عالم الكريبتو دائم التأثر بالأخبار العالمية التي تحدث طوال الوقت. شاهدنا رد فعل السوق عندما تم الإعلان عن قبول صناديق بيتكوين بالولايات المتحدة وبهونج كونج وصناديق إيثيريوم أيضا. وشاهدنا أيضا كيف تفاعل السوق مع العدوان الحالي ما بين الكيان الصهيوني وإيران بالإضافة إلى التذبذب الشديد في السوق نتيجة الإنتخابات الأمريكية. وبناء على كل ما سبق فهناك إستراتيجية تداول منتشرة كثيرا مؤخرا وهي شراء الإشاعة وبيع الخبر buy the rumor sell the news واليوم سوف نتحدث عنها فهيا بنا نعرف أكثر!
ما هي استراتيجية شراء الإشاعة وبيع الخبر؟
من المعروف أن الأخبار تؤثر في عالم الكريبتو بشدة ولكن لماذا؟ هذا بسبب أن أسواق الكريبتو كبقية الأسواق المالية أسواق تطلعية speculative markets. وهذا يعني أنها دائما ما تتطلع للمستقبل نظرا لأن الرهان فيها على التكنولوجيا الناشئة وقوتها في المستقبل. وبالتالي هناك اهتمام شديد جدا بالمستقبل واستقراراه، فكلما كان المستقبل مستقر والتنبؤات مستقرة كلما كان هذا دليل على وجود فرصة لنمو التكنولوجيا الناشئة مثل الكريبتو وبالتالي تكون احتمالية الصعود قوية. ولكن هناك قاعدة ثابتة في عالم الاستثمار وهي شراء الإشاعة وبيع الخبر وهذه القاعدة قادمة من النقطة التي تحدثنا عنها الآن. فبما أن الكل يتطلع للمستقبل ويحضر له، بالتالي يتسابق المتداولين في أخذ القرارات التي تفيد صفقاتهم.
وهذا يعني مثلا أنه إذا كان الجميع يتوقع رفع الفائدة بعنف في عام 2022 فلن ينتظر المستثمرين حتى يتم رفع الفائدة لـ5% ثم يبيعون عملاتهم، ولكن سيقومون ببيع هذه العملات فور إعلان خبر رفع الفائدة في عام 2022 وهذا ما حدث بالفعل. فقد تشكل قاع السوق في ديسمبر 2022 مع أن رفع الفائدة استمر حتى بداية عام 2024.
وعلى الصعيد الآخر فإن السوق في صعود مستمر منذ بدأ الفيدرالي في تثبيت الفائدة وإعلان نيته عن التخفيض في المستقبل. وهذا مثال على بيع الخبر وشراء الإشاعة نظرا لأن المتداولين هنا يأخذون قرار تطلعي للمستقبل.
تذكر دائما أنه إذا كان الكل يتوقع حدوث نفس الشيء في المستقبل فسيسعى الحيتان للاستفادة من هذا والتحكم في الأسواق. وهذا لأن هناك معركة دائما في الأسواق للإستحواذ على السيولة وتحقيق أكبر المكاسب الممكنة.
صناديق الكريبتو الإستثمارية
إذا نظرت للرسم البياني بالأعلى ستلاحظ مثال على شراء الإشاعة وبيع الخبر. وهنا نرى أنه في عام 2023 في يونيو بدأ سعر بيتكوين والعملات الرقمية بالهبوط. ولكن في هذا السعر أعلنت بلاكروك عن نيتها في إطلاق صناديق بيتكوين وبعدها بعدة أسابيع أعلنت نيتها عن إطلاق صناديق إيثيريوم أيضا. ومنذ الإعلان وحتى موعد إطلاق صناديق بيتكوين في 2024 في يناير والسعر في صعود مستمر حتى وصل إلى 49 ألف دولار.
ولكن في أسبوع القبول حدث هبوط عنيف أكثر من 20% حتى 38 ألف دولار وشكل القاع. ولكن بعدها عاود السعر في الصعود مرة أخرى حتى وصل إلى 73 ألف قبل التصحيح. إيثيريوم أيضا وصل سعرها إلى فوق 4000$ قبل أن تتعرض للتصحيح. وبعد قبول صناديق إيثريوم حدث هبوط عنيف أيضا أكثر من 40% تقريبا.
نلاحظ في هذا المثال كيف أن السوق قاك بشراء إشاعة سعي SEC لقبول الصناديق ثم باع بعد هذا خبر القبول. ولكن هل هذا كان على إطار زمني طويل المدى؟ في الواقع فإن هذه الإستراتيجية تناسب أكثر الأطر الزمنية متوسطة المدى وقصيرة المدى.
