اعتمدت السلفادور عملة بيتكوين BTC كعملة رسمية إلى جانب الدولار في سبتمبر العام الماضي. و منذ ذلك الحين بلغت رصيد مقتنيات الحكومة السلفادورية من العملة المشفرة 2381 قطعة بيتكوين. اُنفِق عليها 106 مليون دولار من الخزينة العمومية (بمعدل شراء 34 الف دولار للوحدة). آخر عملية شراء صرّح بها الرئيس السلفادوري نجيب بوقيلي كانت في يوليو الماضي حين أنفق 1.52 مليون دولار على 80 قطعة بيتكوين.
رئيس السلفادور لم يتعظ من الخسارة السنوية التي تكبدها استثماره في البيتكوين
وبحساب عائد انفاقها السنوي على بيتكوين BTC ، نجد أن السلفادور خسرت 66 مليون دولار من حجم الاستثمار. بسبب سعر بيتكوين الذي يتأرجح عند 16.5 الف دولار حاليا. و يبدو أن رئيس السلفادور نجيب بوقيلي لم يعتبر من الخسارة السنوية الكبيرة التي لحقت بخزينة دولته. وأعطى الضوء الأخضر لاستئناف شراء البيتكوين من الأموال العامة للبلاد. بحيث قرر شراء قطعة بيتكوين واحدة يوميا ابتداءً من 18 نوفمبر 2022.
ويُذكر أن الرئيس بوقيلي يستخدم هاتفه الشخصي لشراء العملات المشفرة. و لكنه أذكى من أن يستخدم حسابه البنكي لذلك الغرض فهو طبعا يستخدم الخزينة العمومية للسلفادور. وهو الأمر الذي وضعه في مرمى القانونيين الذين يرون أن ما يفعله يعد جنونا. وأنه من المبكر جدا على الحكومات الاستثمار في بيتكوين BTC خاصة مع غياب القوانين التي تردع المحتالين وتحمي المستخدمين. إضافة إلى أن حماس الرئيس السلفادوري قد يجعله هدفا سهلا لقراصنة العملات المشفرة. ويعتبر البعض استراتيجية السيد بوقيلي علامة واضحة على متلازمة الرفض في مواجهة الخطأ. المتمثل في شراء عملات مشفرة بأموال الشعب. بسبب أنّه كرر نفس الخطأ مرارا وسيكرره بشكل يومي بدءً من ال 18 نوفمبر 2022.
هل يمكن أن يكون بوكيلي على صواب؟
ورغم خطورة القرار الرئاسي السلفادوري. إلا أن الأمر يمثل للبعض خطوة جيدة نظرًا لظروف سوق التشفير الحالية. وتسابق مدراء بعض المنصات إلى مباركة الخطوة التي قام بها بوقيلي. مثل الرد الداعم من جاستن صن المستشار في منصة هوبي و مؤسس ترون. والذي علق يقول "نحن أيضا سوف نشتري بيتكوين واحد كل يوم ابتداء من الغد" و دون أن يوضح من يقصد ب "نحن"!
وبناءً على معنويات (اتجاهات) السوق الحالية، قد يكون قرار بوقيلي بإجراء بعض عمليات الشراء صائبا للغاية. فوفقًا لمخطط وول ستريت الكلاسيكي لسيكولوجية السوق، يقع سوق العملات المشفرة بين مرحلة الغضب ومرحلة الاكتئاب، وهي واحدة من أنسب الأوقات لدخول السوق، وإقامة صفقة شراء، لأننا سنكون قريبين جدًا من الحضيض فيما يخص الأسعار.
رأي رئيس السلفادور في أزمة FTX
توقيت قرار بوقيلي بشراء البيتكوين بشكل دوري بغض النظر عن سعره للمدى الطويل يعد مفاجأة، نظرًا لأن سوق العملات المشفرة يعيش عاصفة هوجاء بسبب إفلاس FTX واستقالة سام بانكمان فرايد. ولكن الرئيس السلفادوري نفسه علق على الأمر معللا أن الأحداث الاحتيالية التي وقعت في الأيام القليلة الماضية يمكن اعتبارها "لعبة بونزي" (نظام التسويق الهرمي، واشتهر كوسيلة للاحتيال) من عمل بعض الأفراد. وليس مرتبطا بالعملات المشفرة نفسها. وشبهها بقضايا فساد سابقة، مشيرًا إلى أن FTX هو عكس البيتكوين. وذلك ردًا على الانتقادات التي يواجهها السوق المشفر بعد قطرة FTX التي أفاضت الكأس.
وتسببت أزمة FTX في خفض سعر بيتكوين BTC بشكل ملحوظ إلى نطاق لم يصله خلال أخر سنتين ويتأرجح سعرها بين 15 ألف دولار و17 ألف دولار. واذا صدقت التحاليل فإن سعر بيتكوين سيصعد وسيسترجع عافيته في أواسط العام المقبل. ما يعني أنه ستكون هناك فرصة أخرى للسلفادور في 2023 لتعويض خسائرها المحتملة في العملة المشفرة البيتكوين BTC و والتي ستكون مدرجة بالتفصيل في التقرير السنوي للانفاق لعام 2022 لدولة السلفادور.
أخيرا، لا يُعرف إذا كان شراء البيتكوين استثمار استراتيجي للسلفادور أو أن ما يحدث هو محاولة الرئيس نييب بوكيلي ركوب موجة الحدث العالمي. و الخروج بتصريحات لخطف الأضواء و إثارة الجدل مثل ما هو معروف عنه. وبذلك يبقى أن نعرف هل حقا سيطبق بوكيلي ما يقوله أو أنها تغريدات تويترية فقط.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
