كان عام 2024 عامًا مفصليًا في عالم العملات الرقمية، حيث شهد تقاطع المؤسسات المالية مع المستثمرين الأفراد في سياقات تراوحت بين النظامية والفوضوية. بين التقدم التنظيمي، القمم التاريخية لعملة البيتكوين، وانفجار عملات الميم، تذبذب السوق بين المصداقية والابتكار. وفيما يلي خمس لحظات أعادت تشكيل القطاع خلال هذا العام.
صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين والإيثريوم: خطوة نحو التكامل المؤسسي
عندما صادقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) على أول صناديق استثمار متداولة (ETF) للبيتكوين في يناير، فتح ذلك الأبواب أمام عمالقة وول ستريت. خلال أشهر قليلة، جذبت هذه الصناديق أكثر من 111 مليار دولار، وهو ما يعادل 6% من إجمالي المعروض من البيتكوين. لاحقًا، تمت الموافقة على صناديق الإيثريوم في مايو.
النتائج تضمنت ارتفاعًا هائلًا في أحجام التداول وصلت إلى 10 مليارات دولار يوميًا، مما عزز الاعتراف المؤسسي بالعملات المشفرة وزاد من ثقة المستثمرين.
حدث التنصيف "الهالفينغ" وذروة تاريخية للبيتكوين
في أبريل، قلص حدث "الهالفينغ" مكافآت تعدين البيتكوين إلى 3.125 بيتكوين لكل كتلة. هذا التقليص في العرض، إلى جانب زيادة الطلب من المستثمرين، أدى إلى تصاعد حمى الشراء.
ثم بحلول ديسمبر، وصلت البيتكوين إلى قمة تاريخية بلغت 108,000 دولار، معززة دورها كـ "ذهب رقمي" في ظل تزايد الطلب المؤسسي.
عودة ترامب ودعمه للعملات الرقمية
إعادة انتخاب دونالد ترامب في 2024 غيرت قواعد اللعبة لصناعة العملات الرقمية في الولايات المتحدة. بعد تغييره لموقفه من الصناعة، تعهدت إدارته بإعادة هيكلة هيئة SEC وإنهاء الحملات الموجهة ضد منصات التداول.
وكعادته في صنع العناوين، أعلن ترامب: 'لقد أعدنا العملات الرقمية إلى القمة، لا أحد يفعل ذلك مثلي!'، مما أشعل موجة تفاؤل وكأن السوق كان ينتظر تلك اللمسة السحرية ليحلّق عالياً.
نتيجة لذلك، ارتفع السوق بشكل ملحوظ، حيث زادت القيمة السوقية للعملات الرقمية بنحو تريليون دولار في أسابيع قليلة، ووصلت عملة XRP إلى أعلى مستوى لها منذ ست سنوات.
تقدم تنظيمي: إطار واضح للعملات الرقمية
شهد عام 2024 تقدمًا ملحوظًا في الإطار التنظيمي للعملات الرقمية. قادت أوروبا الطريق بإطلاق لائحة MiCA التي تنظم منصات التداول والعملات المستقرة. في الإمارات، تم توضيح النظام الضريبي للصناعة، بينما عززت وعود ترامب بنهج أكثر دعمًا للصناعة العالية المخاطر ثقة المستثمرين.
على الصعيد العربي، برز المغرب بقوة بعدما كشف محافظ البنك المركزي المغربي عن مساعي جدية في المملكة لتشكيل تشريعات لصناعة العملات الرقمية. بينما واصلت الإمارات العربية المتحدة تميزها وصدارتها للسوق في المنطقة العربية.
صعود عملات الميم
استمر انفجار عملات الميم، خصوصًا على شبكة سولانا، حيث وصلت القيمة السوقية لعملات مثل BONK وWIF إلى 16 مليار دولار. ومع ذلك، كانت المخاطر واضحة من خلال حالات النصب والتقلبات العالية، مما أكد على الحاجة إلى تنظيم أكبر للسوق.
تجلت عملات الميم في 2024 كـ'شاهد مشافش تقلبات'، حققت مليارات بغمضة عين، لكنها أوقعت البعض في دوامة النصب، وصار السوق يردد: يا جماعة حد ينظم الليلة!
نظرة نحو مستقبل العملات الرقمية
بينما ننتقل إلى عام 2025، تتجه الأنظار نحو إمكانية اعتماد صناديق استثمار متداولة لعملات بديلة، وتطوير تقنيات جديدة مثل Rollups على شبكة الإيثريوم، وتعزيز الأطر التنظيمية. ومع ذلك، تبقى العملات الرقمية غير متوقعة، وهو ما يضفي على هذا القطاع جاذبيته المستمرة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