وهذا نظرا لأنه وقت الإعلان عن إطلاق الصناديق كان سعر بيتكوين 25 ألف دولار تقريبا ووقت قبول الصناديق كان سعر بيتكوين 44 ألف دولار. حاليا سعر بيتكوين 70 ألف دولار وأقل سعر وصلت له في الفترة السابقة كان 49 ألف دولار في أغسطس. وهذا يعني أن التريند على المدى الطويل كان صعودي بعد الخبر. ولكن في الإطار قصير المدى بعد إعلان الخبرة مباشرة ولمدة أسبوعين حدث تصحيح عنيف جدا أكثر من 20% كما بالصورة بالأعلى.
إنتخابات 2024 الأمريكية
أشهر مثال حاليا في عالم الكريبتو على إستراتيجية شراء الإشاعة وبيع الخبر هي إنتخابات 2024 الأمريكية. فسوق الكريبتو بجانب الأسواق المالية يراهن على فوز ترامب بالإنتخابات نظرا لأن ترامب صديق الكريبتو في البيت الأبيض. وبالتالي نتيجة لهذا فهناك صعود حالي في السوق وقد صعد سعر بيتكوين من أسفل 60 ألف دولار حتى تخطى 70 ألف دولار في الفترة السابقة. وهذه الإنتعاشة كانت نتيجة توقع المتداولين فوز ترامب وبالتالي قامو بشراء الإشاعة هنا وهي فوز ترامب. وأغلب الظن سيتعرض السوق لتصحيح سعري حتى ولو مؤقت بعد إعلان النتيجة حتى لو فاز ترامب والذي يعتبر صديق الكريبتو.
الفائدة الأمريكية وشراء الإشاعة وبيع الخبر
إنتعشت الأسواق المالية في أغسطس وسبتمبر نيتجة لتوقع المتداولين أن الفيدرالي سيخفض الفائدة. وهذا قد حدث بالفعل بعد تخفيض سبتمبر ونحن حاليا نترقب تخفيض آخر في نوفمبر. ولكن لاحظ كيف أن أسعار العملات بدأت في الصعود منذ الآن وبشدة مع أن السوق يتوقع تخفيض حتى 3% بحلول نهاية عام 2025. ولكن في الواقع قد يبدأ إنهيار الأسواق في نهاية عام 2025. وهذا بسبب إستراتيجية شراء الإشاعة وبيع الخبر. فبما أن السوق تطلعي فالمتداولين يسعون للتسابق والتربح من حركة التخفيض قبل حتى أن تحدث بشكل كامل. فإذا إنتظرت مثلا حتى تهبط الفائدة دون 3.5% فسيكون حينها الوقت متأخر جدا.
تذكر أنه كلما كان السوق تطلعي كلما كان هناك دافع من قبل المتداولين لكي يسبقو بعضهم البعض في إتخاذ القرارات. وبالتالي كل متداول سيتوقع بأن السوق كله سيصعد في الفترة المقبلة وبالتالي سيأخذ إحتياطاته ويقوم بالبيع في وقت لا توقعه الآخرون. ولكن الكل سيفعل هذا أيضا لجني الارباح ولهذا يحدث الهبوط عندما يتم تأكيد الخبر دائما.
هل تتحكم الأخبار في الأسعار؟
معظم الأخبار التي نسمعها يكون الغرض الرئيسي منها هو التحكم في الأسعار واللعب بمشاعر المستثمرين. ويكون هذا عن طريق تمويل الحيتان لمؤسسات إخبارية كبيرة حتى تنشر الأخبار التي تنشر الذعر دائما. فلاحظ كيف يصعد السوق كلما أذاعت نشرات الأخبار إمكانية حدوث هبوط عنيف مستقبلي ولاحظ كيف تهبط الأسواق كلما تحدثت وكالات الأنباء عن السوق الصاعدة التي لا تنتهي أبدا. وبالتالي هذا يعني دائما أن الحراك السعري يبدأ على الرسم البياني قبل أن تؤثر الأخبار على المستثمرين.
