على الرغم من ارتفاع معنويات مستثمري بيتكوين BTC إلا أن خطر حدوث أزمة سيولة في قطاع العملات المشفرة لازال يلوح في الأفق مخيماً فوق رؤوس الجميع، مما أسفر عن حالة تذبب وعدم استقرار لحالة الاستثمار في سوق العملات المشفرة.
وقد شهد هذا العام العديد من الأحداث التي أثرت بقوة في سوق الصناعة، ولكن مع اقتراب العام من الانتهاء، أجري الخبراء تحليلات لمعرفة الدروس المستفادة، وتحديد الاتجاهات التي تساهم في الحركة السعرية التصاعدية إبان عام 2023.
أزمات ائتمانية نتيجة انهيار بورصات التشفير
وفي نفس السياق، فقد ساهم انهيار بورصة FTX وعملة تيرا وصندوق ثري أروس كابيتال، في حدوث أزمة ائتمانية وانخفاض في تدفق رأس المال، وتهديد للمزيد من البورصات المركزية.
وتراجع سوق التشفير وسط هزة لم يشهدها وسط الصناعة، ولكن ثمة علامات إيجابية ترصدها بعض البيانات على المدى الطويل يخص البعض منها المحافظ الصغيرة الحجم المتراكمة خلال فترة التقلب المنخفضة.
سيولة منخفضة وخسائر جسمية في عملة بيتكوين BTC
كان سوق التشفير قد شهد تدفقاً في السيولة إبان نوفمبر من عام 2021، في عملة بيتكوين BTC حيث وصل السعر إلى أعلى المستويات، وحقق المستثمرين نحو 455 مليار دولار من الأرباح، وعلى العكس فمع انحسار السيولة يحاول المتداولون التعامل بحذر مع السوق الهابطة، حيث أدت الخسائر بقيمة 213 مليار دولار إلى تخلي المستثمرين عن 46.8% من أرباح السوق الصاعدة ويتشابه ذلك مع الخسائر التي تحققت في عام 2018 حيث وصلت نسبة التراجع عن الأرباح إلى 47.9%.
وبخصوص هذا الأمر، فقد رصدت شركة Cumberland، مزود السيولة الرئيسي في قطاع التشفير، التحديات التي تواجه سوق الصناعة، حيث ذكرت أن السيولة المحدودة ما هي إلا نتيجة تنازلات عديدة أدت إلى ترك الشركات المفلسة بدون عملات للبيع.
وبحسب تحليل شركة CoinShares الخاص بالتدفق الإسبوعي للأموال، فقد وصلت أحجام التداول إلى أدنى مستوياتها خلال عامين عند 677 مليون دولار للأسبوع، وترتبط أحجام التداول المنخفضة بتدفق الأموال المشفرة من الأصول الرقمية بما يزيد من العقبات التي تمنع من الوصول إلى الاتجاه الصعودي.
وعند النظر إلى تاريخ الصناعة، فقد كانت البورصات المركزية (CEX) مصدراً للنقد الذي يؤدي إلى زيادة رأس المال إلى مساحة التشفير، ولكن خوفاً من الأمور التنظيمية قد أصبح الحصول على أموال جديدة أمراً يتسم بالصعوبة.
وتفيد البيانات السابقة هبوط سوق التشفير ولكنها ترصد أيضا إمكانية التواجد في سوق تصاعدية جديدة.
تحسّن معنويات المستثمرين في سوق التشفير
وعلى الجانب الآخر، فتأمل شركات التشفير في تغيير مسار الرياح بعد اجتماع الفيدرالي الراصد للاتجاه الهبوطي، كما توجد نقاط على السلسلة تشير إلى ظهور بعض التحسينات الطفيفة.
وبحسب منصة CoinShares، فعلى الرغم من انتشار الخوف داخل البورصات المركزية، وأحجام التداول فثمة تحسّن في التدفقات الداخلية.
وقد شهدت عملة بيتكوين BTC تدفقhت داخلية وصلت إلى 17 مليون دولار lما أدى إلى تحسين معنويات المستثمرين منذ منتصف نوفمبر وبخاصة مع التدفقات الوافدة بإجمالي 108 ملايين دولار.
ولا تأتي هذه الأرقام على النحو المرجو، ولكن استمرار التقلب المنخفض في عملة بيتكوين BTC قد يوفر للمستثمرين فرصة للحصول على متوسط التكلفة بالدولار، وانتظار الانعكاس، وقد وصلت التقلبات الحالية عند أدنى مستوياتها لعملة بيتكوين BTC، بحسب مقارنتها بالأرقام التي وصلت إليها في أكتوبر 2020.
ويرتبط الانخفاض في التقلب بارتفاع جديد في مجموعة مزودي عملات بيتكوين على المستوى بعيد المدى، فعلى الرغم من هبوط سعر عملة بيتكوين، إلا أن المعروض المتداول من العملات في أيدى المتداولين لازال يمثل نسبة 72.3%.
وقد رصدت منصة Glassnode أن الاتجاه الصعودي ما هو إلا مقياس لتراكم العملة الذي حدث في شهري يونيو ويوليو من هذا العام، بعد تخفيض مديونية شركة ثري أروس كابيتال وفشل المقرضين في الفضاء الرقمي.
ويرجح الرئيس التنفيذي لشركة BitMEX، آرثر هايز، أن عملة بيتكوين قد وصلت إلى القاع بعد دخول بعض الشركات في مرحلة الإفلاس نتيجة سياستها الغير مسؤولة في فضاء التشفير.
ولم تتجلى بوضوح ارتفاعات كبيرة في معنويات المستثمرين لتعكس اتجاه متصاعد للعملة المشفرة ربما يكون قادماً ولكن هذا لم يمنع من نقاط إيجابية تساعد على انتعاش السوق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
