تعقد "قمة الويب" Web Summit أكبر الأحداث التقنية في العالم. في لشبونة عاصمة البرتغال، في الفترة من 1 نوفمبر وحتي 4 نوفمبر2022 من نفس الشهر. قمة الويب هي الحدث الأشهر عالميًا في مجال التقنية الرقمية. صعود العملات الرقمية هو المهيمن علي أجنده القمة هذا العام. وعلي الرغم من تأسيسه في عام 2009، حيث بدأت قمة الويب كمؤتمر يضم 150 شخصًا في دبلن عاصمة إيرلندا الشمالية.
الأمر مختلف تمامًا هذا العام. حيث تستقبل قمة الويب في لشبونة أكثر من 750 ألف شخص. ممثلين عن160 دولة و1000مستثمر جاهزين للتبرع والحصول علي عقود، و2000 شركة ناشئة. إلى جانب ذلك انضم إليهم أكثر من 2500 فريق إعلامي وصحفي، وأكثر من 300 شريك لتغطية الحدث. مع 900 متحدث علي رأسهم رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا. يناقشون مستقبل العملات الرقمية في العالم. وهو الأمر الذي يعطي القمة هذا القدر من الزخم،. فكل فنادق العاصمة البرتغالية ومطاعمها ممتلئة من الثلاثاء وحتي الجمعة 4 نوفمبر.
والعملات الرقمية في أبسط تعريفاتها هي عملات افتراضية، موجوده فقط بشكل رقمي. ولكنها ليست ملموسة، بدأت في الانتشار منذ عام 2009 . وأصبحت متداولة بشكل كبير الأن، و بإمكان أي شخص شراء العملات والتداول والبيع والشراء مع الأخرين من خلال شبكة الأنترنت.
تأتي العملات الرقمية علي رأس مناقشات القمة، لا سيم وأن عمالقة العملات الرقمية وكبري الشركات حاضرون في هذا القمة. التي تلتفت إليها الأنظار في ظروف دولية صعبة. حيث يمر العالم بوضع اقتصادي حرج. تتعالي فيه الأصوات بوضع حلول للأزمات المتفاقمة، وتهيمن العملات الرقمية علي هذه النقاشات لعدة أسباب لعل أبرزها:
1. قمة الويب أكبر مؤتمر تقني في أوروبا والعالم
لطالما شكلت قمة الويب مكانًا ملائمًا لمناقشة القضايا الاقتصادية والتقنية والتكنولوجية الملحة في العالم. بالرغم من أنه منذ عام 2019 لم يعقد المؤتمر بسبب كوفيد19،وهو الأمر الذي يجعل لهذه النسخة من القمة أهمية خاصة، في وقت يسود فيه قدر كبير من عدم اليقين. حيث يجتمع المؤسسين والرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا والشركات الناشئة سريعة النمو وصانعي السياسات ورؤساء الدول، لطرح الأفكار والرؤي والتحاور حول الأولويات.
خصوصُا في ظل الحرب الأوكرانية الروسية، التي تلقي بظلالها علي الاقتصاد العالمي. لاسيم أيضا الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تتسبب بخسائر فادحة للاقتصاد العالمي.
ينظر إلى العملات الرقمية باعتبارها جزء من هذه النزاعات. حيث يدور الجدل حول ما أن كانت الشركات الكبرى والناشئة التي تقبل بالعملات الرقمية، يمكن أن تطور نظام اقتصاديًا موازيا للنظام الاقتصادي التقليدي الذي يتعامل بالعملة الورقية. وما أن كان نظام الدفع بالعملات الرقمية سيتوسع أم يتراجع. وهو الأمر الذي يلقي أيضا بظلاله علي علاقات الصين بالولايات المتحدة وقضايا التجارة بين البلدين.