بالطبع بعض الأخبار يكون لها تأثير على المدى الطويل مثل أخبار قبول صناديق الإستثمار بالولايات المتحدة. فهذه الأخبار ستجلب المليارات من التدفقات كضغط شرائي يدفع أسعار الكريبتو لأعلى. ولكن حتى هذه الأخبار على المدى القصير كان لها تأثير سلبي. تذكر دائما أن الحيتان يستخدمون هذه الأخبار من أجل تبرير الصعود والهبوط في الأسواق ولكن في الواقع التحليل التقني والتحليل الأساسي يحمياك من هذا. عليك أيضا أن تعرف ما إذا كان السوق يتوقع الأخبار السيئة أم لا. فمثلا عام 2023 كان عام صعودي مع أن رفع الفائدة به كان عنيف جدا. وهذا نظرا لأن السوق كان يتوقع الأخبار السيئة نظرا لأن الفيدرالي كان أعلن عن نيته رفع الفائدة حتى 5%. وبالتالي ليس هناك مشكلة في الأخبار السيئة إذا كان السوق يتوقعها وحينما تحدث قد يحدث العكس ويصعد السوق. أما الكارثة تحدث عندما تظهر أخبار سيئة فجأة عند منطقة دعم مهمة مثلما حدث في أغسطس 2024.
لاحظ كيف هبط السعر بعنف بمجرد كسره لحاجز 60 ألف دولار نتيجة لحدوث كارثة الكاري تريد الياباني.
متى تكون الأخبار الجيدة مؤثرة؟
لا يمكن الإعتماد على قاعدة شراء الإشاعة وبيع الخبر طوال الوقت لأن أحيانا قد تحدث أخبار سارة فجائية. مثلا إذا تم الإعلان عن معاهدة سلام والتوصل لإتفاق سلام في أوكرانيا فالأسواق ستنتعش بشكل جنوني قد يؤدي لزيادات كبيرة جدا. وهذا نظرا لأن الأسواق تحب الإستقرار كما قلنا وتنمو وقت الإستقرار بقوة. أيضا إذا حدثت معاهدة سلام في فلسطين ستنمو الأسواق. وهذا نظرا لأن الصراع في فلسطين أو في أوكرانيا له تأثير قوي جدا على الإقتصاد العالمي بشكل سلبي.
وهذا يعني أن الأخبار الفجائية الجيدة يكون لها تأثير جيد. أيضا هذه الأخبار إذا كان لها تحليل منطقي يقول بأن الأسواق ستستفيد بقوة من هذه الأخبار في المستقبل فعلى المدى الطويل سيكون لها تأثير جيد مثل أخبار صناديق بيتكوين.
كيف تتداول عن طريق شراء الإشاعة وبيع الخبر؟
إذا أردت التداول عن طريق شراء الإشاعة وبيع الخبر فيجب أن تفعل هذا بدقة. توقع إرتفاع عنيف في الأسعار عندما تظهر الإشاعة وهبوط عنيف أيضا وقت حدوث الخبر إذا كان الخبر جيد. وهذا يعني أنك يجب أن تعرف عن الإشاعة قبل الآخرين حتى تستفيد من الصعود وتضع أوامر شراء long مبكرا. يجب أيضا أن تعرف بأن الحيتان يسعون إلى التحكم في الأسعار قبل ظهور الإشاعة ودفع السعر لأسفل حتى تتيح لهم فرصة شراء ممتازة وقت ظهور الإشاعة. هذا السيناريو يناسب الإشاعة إذا كانت تنبؤ بخبر جيد مثل تخفيض الفائدة أو معاهدة سلام متوقعة لحرب ما.
على الصعيد الآخر إذا كانت الإشاعة تنبؤ بخبر سيء سيضر الأسواق فالعكس تماما سيحدث. وهذا يعني هبوط الأسواق بشدة وقت حدوث الإشاعة ثم بعد هذا إحتمالية صعود قوية وقت حدوث الخبر وتأكيده بعد تشكيل قاع. وهنا يمكنك أن تستعين بما حدث بين الكيان وإيران في الفترة السابقة. فقد توقعت الأسواق هجوم الكيان على إيران وبالتالي حدث هبوط عنيف في الأسواق. ولكن بمجرد حدوث الهجوم الفعلي كان الهبوط في السوق ضعيف وهش وما حدث في الأيام التالية هو إنتعاشة وصعود في السوق حتى تخطت بيتكوين 73 ألف دولار.
هذا يعني أنك يمكن أن تستفيد بالبيع على المكشوف وقت ظهور الإشاعة short وبعد هذا الشراء long وقت حدوث الخبر وتشكيل القاع.
ولكن تذكر دائما أن التأثير عادة يكون على مستويات زمنية متوسطة المدى أو قصيرة المدى ولا يكون على المدى الطويل.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى زيارة موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.