تستقبل الأسواق المالية و العملات الرقمية أسبوعًا جديدًا على إيقاع ترقّب واسع للبيانات الاقتصادية الأميركية وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وسط تجدّد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، واستمرار تقلبات سوق السندات والدولار.
هذه التطورات تُلقي بظلالها على سوق العملات الرقمية، التي تكبّدت خسائر تجاوزت 130 مليار دولار الأسبوع الماضي، وتُواجه الآن اختبارًا جديدًا في ظل هشاشة الثقة وغياب محفّزات داخلية قوية.
في ما يلي أبرز العوامل التي قد تعيد تشكيل الاتجاهات في أسواق الكريبتو خلال الأيام المقبلة.
1. بيانات الوظائف الأميركية: مؤشرات رئيسية على قوة الاقتصاد
تصدر خلال هذا الأسبوع أرقام بيانات مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بسوق العمل الأميركي، من بينها:
تقرير JOLTS لفرص العمل (الثلاثاء)
تقرير ADP للتوظيف في القطاع الخاص (الأربعاء)
طلبات إعانة البطالة الأسبوعية (الخميس)
تقرير الوظائف الشهري في القطاع غير الزراعي (الجمعة)
يتوقّع المحللون تباطؤًا في وتيرة التوظيف، مع استقرار محتمل في معدل البطالة عند 4.2%. وتُعد هذه البيانات حاسمة في تحديد ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتّجه إلى خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، وهو ما ينعكس بشكل غير مباشر على الأصول المالية عالية المخاطرة، ومن بينها العملات الرقمية.
2. خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي: إشارات نقدية تحت المجهر
يلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، كلمة مرتقبة اليوم الاثنين، تكتسب أهمية خاصة في ظل غياب تصريحات أخرى من أعضاء المجلس هذا الأسبوع.
ويترقّب المستثمرون نبرة الخطاب بدقة، في محاولة لاستخلاص إشارات جديدة بشأن مستقبل السياسة النقدية، لا سيما بعد أن أظهر محضر الاجتماع الأخير للفيدرالي ميلًا نحو التريّث في اتخاذ قرارات خفض الفائدة. أي تلميح إلى تصاعد المخاطر الاقتصادية قد يؤثّر على مستويات السيولة، ويُعيد ترتيب أولويات المتداولين في الأصول عالية المخاطرة.
3. التوتر التجاري مع الصين: خطر كامن يعيد رسم الحسابات
أعلنت الصين أنها قد تتخذ "إجراءات قوية" ردًا على تحرّكات واشنطن الأخيرة لزيادة الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الصناعية. هذه التصريحات أعادت المخاوف من دخول البلدين في دورة جديدة من التصعيد التجاري، ما قد يؤثر على شهية المخاطرة عالميًا، ويزيد من تذبذب الأسواق.
وفي حال اتّجه المستثمرون إلى التحوّط من مخاطر النمو العالمي، فقد تشهد بعض العملات الرقمية، مثل بيتكوين BTC، إقبالًا أكبر باعتبارها أصولًا بديلة، وإن كان هذا الاتجاه مشروطًا بتراجع الثقة في الأسواق التقليدية.
4. تحركات السندات والدولار: إشارات على المزاج العام
شهدت عوائد السندات الحكومية في الولايات المتحدة وكندا ارتفاعًا خلال شهر مايو، مدفوعة بمخاوف من تزايد العجز المالي. وحذّر الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، جيمي ديمون، من انعكاسات هذا الوضع على استقرار الأسواق، داعيًا إلى ضبط الإنفاق العام.
أما الدولار الأميركي، فرغم تسجيله بعض التعافي مؤخرًا، لا يزال يُعد من بين العملات الأضعف في مجموعة العشر هذا العام. وإذا جاءت البيانات الاقتصادية دون التوقّعات، فقد يتراجع الدولار مجددًا، ما قد يدعم صعود العملات الرقمية المقوّمة به.
أوضاع سوق العملات الرقمية: تقلب محدود في غياب محفّزات داخلية
في بداية الأسبوع، استقرّت القيمة السوقية للعملات الرقمية عند نحو 3.4 تريليون دولار، بعد خسائر بلغت 130 مليار دولار الأسبوع الماضي.
بيتكوين BTC تعافت من تراجعها إلى ما دون 104,000 دولار، لتلامس 105,800 دولار، لكنها واجهت مقاومة فنية عند هذا المستوى.
إيثريوم ETH عادت إلى نطاق 2,500 دولار، لكنها لم تخرج من حالة التذبذب التي تلازمها منذ ثلاثة أسابيع.
العملات الرقمية البديلة سجلت أداء متباينًا، إذ حققت سولانا وترون وSui مكاسب محدودة، في حين تراجعت بيتكوين كاش وLeo.
يُشير هذا الأداء إلى حالة ترقّب بين المتداولين، حيث يغلب الحذر على قرارات الشراء أو البيع، في انتظار صدور بيانات أكثر وضوحًا من الاقتصاد الكلي.
خلاصة: أسبوع حافل بالترقّب
في ظل تداخل العوامل الاقتصادية والسياسية، تتّجه أسواق العملات الرقمية نحو أسبوع يتّسم بالحذر وقلّة المبادرة. ومع استمرار تذبذب المؤشرات، قد يُفضّل المتداولون اعتماد أنماط تداول قصيرة الأجل حتى تتّضح معالم السياسة النقدية والتطورات العالمية. أي مفاجأة في البيانات أو تصعيد في الملف التجاري قد تُحدث تحوّلات سريعة في مزاج السوق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