2.عمالقة الويب يجتمعون
المبرمج الصيني العملاق "تشانغ يلمس تشاو" هو أبرز الحاضرين في قمة الويب بلشبونة، في عام 2020 اعترفت بلومبرج بـ تشانغ كواحد من أكثر الأشخاص نفوذاً في العالم، وكشخص غير مشهد الأعمال العالمي. تشانغ هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بينانس Binance أكبر منصة لتداول العملات الرقمية في العالم منذ عام 2018. حضور تشانغ والتحدث حول العملات الرقمية أمام 70 ألف من المهتمين والمعنين. والرد علي الانتقادات التي توجه للعملات الرقمية ومستقبل هذه العملات هو ما يلفت انظار العالم نحو هذه القمة. ليس تشانغ وحدة بل بار موسى المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مونت كارلو الرائدة في مجال استخدام البيانات. وتوتو وولف - الرئيس والمدير التنفيذي لمرسيديس بينز أكبر شركات تصنيع السيارات المعروفة. وليزا جاكسون - نائب رئيس المبادرات البيئية في Apple. أذا تناقش هؤلاء مع تشانغ وتوصلوا لتفاقيات مشتركة، فيمكن أن يتغير شكل العالم المستقبلي كليًا. خصوصًا اذا قبلت تلك الشركات الدفع بالعملات الرقمية للمشترين.
لا يقتصر أبرز الحضور علي شركات التكنولوجيا فقط. فنعوم تشومسكي عالم اللسانيات والكاتب الأمريكي المعروف، الذي يعد واحد من أبرز المؤلفين في العالم حاليًا، هو من بين الحضور أيضا. ما يفتح المجال للحديث حول تأثيرات العملات الرقمية علي السياسة والأمن القومي الأمريكي، وكيف يمكن أن تتعامل الحكومات مع نمو العملات الرقمية. كما تتواجد أيضا Amazon و Microsoft و Cardano و Sandbox و Yuga Labs و Revolut و Tezos و OpenSea و Socios و Polygon و Solana . في قلب قمة الويب للأنخراط في تلك النقاشات.
3.صفقة إيلون ماسك
بالتزامن مع "قمة الويب" في لشبونة، استحوذ رجل الأعمال إيلون ماسك يوم الجمعة الماضية 28 أكتوبر 2022 علي صفقة قدرت بـ 44 مليار دولار. وهي الصفقة التي بها علي منصة " تويتر" أبرز منصات التواصل الاجتماعي. حتي اللحظة تبدو الأمور طبيعية رجل أعمال هو الاغني في العالم يعقد صفقة. ولكن ماسك هو أحد المناصرين والداعمين للعملات الرقمية والمدير التنفيذي لشركتي (تيسلا) للسيارات الكهربائية و(سبيس إكس) للمركبات الفضائية. وهو أحد المؤسسين لعملة (الدوج كوين dogecoin). في وقت سابق اعلن ماسك أن شركات تيسلا وسبيس سيقبلان الدفع عن طريق عملة (البتكوين) مما جعل أسهم ( بتكوين) ترتفع مع تصريحاته. لأكنه تراجع فيما بعد وأعلن عن أن شركتي تيسلا وسبيس سيقبلا الدفع بعملة (الدوج كوين dogecoin )، الأمر الذي كان له تأثيراته علي صعود وهبوط العملات في سوق بورصة تداول العملات الرقمية، وتسبب في خسائر لبتكوين وشركة تيسلا.
الأن هناك توقعات بقفزة في أسعار العملات الرقمية بعد استحواذ ماسك علي منصة "تويتر"، التي يمكن أن تشكل أحد أبرز المروجين لجذب المستثمرين نحو العملات الرقمية، ليس هذا فقط فمنصة تويتر قد لا تكتفي بالترويج فقط، فيمكن أن تدخل كلاعب أيضا أذا قررت من خلال رئيسها الجديد اصدار نسخة تجريبية لمحفظة تدعم إيداع وسحب العملات الرقمية.
هذه التوقعات والتكهنات بشأن مصير العملات الرقمية بعد استحواذ أبرز المشجعين لها علي منصة "تويتر" التي وعد ماسك بتغيرات كبيرة علي هذه المنصة، وهي التصريحات التي ستلقي بظلالها علي قمة الويب في لشبونة، خصوصًا اذا حضر ماسك نفسه في القمة.
يبدوا في الأخير أن العملات الرقمية بلغت من التأثير والنمو إلى الدرجة التي لا يمكن تجاهل تأثيرها الواسعة والممتدة، وهو ما يجعلها حاضرة دومًا في قلب النقاشات الساخنة حول مستقبل الاقتصاد العالمي.
Trusted
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
