تراجعت عملة بيتكوين (BTC / USD) ايثريوم (ETH / USD) أكبر وأقوي العملات المشفرة بنحو 75 ٪ من أعلى مستوياتها على الإطلاق في نوفمبر 2021، حيث تضاءلت شهية المضاربة بشكل كبير على خلفية ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وتزايد مخاطر الركود والأزمة الأخيرة المتعلقة بـ FTX.
السؤال الأكثر إلحاحا الآن حول ما أن كانت بيتكوين (BTC / USD) ايثريوم (ETH / USD) سيعاودان النهوض من جديد أم أن هذا الانخفاض يشكل بداية النهاية للعملات المشفرة.
تحطمت العملات المشفرة وتعافت من قبل
انهارت العملات المشفرة وتعافت من قبل، لذلك من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كانت نفس الدورة ستعيد نفسها. على سبيل المثال، تراجعت كل من بيتكوين (BTC / USD) ايثريوم (ETH / USD) بأكثر من 80 ٪ من الذروة إلى الحضيض في عام 2018، ولكن بعد ذلك واصلت الارتفاع إلى أرقام قياسية جديدة فيما بعد.
هل يمكن أن يحدث شيء مشابه هذه المرة؟ من الصعب الجزم بذلك، لكن الظروف التي حفزت الانفجار الصعودي 2020-2021 قد تلاشت. ففي هذه الفترة ساعدت أزمة كورونا علي وصول أعلى مستوي لأسعار بيتكوين أمام الدولار الأمريكي.
وفي أكتوبر 2020 سجلت بيتكوين 11,503 أما أكتوبر 2021 سجلت 65,979 وهو أعلى سعر وصلت إليه بيتكوين منذ إنشائها في 2009 وفي نفس الشهر 2022 سجلت 20,496. وتظهر هذه البيانات ارتفاعات حادة في الأسعار بالتزامن مع أزمة كورونا.
البعض ينظر الي تلك الفترة باعتبارها الأساس الذي يمكن علي أساسه النظر الي سوق التشفير. يخطئ هؤلاء في هذا الأمر. ففترة كورونا هي استثناء في التاريخ الإنساني ولحظة ربما لن تتكرر مرة أخرى، وبالتالي أن ننظر الي سوق العملات المشفرة من هذه الزاوية فالأمر قد لا يبدو منصفا أو سليمًا.
السياسة النقدية المقيدة
فخلال تلك الفترة، أغرقت الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم اقتصاداتها بالسيولة لتقليل الضرر الناجم عن أزمة الرعاية الصحية لفيروس كورونا ولتجنب الندوب الاقتصادية الدائمة.
غذى التحفيز المرتبط بالجائحة المضاربات في أسواق التشفير. ولكن الآن ، أصبحت التوقعات أكثر عدائية ، حيث قامت السلطات النقدية في جميع أنحاء العالم بسحب التسهيلات بسرعة لمحاربة التضخم . على سبيل المثال؛ رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 375 نقطة أساس هذا العام، ليشرع في حملة تشديد صارمة لم تحدث منذ الثمانينيات.
في ظل السياسة النقدية التقييدية التي تتبناها الحكومات بشكل متزايد والموقف المالي الأكثر تقشفًا من قبل العديد من الحكومات ، ستستمر المخاطرة على المدى القصير.
فما اضطرت الحكومات للتنازل عنه في ظل الجائحة، هي الأن ترغب في استعادته مرة أخرى. من خلال تبنيها للسياسات المتشددة إزاء التضخم. لذا فالعملات المشفرة في حقيقة الأمر لم تخسر شيء اذا ما أخذنا في الاعتبار تقيم كامل للعشر سنوات السابقة.
ليست السياسات وإنما فقدان الثقة هو العامل الأهم
الانهيارات الأخيرة التي شهدها سوق العملات علي غرار أزمة انهيار FTX، أضرت بالثقة في الصناعة، والتي قد تستغرق سنوات لاستعادتها.
فتلك الأزمة ستؤدي إلى مزيد من تآكل الثقة في العملات المشفرة إلى درجة يصعب قياسها، لأننا ما زلنا نكتشف عمق المشكلة ومازالت التحقيقات جارية.
ولكن عندما تُفقد أموال العملاء في صناعة غير منظمة بالفعل، فمن غير المرجح أن تجبر المستثمرين على المخاطرة في هذه المرحلة، خاصةً في العملات المشفرة الرئيسية مثل بيتكوين وايثريوم. وفي ظل انخفاض عمليات البيع التي تتجه نحو الانخفاض والركود. نظرًا أيضا أن المستثمرين يواجهون بالفعل تضخمًا شديدًا واحتياطيًا فيدراليًا أقل صداقة.
ستؤدي هذه التقلبات الشديدة إلى إعاقة المزيد من الشراء وبالتالي يمكن أن تتأرجح بيتكوين وايثريوم هبوطًا وارتفاعًا، حيث سيتردد المستثمرون أكثر من أي وقت مضى في تضمين العملات المشفرة في محافظهم كاستراتيجية تنويع أو في محافظ باردة حتي تنتهي تلك الأزمة.
قد تظل عملات بيتكوين وايثريوم منحازة إلى الجانب السلبي على المدى القريب. على المدى الطويل تأخذ بيتكوين وايثيريوم منحنيات نحو الأعلى. ولكن تبقي الارتدادات احتمالًات واردة، من المحتمل أن يكون أي انتعاش لأكبر عملات تشفير بطيئًا .
ولكن، مرة أخرى، يتطور هذا الموقف المتعلق بالعملات المشفرة بسرعة وقد يكون هناك أضرار جانبية تظهر في الأيام المقبلة. لذا، فإن هذه الاستنتاجات تبقي عرضة للتغير بتغير المعطيات التي تتوارد بصورة متسارعة في سوق التشفير.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
