تتزايد التوقّعات في أوساط المحلّلين بأن يبلغ سعر بيتكوين BTC هذا العام مستوى 120,000 دولار، مدعومًا بعدّة عوامل متشابكة، أبرزها: حركة السعر في السوق، تحوّلات سياسات البنوك المركزية، التقلبات في أسواق الطاقة، إلى جانب إشارات فنية صاعدة ترصدها الرسوم البيانية.
1. ثبات بيتكوين قرب 100 ألف دولار.. إشارات على قوّة دفينة
تشير التحركات الأخيرة في سوق بيتكوين إلى أن السعر نفسه أصبح أداة تسويقية فعالة. فثبات العملة فوق مستوى 100 ألف دولار خلال الصدام بين إيران وإسرائيل، وكذلك الضربة الأمريكية الأخيرة على طهران، أضفى عليها هالة من القوة والثبات.
هذا الثبات بعث برسالة طمأنة إلى من يحتفظون بالعملة، وربّما جذب مستثمرين جدد يتّبعون مبدأ "اشترِ عند الانخفاض". ففي كلّ مرّة ينخفض فيها السعر مؤقّتًا تحت 100 ألف، تتدخّل السيولة سريعًا للشراء، بحسب ما تشير إليه بيانات منصّات التداول.
وقد عبّر أحد المتداولين عن هذه الظاهرة بقوله إن "أفضل دعاية لأي أصل هي سعره"، وهي فكرة تذكّرنا بنظرية الانعكاسية التي طرحها جورج سوروس، حيث يرى أن الأسعار وتوقعات السوق تتغذى بعضها من بعض؛ فكلما ارتفع السعر، انجذب مزيد من المشترين، ما يدفع بالسعر إلى مستويات أعلى، بغضّ النظر عن أساسيات الأصل نفسه.
أكّد يكولاي سونديرغارد Nicolai Soendergaard من شركة نانسن Nansen أن بورصات تداول العملات الرقمية تشهد خروجًا واضحًا للسيولة، وهو ما يدلّ على أنّ المستثمرين، سواء من الأفراد أو المؤسّسات، يستغلّون التراجعات القصيرة للتجميع و الشراء.
منذ 10 يونيو، بدأت تظهر حركة بيع ملحوظة من بعض المستثمرين الذين شعروا بالخوف بعد ارتفاع سعر بيتكوين من 74 ألفًا إلى نحو 95.6 ألف دولار.
وتشير بيانات "غلاسنود" Glassnode إلى أن نسبة هؤلاء البائعين، الذين يُطلق عليهم "بائعو الخسارة"، ارتفعت بنسبة 29%. هؤلاء عادة ما يبيعون بسرعة لتفادي المزيد من الخسائر.
لكن في الجهة المقابلة، دخل مستثمرون آخرون إلى السوق بثقة لشراء العملة بأسعار يرونها فرصة مناسبة، ويُعرف هؤلاء بـ"المشترين الواثقين".
وقد أوضحت غلاسنود أن هذا التوازن بين البائعين والمشترين يدلّ على أن الشعور العام في السوق ما زال مستقرًا، فبعضهم يكتفي بخسائره، في حين يسعى آخرون إلى تقليل كلفة شرائهم، تحسّبًا لموجة صعود جديدة
2. تليين السياسة النقدية.. هل بدأ ترامب يُمهّد لخفض الفائدة؟
في مشهد سياسي موازٍ، بدأت بعض الأصوات داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تميل إلى خفض أسعار الفائدة خلال يوليو المقبل، رغم تمسّك رئيس المجلس جيروم باول بموقفه القائم على مراقبة البيانات.
المفاجأة جاءت من الحاكمة ميشيل بومان Michelle Bowman ، المعروفة بموقفها المتشدّد (الصقر)، إذ عبّرت عن دعمها لتخفيض الفائدة، مرجّحة أن تأثير الرسوم الجمركية على التضخم قد يكون أقلّ من المتوقّع. كذلك، أيّد الحاكم كريستوفر والر Christopher Waller التوجّه نفسه في تصريحات سابقة.
آدم بوتن، كبير محللي العملات في "فوركس لايف"، علّق ساخرًا على هذا التحوّل قائلًا: "يبدو أن ترامب وجد حمامه"، مشيرًا إلى أن رئيس الولايات المتحدة السابق لطالما فضّل الفوائد المنخفضة خلال مسيرته السياسية.
3. تراجع أسعار النفط.. المفاجأة التي أذهلت الأسواق
رغم التكهّنات بأن تؤدّي الضربات الأمريكية واحتمالات إغلاق مضيق هرمز إلى صعود حاد في أسعار النفط، جاءت بداية الأسبوع على عكس التوقّعات؛ إذ هوت الأسعار في الأسواق الأمريكية والأوروبية معًا.
هذا التراجع شكّل خبرًا سارًّا للبنوك المركزية التي تخشى من الآثار التضخمية الثانوية لارتفاع النفط، مثل ارتفاع تكاليف النقل وأسعار السلع المرتبطة بالمشتقّات النفطية.
جيمس ثورن، كبير الاستراتيجيين لدى "ويلنغتون أتلس"، علّق على منصة تويتر قائلًا: "انخفض النفط بنسبة 6.5% في يوم واحد، و15% على أساس سنوي.. تلك علامة على انكماش، لا تضخم".
4. التحليل الفني يدعم المسار الصاعد للعملة
من الناحية الفنية، بدأت المؤشرات تُظهر إشارات صعود واضحة لسعر بيتكوين BTC فقد تجاوز متوسط الحركة البسيط لـ 100 يوم نظيره لـ 200 يوم، بعدما سبق أن شهدنا ما يُعرف بـ "الاختراق الذهبي" حين صعد متوسط 50 يومًا فوق 200 يوم.
هذه البنية الفنية تشير عادة إلى زخم قوي نحو الصعود، وهي نفس التشكيلة التي شهدها السوق خلال صعود بيتكوين من 70,000 إلى 100,000 دولار أواخر العام الماضي.
خلاصة:
تتضافر اليوم مجموعة من العوامل التي تدفع نحو استمرار المسار الصاعد لبيتكوين، بدءًا من الثقة النفسية المدفوعة بالزخم السعري، مرورًا بانخفاض أسعار النفط، ووصولًا إلى بوادر تحوّل في موقف الفيدرالي الأمريكي. وبينما يُواصل المستثمرون الشراء في الانخفاض، تبدو عملة بيتكوين في طريقها لاختبار حاجز 120 ألف دولار، ما لم تطرأ متغيّرات حادة تُغيّر ملامح المشهد.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
