تشتعل معركة طاحنة بين بورصة العملات الرقمية العملاقة "بينانس" والمنظمين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتسارع الأحداث وتنكشف الحقائق تباعًا. وبينما يهدد مؤسس بينانس، الذي قدم نفسه كقربان لاستمرار نجاح شركته، السجن، تستمر ثروته في النمو.
خلافات حول عقوبة أغنى رجل في صناعة العملات المشفرة.. ماذا سيقرر قاضي المحكمة؟
بسبب تسريب بعض مما تحدث به لموظفيه سابقًا، والذي تمحور حول أفضلية "طلب الصفح بدلًا من الإذن عندما تتعلق الأمور بالامتثال للقانون"، يجد مؤسس بورصة بينانس، تشانغبينغ تشاو (أو كما نعرفه CZ)، نفسه في ورطة تتمثل في صعوبة إقناع هيئة المحلفين بالصفح عنه!
بينما يحتفل اليوم قطاع العملات المشفرة بإطلاق صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين والايثريوم في هونج كونج. نرتقب، أيضا، نتائج محاكمة مؤسس بورصة بينانس في الولايات المتحدة الأمريكية. أين يخضع اليوم لجلسة النطق بالحكم.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أوصى المدعون العامون في الولايات المتحدة الأمريكية بسجن تشانغبينغ تشاو لمدة 36 شهرًا (3 سنوات). وهي فترة أطول مما تنص عليه المبادئ التوجيهية في مذكرة الإقرار بالذنب، بسبب انتهاكه لقوانين مكافحة غسيل الأموال الأمريكية. ويريد المدعون العامون الأمريكيون أن يجعلوا من مؤسس بينانس عبرة لمن يعتبر.
👈 اقرأ المزيد: CZ امبراطور منصة بينانس للعملات الرقمية من أين أتى وأين يتجه؟
بين هذا وذاك، ومهما كان قرار قاضي محكمة سياتل، سيبقى CZ على رأس قائمة أغنى شخصيات صناعة العملات الرقمية. وإذا تم سجنه فقد يدخل كتب التاريخ كأغنى شخص على الإطلاق يقضي عقوبة السجن الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت الراهن، تبلغ ثروة CZ حوالي 43 مليار دولار أمريكي، حسب ما ذكره تقرير لبلومبرج. كما من المرجح أن تنمو ثروته بشكل أكبر مع تطور ونمو بورصة بينانس، التي لا تزال تمثل أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم، سواء من حيث حجم التداول أو عدد المستخدمين النشطين. وكذلك في ظل ارتفاع أسعار العملات الرقمية، والتي يتوقع المحللين أن تصل لذروة جديدة في غضون 13-16 شهرًا.
على الرغم من تنازله عن منصب الرئيس التنفيذي كجزء من صفقته مع الحكومة الأمريكية، إلا أن تأثير CZ على بينانس مستمر. حيث تدير دائرة اصدقائه المقربين مجلس الإدارة الجديد، وتلعب يي هي، والدة أطفاله دورًا قياديًا في إدارة عمليات البورصة، ويمتلك CZ نفسه نسبة مئوية معتبرة من أسهم البورصة.
صفقة تاريخية وتضحية غالية لمؤسس بينانس ...
في شهر اكتوبر الماضي، أعلنت بورصة بينانس الرائدة عن توصلها إلى اتفاق مع وزارة العدل الأمريكية. بموجب هذا الاتفاق، قبلت بينانس دفع غرامة 4.3 مليار دولار أمريكي لتسوية الادعاءات المرتبطة بانتهاكات قوانين مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإهاب. كما سيتم تعيين مراقب أمريكي لمراقبة امتثال بينانس لمدة خمس سنوات للتأكد من أنها تلتزم بقوانين مكافحة غسيل الأموال والعقوبات.
كما تضمن الاتفاق أيضا استقالة CZ عن منصبه وابعاده عن إدارة البورصة مع دفع غرامة شخصية قدرها 50 مليون دولار أمريكي. بالإضافة إلى احتمالية السجن لمدة 18 شهرًا. لكن المدعون العامون طالبوا لاحقًا بتمديد العقوبة لثلاث سنوات.
وبينما ترى الهيئة التنظيمية في الولايات المتحدة الأمريكية أن أفعال مؤسس بينانس شكلت خطرًا على الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، يرى أنصار العملات الرقمية أن CZ قائد قرر التضحية بنفسه من أجل أن تعيش شركته والصناعة!
👈 اقرأ المزيد: دليل إستخدام محفظة بينانس المشفرة
ومع ذلك، وعلى الرغم من خطورة الادعاءات والاعترافات بالذنب من قبل بينانس ورئيسها السابق، إلا أن البورصة لا تزال تتطور وتنمو مع ازدهار سوق العملات الرقمية. كما لا تزال تعتبر أبرز شركة تستقطب المستثمرين بأعداد كبيرة إلى السوق عالِ المخاطر. حيث انضم إليها أكثر من 40 مليون مستخدم جديد في عام 2023 فقط. فيما وصلت حيازات العملاء في البورصة إلى أكثر من 100 مليار دولار أمريكي.
منذ إطلاقها في يوليو 2017، تمكنت بينانس من بناء علاقة وطيدة مع عملائها من خلال ممارساتها المهنية. حيث اتسم مؤسس البورصة منذ البداية بالمهنية وتعامل باحترافية مع كل الأزمات التي مرت بها البورصة. يدرك الصديق والعدو لمؤسس بينانس أن الأخير رجل محنك ومتزن وملتزم لأبعد الحدود.
وبعيدًا عن شخصية مؤسسها، تمكنت بينانس من التعامل مع متطلبات متداولي العملات المشفرة ذوي الأموال الساخنة، الذين يميلون إلى سحب أموالهم من البورصات عند أي إشارة إلى وجود مشاكل. ومن ذلك كان جسر الثقة بين البورصة ومستخدميها متينًا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.