لا تزال تبعات إفلاس ثري آروز كابيتال Three Arrows Capital تلقي بظلالها على سوق العملات المشفرة، حيث كشفت تقارير عن أن مؤسسي الشركة كانوا واجهوا انتقادات من بنوك ومتداولين قبل أن تدخل الشركة إلى قطاع التشفير.
تجربة العملات الأجنبية لم تنجح
قبل الانهيار النهائي لصندوق الشركة، وفي أيامها الأولى، فإن الشركة التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، كانت تمارس التداول في العملات الأجنبية FX ومارست العديد من الأنشطة في ذلك السوق، حيث استفاد المؤسسان كايل ديفيز وسو تشو من عروض الأسعار لبعض الأنشطة، ذات الأرباح المنخفضة.
وذكرت مصادر أن بعض البنوك كانت تحاول التواصل مع ثري آروز كابيتال في محاولات لتعديل أو إلغاء الصفقات، لكن رفض الشركة لهذه الاتصالات أدت بحلول العام 2017 إلى قطع علاقات بعض البنوك بالشركة.
وتحدث متداولون سابقون إلى بعض وسائل الإعلام، محمّلين أنفسهم مسؤولية جزئية عن النتائج التي آلت إليها الشركة، نظراً لعلمهم المسبق بعدم نجاح مؤسسي الشركة على تحقيق أرباح في سوق العملات الأجنبية - على حد قوله، لكنهم قالوا إنهم اعتقدوا بأنهم "عباقرة" بعد دخولهم قطاع التشفير.
وبذات الآلية التي عملت بها إدارة الشركة في قطاع العملات الأجنبية، انتهجت الأسلوب ذاته عند دخول سوق العملات المشفرة، لكن مراقبين لاحظوا في العام 2019 أن ثمة أموراً خارجة، عندما أقدمت الشركة على عرض بيع حصتها من بورصة ديربيت بسعر تجاوز 700 مليون دولار، فيما ورد أن قيمة الاستثمار الفعلي لم تتجاوز 289 مليون دولار.
صفقات بطيئة وتوقعات خاطئة
دائما ما افتخر مؤسسو ثري آروز كابيتال بالاستثمار في شركة غراي سكيل بيتكوين ترست، لكن الشركة كانت أنفقت وقت طويلا قبل بيع استثمارها، فيما المكاسب تتطاير أمامها.
ووفقاً لمصادر، فإن ديفيز كان يعلم أن قيمة الشركة ستنخفض في النهاية، وذلك خلال تسجيل للإعلان عن الاستثمار، لكنه طلب من فريق الإنتاج قطع الجزئية التي تحدث فيها عن ذلك قبل بث التسجيل.
وراهنت الشركة أيضاً على تيرا وعملة لونا الشقيقة، والتي انهارت بعد فك عملتها بالدولار في مايو، لكن مراقبين قالوا إن ممتلكات ثري آروز كابيتال انهارت من نحو 500 مليون دولار إلى 604 دولارات فقط عقب الانهيار.
وفي لقاء له مع وسيلة إعلام، قال ديفيز إن شركته خسرت نحو 200 مليون دولار من استثماراتها، لكنه أكد على قناعة الشركة بالعملات المشفرة وأنها لا تزال قائمة.
شبهة عمليات غير مشروعة واختفاء
نتيجة لهذه التراكمات، تفاقمت الأمور حتى أدت بشركة ثري آروز كابيتال إلى طلب الإفلاس، الأمر الذي أدى أيضا إلى الإطاحة بوسيط التشفير، شركة فوياغر ديجتال.
من جهته، يلقي ملياردير التشفير سام بانكمان فرايد، مؤسس منصة FTX، باللائمة على ثري آروز كابيتال كونهم أحدثوا تأثيراً مضاعفاً في السوق، ما دفع بالعديد من شركات التشفير إلى تعليق تداولاتهم، أو تقديم طلبات إعلان الإفلاس.
وحمّلهم فرايد 80٪ من مسؤولية ما يحدث في قطاع التشفير، موضحاً أنهم لم يكونوا الوحيدين الذين تعرضوا إلى ذلك، لكنهم أحدثوا أثراً في السوق أكبر من الآخرين.
وبحسب معلومات متداولة، فإن مؤسسي الشركة مختبئون. كما يشار إلى أن هناك شائعات حول اقتراض الشركة أموالة متورطة في عمليات غير مشروعة، حيث قامت الشركة بتوجيه نحو 32 مليون دولار من العملات المستقرة إلى جزر كايمان، حيث يشاع أن هذا الموقع الذي يستخدمه بعض الأثرياء لغسيل الأموال، بسبب التساهل في قوانين الضرائب.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.