمل مرة أخرى لصعود العملات البديلة. ولكن إذا فشلت بيتكوين في الإحتفاظ بدعم المنطقة الحالية عند 80 ألف دولار فهذا سيؤدي للمزيد من الألم في سوق الكريبتو كله.
ولا تنسى متابعة موقعنا حتى تعرف كل تحديثات سوق الكريبتو أول بأول!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
