أعلنت بينانس انسحابها من صفقة شراء بورصة العملات الرقمية FTX والتي تصدرت عناوين الأخبار في الثمانية والأربعين ساعة الماضية بعد تعرضها لمشكلات تتعلق بالسيولة. وبعد فحص وتدقيق لتقارير بورصة FTX المالية، أعلنت بينانس انسحابها من الصفقة وعدم إتمامها
نية غير مؤكدة تنتهي بالانسحاب بعد التدقيق
قبل أربع وعشرين ساعة أعلن الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس أكبر منصات العملات الرقمية حالياً عن توقيعه لاتفاقي غير ملزمة بمساعدة منصة FTX بعد توجه رئيسها التنفيذي بانكمان إلى بينانس بطلب المساعدة في أزمة السيولة التي تواجهها منصته. وفي مطلع الأمر، بدى سي زي متشككاً وغير عازم النية على الدخول في الصفقة مباشرة، إلا بعد دراسة مستوفية وتحقيق لأسباب وصول منصة FTX إلى هذا الوضع.
وبعد أقل من 24 ساعة أخرى، أعلن سي زي انسحابه من هذه الصفقة مؤكداً على أنه كان يأمل في مساعدة عملاء FTX ويوفر لهم السبولة المالية لإخراجهم من هذا المأزق، إلا أنه بعد الفحص والتدقيق وجد الوضع خارج عن سيطرته ويفوق قدرته على تقديم المساعدة.
أزمة FTX ونزيف العملات الرقمية
تسبب انهيار سعر توكن FTT وSOL بنزيف كامل في سوق العملات الرقمية حيث وصل سعر عملة بيتكوين BTC إلى أدنى مستوى له منذ شهر يونيو، حيث هبطت إلى ما دون 16 ألف دولار في أقل من 48 ساعة من انتشار خبر أزمة FTX.
قد نشرت صحيفة بلومبيرغ في تقريرها أن تحقيق بينانس في تقارير المنصة المتعسرة كشف عن فجوة مالية بين قيمة الأصول والمديونيات.
الهيئات الأمريكية تحقق في منصة FTX وتكشف سر الانسحاب
فيما كشفت التحقيقات الأخيرة التي أجراها عدد من الهيئات الحكومية الأمريكية أن نهج منصة FTX في تولي وإدارة أموال عملائها هو ما دفع بينانس للانسحاب من الصفقة وعدم إتمامها.
وقد بدأت هيئة الأوراق المالية والتداولات الأمريكية (SEC) التحقيق في تقارير FTX المالية ومنتجات الإقراض التي تقدمها منذ أشهر قليلة.
ضحايا FTX يخسرون الملايين
وقد أعلن سي زي أن ما دفعه لمحاولة إخراج منصة FTX من أزمتها هو تعاطفه مع العملاء الذين سيتضررون بشكل بالغ نتيجة انهيار المنصة وضياع أموالهم، ولكنه لازال مصراً أن هذه الحوادث ما هي إلا غربال لنفض الشوائب عن سوق العملات الرقمية، لينجو فقط من يصلح للمنافسة الشريفة. وأكد على أن وضع وتطوير إطار تنظيمي لسوق العملات الرقمية هو السبيل الوحيد نحو تبني النظام المالي اللامركزي بشكل متوسع والعامل الرئيسي لنموه وتطويره.
ومنذ إعلان انسحاب بينانس من صفقة FTX أعلن بانكمان-فرايد تقدمه بطلب إعلان الإفلاس، بعد عدة أشهر من تكليله بطلاً منقذاً بعد محاولته لإنقاذ شركة فويجر الرقمية وBlockFi من الإفلاس.
هل ستنقض FTX غزل سوق العملات الرقمية وتصبح لونا ثانية؟
للأسف أشعلت أزمة FTX فتيل الخسائر في سوق العملات الرقمية، بعد أن تم الكشف عن وجود أدلة تلاعب دامغة في تقارير مؤسسة Alameda Research للتداول الكمي التابعة للمنصة المتعسرة وتحت إدارة بانكمان. حيث أشارت التقارير الأخيرة أن مؤسسة Alameda اعتمدت على توكن FTT الرمز الأصلي لمنصة FTX في تشكيل أصولها المالية بقيمة سوقية وصلت 3 مليار دولار في نوفمبر 2022، وهو أمر غير مقبول في العملات الرقمية نظراً لانعدام سيولة التوكن.
وكان هذا التقرير أول شرارة امتدت فالهشيم، حيث جاء رد سي زي على هذا التقرير، بأن منصة بينانس ستحاول تصفية 580 مليون دولار من توكن FTT وهو ما يمثل حصتهم المساهمة في الشركة.
وأعقب إعلان بينانس تصفية رموز FTT ارتفاع هائل في عمليات السحب على المنصة، الأمر الذي أدى إلى تجميد المنصة لمعالجة عمليات السحب من الساعة 6.37 صباحاً وحتى 12 ظهراً، أعقبه إعلان صفقة استحواذ بينانس على FTX.
ولم تكد تمر الأربع وعشرين ساعة الأولى تمر على منصة FTX بسلام حتى أعلنت بينانس انسحابها من هذه الصفقة، وعبر سي زي عن ندمه الشديد وعدم قدرته على تقديم يد العون لعملاء FTX.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
