أصدر مخترع اليبتكوين BTC ساتوشي ناكاموتو، الورقة البيضاء الخاصة بمشروعه الأول في العملات الرقمية في 31 أكتوبر 2008 وبعد مرور أربعة عشر عاماً تصدرت فيهم سوق العملات الرقمية والكريبتو جميع أنحاء العالم، لترتفع قيمتها السعرية من الصفر إلى 67000 دولار في الربع الأخير من عام 2021.
ماذا حدث على مدار 14 عام لعملة البيتكوين؟
تغير تصور المستخدمين تجاه العملات الرقمية مع الارتفاع في سعر البيتكوين BTC، وعلى مدار سنوات تطورت العملة حتى تم إصدار نظام النقد الإلكتروني الخاص بها، أما عن الاستثمار فقد ناقش الخبراء مدى الاستفادة من الأصل المشفرة معتبرين اياه ضمن الأصول البديلة وضمن النقود الرقمية التي يمكن تداولها بل وإطلاق مسمى الذهب الرقمي من قبل العديد من الداعمين للعملات المشفرة ومعادلة الأصل في المخاطرة التي ترتبط بأسهم التكنولوجيا.
ويأتي هذا في إطار خوف المنظمين من تحقيق الاستقرار المالي، والأمن من غسيل الأموال التي يمكن حدوثه في قطاع الأصول الافتراضية.
ولفتت البيتكوين الأنظار إلى كونها شيئاً أساسياً يُعبر عن تقنية البلوك تشين إضافة إلى استعادة ما حدث إبان التسعينيات وأوائل القرن العشرين من اختراع الإنترنت.
وبإصدار الورقة البيضاء وصف ساتوشي ناكاموتو عملته بالمشابهة لتداول النقد الالكتروني عبر منصات من نظير إلى نظير ولكن تمكنت العملة عبر تقنية البلوك تشين من تسجيل المعاملات باستخدام الزمن.
ماذا قدمت البيتكوين إلى سوق العملات الرقمية؟
تعد عملة البيتكوين BTC رائداً في تقديم مفهوم "المعروض الرقمي المحدود" وذلك بإصدار 21 مليون عملة فقط منها في محاولة للتحكم والسيطرة على مشكلات التضخم. ويصاحب هذه العملية استراتيجية التنصيف على مدار أربعة سنوات والتي تهدف إلى خفض جوائز مكافآت التعدين إلى النصف، للتحكم في مخزون العملات الرقمية المتاحة في السوق.
وعلى الرغم من مرور 14 عاماً على إصدار البيتكوين إلا أنها لازالت تحافظ على هيمنتها على 40% من سوق العملات الرقمية.
وفي وقت كتابة هذا التقرير، وصلت القيمة السوقية للبيتكوين BTC إلى أقل من 400 مليار دولار، مع أحجام تصل إلى 24.7 مليار دولار وبسعر يقترب من 20600 دولار لتكون أعلى عملة من حيث قيمتها السوقية.
وأوضح الخبراء أن العملة تتألق مثل الذهب في ظل تراجع السوق ولكنها لم يختلف معدل التقلبات في سعرها عن ذلك الذي شهدته الأسهم أو بعض العملات.
وعلى الجانب الآخر عارض البعض العملة مثل الاقتصادي بيتر شيف الذي أكد عدم قدرة البيتكوين BTC على تحقيق المفهوم الإدخاري وسط الركود الاقتصادي.
وكتب رئيس قسم التسويق السابق ببورصة كراكن للعملات المشفرة في تغريدته العام الماضي بأن البيتكوين BTC يتم تداولها بأقل من قيمتها الحقيقية وفائدتها.
هل زادت الحاجة إلى رؤية البيتكوين؟
وسواء كان الشخص من محبي أو كارهي العملة المشفرة فبالتأكيد لا يمكنهم تجاهلها، حيث تُعرف بالأصل الأكثر لامركزية في سوق العملات الرقمية.
وعزمت مشاريع الطبقة الأولى والثانية الخاصة بالعملة على العمل منذ إصدار الورقة البيضاء مثل منصة Stacks التي تعتبر أحد الشبكات المفتوحة المصدر القائمة على التطبيقات اللامركزية التي تبني على العملة.
وطرحت السلفادور مناقصة قانونية للبيتكوين إبان العام الماضي لتكون أول دولة تقوم بعمل ذلك، وتجذب انتباه هيئات الرقابة المالية وسط تحذير صندوق النقد الدولي من استمرار المخاطرة في سوق الكريبتو.
وكانت البيتكوين BTC سبباً في سرعة المحادثات بشأن الأصول الرقمية بما دفع بنك التسويات الدولية إلى التعاون في إصدار العملات الرقمية للبنك المركزي.
وحينما يبحث العالم عن أرخص وأسرع تحويلات عبر الحدود فلا يجد أسهل من تحويل العملة المشفرة عبر منصات من نظير إلى نظير التي تصدرت كوسائل للتحويلات في الدول النامية خلال العام الماضي.
وصرح ساتوشي، مخترع البيتكوين أن معاملات الكريبتو بإمكانها حماية البائعين من الاحتيال مع عمل آلية تضمن الحماية للمشترين بما يرفع قيمة التداول للعملة.
وأصبح الأصل المشفر الأكبر في العالم نظام ينافس نظام الدفع المركزي في الفترة الحالية وهو الأمر الذي أدى إلى تحديث البنوك الرقمية من أنظمة التحويل الخاصة بها.
الكثير من الانتقادات تصاحب عملة البيتكوين
حصلت البيتكوين على الكثير من الانتقادات الخاصة باعتمادها على آلية إثبات العمل، والتي تفرض المزيد من الضغوطات على الطاقة، إضافة إلى اسئلة متعددة تتعلق بالخصوصية وبعدم الكشف عن الهوية.
وتعلق الأمر بعدم الكشف عن هوية مخترعها، وهو ما حاول الكثيرون تخمينه بالعديد من الأسماء لمعرفة من هو ساتوشي ناكاموتو.
وتحدث رجل الأعمال وعالم البيانات كريج رايت عن أنه مخترع البيتكوين ولكن رفض خبراء الصناعة تقبل مزاعمه.
وقال جيم باسكو داعم للعملات المشفرة في الفترة الأخيرة الكشف عن أقدم عملة بتكوين خاصة بساتوشي والتي تعتبر تذكيراً بتاريخ الأصل المشفر الممتد عبر عقداً من الزمن.
وتظهر النشأة الأولى للعملة في عام 2009 نتيجة لما أحدثته أزمة الرهان العقاري ثم حادثة بيتكوين بيزا في عام 2010 والتي سوقت للعملة كوسيلة رقمية للتداول.
وفيما بعد مرور جائحة كورونا في عام 2022 ظهر امتداداً للمناقشات الخاصة بالعملة وحالات استخدامها في فترات التشكك الاقتصادي وهو الذي ابقى البيتكوين BTC على قيد الحياة طوال 14 عامًا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
