شهدت أسواق العملات الرقمية هبوطًا حادًا اليوم وسط تصاعد المخاوف الاقتصادية وتزايد التوترات التجارية العالمية. وسجل مؤشر CMC100 انخفاضًا تجاوز 8%، فيما تراجع سعر البيتكوين إلى نحو 91,000 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل فبراير.
يأتي هذا التراجع في ظل موجة "الخروج من المخاطرة" التي اجتاحت المستثمرين، مدفوعة بعدة عوامل مؤثرة. فمن التوترات التجارية إلى ضعف أسهم التكنولوجيا، بالإضافة إلى تداعيات اختراق منصة Bybit والتصفية القسرية للمراكز المالية.
تتعدد الأسباب وراء هذا الانخفاض الحاد، والتي سيتم استعراضها بالتفصيل في السطور التالية.
1. عودة المخاوف من التعريفات الجمركية
تضررت معنويات المستثمرين بعد تأكيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المضي قدمًا في فرض التعريفات الجمركية على الواردات الكندية والمكسيكية، مما أثار القلق بشأن التضخم والنمو الاقتصادي.
وصرح جو مكّان، مؤسس شركة Asymmetric للاستثمار في العملات الرقمية، بأن "التعريفات تسهم في تمويل التخفيضات الضريبية، وهذه المخاطر ستظل قائمة هذا العام"، مشيرًا إلى أن الإيرادات الناتجة عن التعريفات قد تساعد في تقليل العجز الفيدرالي.
2. ضعف أسهم التكنولوجيا
شهدت أسهم التكنولوجيا تراجعاً ملحوظاً مع انخفاض مؤشر ناسداك بسبب مخاوف المستثمرين من تراجع الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي.
وقد أضاف انخفاض أداء الشركات الكبرى مثل Nvidia بعد ظهور منافسين صينيين إلى حالة عدم اليقين، مما أسهم في خفض أسعار الأصول المالية بما في ذلك العملات الرقمية.
ونظرًا لأن البيتكوين غالبًا ما يتحرك وفقًا لأسهم التكنولوجيا الحساسة للمخاطر، فقد وسّع خسائره مع تفاقم تراجع مؤشر ناسداك.
3. اختراق Bybit يعزز حالة العزوف عن المخاطرة في الأسواق
من ناحية أخرى، رأى ماركو ليم، المدير التنفيذي لشركة Solowin Holdings، أن التراجع في السوق ناجم عن "موجة تجنب المخاطر" التي أعقبت اختراق منصة Bybit، حيث تم سحب أكثر من 1.4 مليار دولار من الإيثيريوم وstETH من محفظتها الساخنة.
وقال ليم: "ظل البيتكوين يتحرك ضمن هذا النطاق السعري لفترة من الوقت، وأعتقد أن معظم الأخبار الإيجابية المتعلقة بالعملات الرقمية قد تم استيعابها بالفعل في الأسعار. ينبغي أن يختبر مستوى 90,000 دولار."
4. التصفية القسرية زادت من حدّة الهبوط
بحسب بيانات Coinglass، أدت تصفية مراكز الرافعة المالية بمقدار 1.33 مليار دولار خلال 24 ساعة إلى زيادة حادة في ضغط البيع في أسواق العملات الرقمية.
ففي ظل هذا السيناريو، يواجه المستثمرون موجة من الضغوط النفسية التي تدفعهم إلى اتخاذ إجراءات بيع متسارعة، مما يفاقم من انخفاض الأسعار بشكل متسارع.
ويُتوقع أن تتصاعد ردود الفعل السلبية في السوق، مما يزيد من حالة التقلب الشديد ويعزز من فرص اندلاع سلسلة من عمليات البيع الإضافية على المدى القصير..
وعلى الرغم من أن التصفية القسرية زادت من الضغوط البيعية، إلا أن بعض المحللين يرون أن هذا التطهير قد يُحسن هيكلة السوق عن طريق تقليل المراكز المفرطة في الرفع المالي.
وفي هذا السياق، يرى بيتر تشونغ، رئيس الأبحاث في شركة Presto للتداول الخوارزمي أن عمليات:
"التصفية الضخمة الأخيرة تعني أن العديد من المراكز المرفوعة تم التخلص منها، مما قد يضفي مزيدًا من الصلابة على الأسعار في المستقبل
توقعات مستقبلية للأسواق العملات الرقمية
على الرغم من الأجواء السلبية، يرى بعض المحللين أن السوق قد تشهد تعافيًا قريبًا، خصوصًا مع انتهاء مراجعة الجهات التنظيمية الأمريكية لقطاع العملات الرقمية، مما قد يساهم في تعزيز معنويات المستثمرين.
وأشار جيف مي، المدير التنفيذي في منصة BTSE، إلى أن "البيتكوين والإيثيريوم وسولانا لا ينبغي أن يتم تداولها بهذه المستويات المنخفضة، والتغيرات المحتملة في السياسة النقدية الأمريكية قد تدعم تعافي السوق".
أما أوغسطين فان، رئيس الأبحاث في SignalPlus، فصرّح بأن "السوق في وضع انتظار لمعرفة تأثير البيانات الاقتصادية على قرارات الاحتياطي الفيدرالي، وقد يؤدي ضعف البيانات الاقتصادية إلى تحفيز مزيد من إجراءات التيسير النقدي، مما قد يشكل دافعًا لصعود البيتكوين والذهب على حد سواء".
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
