يأخذ السوق في فترات زمنية معينة اتجاهات محددة. سواءً هبوطاً او صعوداً او استقراراً. إذ تنخفض الأسعار بصورة عامة في السوق الهابطة وتنتعش وترتفع في السوق الصاعدة. وشهدت سنة 2022 عدة احداث أنذرت السوق الرقمية المشفرة وغيرت الاستراتيجيات والنظريات للمستقبل. حيث كان عاماً حافلاً بالمؤتمرات والمؤامرات والاخبار الصادمة.
حيث في السنة الجارية، جاءت السوق الهابطة على الاسعار وفقدت الكثير من العملات قيمتها المالية. حتى صار بعضها بلا قيمة وسجلت أخرى خسائر فادحة للمستثمرين وخروج من السوق وكثير من الدراما.
مايو 2022، خريف العملات المشفرة، انهيار الاسعار بلا سابق انذار!
على سبيل المثال، في 4 مايو 2022، كان سعر وحدة تيرا لونا هو 86.1651 دولار ولكن بحلول 13 مايو 2022 تحول السعر الى 0.001. أي بنسبة هبوط قدرت ب 99.99 ٪. و النتيجة أنّ التسعة أيام المحصورة بين التاريخين هي فترة السوق الهابطة.
من المعروف في الأسواق المالية أن الأسعار ترتفع ببطء وتنخفض بسرعة وبأكثر حدة. وذلك يعود الى العقلية العامة للمتداولين حيث يميلون الى الخروج من السوق عندما تبدأ الأسعار في الانهيار. وذلك بهدف الحفاظ الأرباح المحصلة من صفقات الشراء الأولية.
يعد الحفاظ على النقود والعملات في المحفظة الالكترونية هي الاستراتيجية الأبسط في السوق الهابطة في انتظار فرصة تداول آمنة. وبرغم ذلك، نجد العديد من المتداولين في صفقات بيع. ويمكن أن يسبب ذلك تأثير الدومينو، أي أن يتجه متداولون أكثر الى الخروج من الصفقات أيضا في ظل السوق الهابطة.
الأسواق الهابطة مليئة بالمخاطر ويُصعب التداول فيها حتى لذوي الخبرة. وتؤدي إلى تسجيل خسائر جسيمة بسبب تراجع حجم أنشطة التداول، وقد تشكل ضغطاً نفسياً رهيباً على المستثمرين فيه. وقد يستغرق الاتجاه الهابط للسوق فترات طويلة لتحديد نطاقات حركة السعر.
التداول في السوق الهابطة : عقدة المتداولين!
يُفضل عادةً التداول بمسايرة اتجاه السوق. لهذا السبب قد تكون استراتيجية البيع في السوق الهابطة مربحة في حال تجاوز سعر البيع تكلفة الشراء. وبهذه الطريقة يحقق المتداول أرباحا في مرحلة انخفاض الاسعار. لكن على صعيد آخر، يبحث المتداولون استراتيجيات تداول مُعاكسة لاتجاه السوق. أي الشراء أثناء ارتداد الأسعار. ويجني المتداولون الناجحون الأرباح من البيع قبل استئناف الاتجاه الهابط. بخلاف ذلك، قد يحتفظون بصفقات الشراء الخاصة بهم في ظل استمرار السوق الهابطة.
إنها استراتيجية محفوفة بالمخاطر. حتى المتداولون الأكثر خبرة قد يعرفون خسائر فادحة الكثير عند الشراء أثناء السوق الهابطة.
من 194 عملة نقدية الى اكثر من 12 الف عملة رقمية مشفرة، انذار الركود!
عرف تاريخ العملات الرقمية عدة ازمنة للأسواق الهابطة. كان أولها خلال العام 2013، حينما فقدت البيتكوين 86% من قيمتها انذاك، بمقارنة سعر نهاية العام مع سعر البداية. ثم شهد عام 2018 سوق هابط قاسٍ على اغلب العملات الرقمية. فكَبَّدَ المتداولون خسائر كثيرة وعرف فضائح هروب بالأموال.
عام 2022 ليس المفضل للمتداولين في السوق الرقمية، فقد انهار السوق بشكل شنيع بين مايو ويوليو. وخلَّف ذلك خسائر مرعبة في المحافظ الالكترونية لأغلب المتداولين، ولعلّ أبرز الخسائر كان فقدان تيرا لونا 99.99٪ من قيمتها خلال 9 أيام فقط!
في الحقيقة، السوق الرقمية ليست السوق الوحيدة التي عرفت انهيارا للاسعار و تحطما للامبراطوريات، سوق الاسهم ايضا يشهد اختلالات تأتي نتائجه مرعبة.
تعتمد السوق المالية القديمة على العملات النقدية التي تتحكم فيها الأنظمة ويُحسب عدد العملات بعدد الدول أو أقل (بالنظر أن الأورو يستخدم في أكثر من بلد كعملة محلية). و من هذا المنطلق، نجد الخلل في العملات الرقمية اللامركزية إذ أنّ عددها قارب ال 12 ألف عملة رقمية ما يخلق حالة من عدم القدرة على القيام بمسح للسوق، ولكن يمكن الجزم على وفرة العرض في مقابل طلب "محدود" و هو ما يجعل السوق يذهب باتجاه الركود!.
الاسواق الهابطة إنذار للركود الاقتصادي في العملات الرقمية
يبدو أن ما حدث في الاسواق الهابطة السابقة، لن يكون الاسوء في تاريخ قطاع العملات الرقمية المشفرة، بل هو فقط انذار للقادم و للركود الذي سيشهده المجال جراء عدم خلق قادة القطاع لحواجز تمنع دخول منافسين جدد، حتى اصبح خلق عملة رقمية و طرحها للتداول كتأليف كتيب لقصص الاطفال. و كنتيجة لذلك سيتجه القطاع نحو الركود الكبير حتى يسمح بعدها للاقوى بالبقاء. و ستختفي حتما آلاف العملات الرقمية في نظام لا مركزي يخضع للرقابة وقتها.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.