باتت عمليات الاحتيال في سوق العملات الرقمية المشفرة تشكل خطرًا متناميًا، وتستدرج المتداولين بمختلف مستويات خبرتهم إلى الوقوع في فخاخ نصب محكمة. وتتنوع أشكال الاحتيال من سرقة عملة البيتكوين الأشهر عالميًا، مرورًا بالنصب المرتبطة بماكينات الصراف الآلي للعملات المشفرة. ما ينذر بمخاطر متصاعدة في سوق العملات الرقمية الرقمية.
ويثير الانتشار المتزايدة للعملات الرقمية أنظار المحتالين. حيث يلجئون إلى طرق معقدة للإيقاع بضحاياهم مستغلين التعقيدات التي تتسم بها تعاملات العملات المشفرة.
الضحايا يخسرون أكثر من 70 مليون دولار في عمليات احتيال بالبيتكوين والعملات المشفرة
في حادثة احتيال لافتة، أرسل متداول بيتكوين مؤخرًا ما قيمته 69.3 مليون دولار عن طريق الخطأ إلى عنوان احتيالي. وقد أكدت شركة "سيرتيك CertiK" لأمن البلوكتشين حدوث عملية احتيال تعرف باسم "تسميم العنوان". حيث يُنشأ المحتالون عناوين تشبه إلى حد كبير العناوين الحقيقية لتلقي العملات الرقمية. ونتيجة لهذا الخطأ، انخفض رصيد المتداول على منصة "كوين بيس" بنحو 97% ولم يتبق في محفظته سوى 1.6 مليون دولار فقط.
عملية "تسميم العنوان" ترتكز على إرسال المحتالين مبالغ صغيرة إلى حسابات مستخدمين حقيقيين، على أمل أن يجعلهم ذلك عرضة لارتكاب أخطاء في المعاملات المستقبلية. ولأن معاملات البلوك تشين عامة، يصبح من الأسهل على المحتالين تنفيذ مخططاتهم هذه.
وفي غضون ذلك، لا تظهر بوادر لتباطؤ وتيرة الارتفاع الحاد في عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات المشفرة. ووفقًا لتقرير عام 2023 الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بشأن الجرائم الإلكترونية، فقد استنزفت عمليات الاحتيال هذه 3.94 مليار دولار من المستثمرين. وهو ما يمثّل معظم خسائر الاستثمار الاحتيالي لذلك العام.
وتنصح منصات تداول العملات المشفرة مثل "تريزور" (Trezor) المستخدمين بإعادة التحقق من العناوين بدقة، وإجراء معاملات تجريبية قبل إرسال مبالغ كبيرة لدفع مثل عمليات الاحتيال هذه.
وقد كتبت شركة تريزور:
"الخطوة الأكثر أهمية في تجنب هذا النوع من الاحتيال هي التحقق بدقة والتحقق مرة أخرى من العنوان قبل تأكيد المعاملة. هذا أمر بالغ الأهمية لجميع المعاملات. خاصة عند إرسال أصول ذات قيمة كبيرة. الطريقة الوحيدة لضمان السلامة هي التحقق بعناية من كل حرف من العنوان ".
احتيال عبرصرّاف العملات الرقمية
على جبهة أخرى ، حذرت إدارة شرطة دنفر من عملية احتيال تنطوي على أجهزة الصراف الآلي للعملات المشفرة. ووفقًا للشرطة، قام المحتالون الذين تنكروا في هيئة مسؤولين بخداع امرأة وإيهامها بأنها قد غابت عن جلسة استماع في المحكمة وأن مذكرة اعتقال معلقة قد صدرت بحقها.
ولإرغامها على تجنب السجن المزعوم، تم توجيهها لإيداع مال "الكفالة" باستخدام خيار العملة المشفرة في أحد أكشاك الخدمات المصرفية الذاتية. ولكنها للأسف خسرت 14 ألف دولار قبل أن تدرك أنها كانت ضحية عملية احتيال.
تلقي هذه الحوادث الضوء على التحدي المتزايد داخل مجتمع العملات المشفرة وخارجه، ألا وهو التعرف على عمليات الاحتيال وتجنبها. ويؤكد الخبراء على أهمية اليقظة والشك، خاصة فيما يتعلق بالمعاملات التي تتطلب استخدام العملة المشفرة. حيث يواصل المحتالون تطوير أساليبهم لاستغلال الضحايا المطمئنين.
وصرح غييرمو فرنانديز (Guillermo Fernandes)، الرئيس التنفيذي لشركة "بلوكبليانس" (Blockpliance)، لـ"بين كريبتو" (BeInCrypto) قائلًا:
"إن أفضل سلاح ضد عمليات الاحتيال هذه هو التوعية. تستخدم معظم شركات ماكينات الصراف الآلي برامج تمنع الضحية من الإرسال إلى عنوان معروف بأنه يستخدم للاحتيال، لكن يمكن للمحتالين التحايل على عمليات التدقيق هذه عن طريق إعطاء كل ضحية عنوانًا جديدًا تمامًا وتحصيل الأموال لاحقًا. لهذا السبب، يجب أن تُخاض المعركة الحقيقية على جبهة التوعية. فالتعليم والتكرار هما المفتاح لإنقاذ الناس من ارتكاب هفوات في المنطق قد تكلفهم أموالًا طائلة".
Trusted
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
