تشير بيانات سلاسل الكتل إلى انخفاض ملحوظ في تدفقات عملة البيتكوين نحو منصات تداول العملات الرقمية لتسجل أدنى مستوى لها منذ نحو عقد من الزمن. وعموما هذه القراءة عادة ما تعُد مؤشر إيجابي بالنسبة للسعر العملة الرقمية الرائدة. ولكن يبدو أن هناك بعض العوامل الأخرى التي تلعب دورا يجب الانتباه له.
مسار متراجع لتدفقات البيتكوين الداخلة
في تغريدة على توتير، سلط المحلل أكسل أدلر Axel Adler، الضوء على التراجع المستمر في تدفقات البيتكوين الداخلة إلى منصات تداول العملات الرقمية. ويوثق مؤشر "التدفق الداخلي" الإجمالي لعملة البيتكوين التي يودعها المستثمرون في محافظ تابعة للمنصات المركزية.
وكما يتضح من الرسم البياني المرفق يبلغ مؤشر التدفقات الداخلية للبيتكوين حالياً نحو 20,000 BTC. وهو أدنى مستوى تشهده السوق منذ العام 2015.
كما أن المتوسط المتحرك لهذا المؤشر على مدى 365 يوم تُظهر مسار انحداري واضح منذ فبراير 2018. حيث هبطت القراءة من 90 ألف بيتكوين إلى 36 ألف اليوم.
مؤشر "تدفقات البيتكوين الداخلة إلى البورصات "Bitcoin Exchange Inflows يُظهر كمية البيتكوين التي تُرسل إلى منصات التداول أو البورصات خلال فترة زمنية معينة.
ببساطة، يمثل هذا المؤشر حجم البيتكوين الذي يدخل إلى البورصات من المحافظ الخاصة للمستخدمين. يُعد هذا المؤشر مقياسًا مهمًا لفهم سلوك المستثمرين، سواء كانوا يسعون إلى البيع أو الشراء.
- زيادة التدفقات الداخلة إلى البورصات:
- ضغط البيع: إذا كانت التدفقات الداخلة مرتفعة، فهذا يشير إلى أن العديد من المستثمرين ينقلون البتكوين إلى البورصات بغرض بيعه. عادةً ما يكون ذلك مرتبطًا بانخفاض متوقع في الأسعار بسبب زيادة ضغط البيع.
- انخفاض الأسعار المتوقع: زيادة التدفقات الداخلة تعني زيادة العرض، مما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض سعر البيتكوين نظرًا لتوقع المستثمرين انخفاض القيمة.
- انخفاض التدفقات الداخلة إلى البورصات:
- التخزين والاحتفاظ: إذا كانت التدفقات الداخلة منخفضة، فإن هذا يدل على أن المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بالبيتكوين في محافظهم الخاصة بدلاً من بيعه في البورصات. مما يعكس ثقة في السوق.
- ارتفاع الأسعار المتوقع: يمكن أن يؤدي انخفاض التدفقات إلى تقليل العرض المتاح في السوق. مما قد يؤدي إلى ارتفاع سعر البتكوين بسبب زيادة الطلب.
تراجع دور المنصات.. عامل مؤثر
قد يشير انخفاض التدفقات الداخلة إلى ضعف شهية بيع BTC وبناء على مبدأ العرض والطلب، فإن انحسار الرغبة البيعية ينعكس طبيعياً بشكل إيجابي على السعر.
ولكن، ثمة تفسير آخر يمكن استنتاجه من هذا التوجه طويل الأمد، وهو حقيقة أن الدور الذي تؤديه المنصات في السوق لم يكن ثابتاً على مر هذه السنوات. ففي دورة العام 2017، كانت لمنصات التداول أهمية سوقية واضحة مما جعلها تستقبل إيداعات ضخمة. أما في دورة 2021، فقد ظهرت وسائل جديدة للاستثمار في البيتكوين، الأمر الذي يفسر التراجع المسجل بين الدورتين.
أما اليوم فلدى كبار المستثمرين في البتكوين إمكانية شرائها عبر صناديق ETF بيتكوين الفوري و التي تستقطب طلباً واسعاً. ومع ظهور هذه الصناديق، تراجعت أهمية منصات تداول العملات المشفرة، وهو ما يفسر انخفاض مستوى الودائع المسجلة في هذه الدورة مقارنة بدورة 2021.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.