تعرضت الأسواق المالية لهزة شديدة بعد أن أشارت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة في الفترة القادمة. ومع تردد صدى هذه الأخبار في جميع أنحاء وول ستريت، انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية مثل؛ داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك. ولم تستثنِ التموجات سوق العملات المشفرة. حيث شهدت عملة البيتكوين أيضًا انخفاضًا طفيفًا.
ترقب وحذر من التضخم
وشددّت كولينز على ضرورة أن يمضي البنك المركزي بحذر. مشيرة إلى أنه قد يكون هناك ما يبرر المزيد من التشديد المالي.
ويأتي هذا الحذر من المخاوف التضخمية التي أثرت أيضًا على المجالات الاقتصادية الأخرى. فعلى سبيل المثال، أدى ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى توقع المحللين بأن التضخم قد يظل مرتفعا لفترة أطول.
في نفس السياق، بينما يستعد البنك الاحتياطي الفيدرالي لإصدار كتاب متخصص في الأمور التجارية والاقتصادية، يراقب المتداولين والمستثمرين بحذر أي بيانات يمكن أن تقدم أدلة حول مستقبل أسعار الفائدة.
وعلى الرغم من حذر بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن بيانات قطاع الخدمات الأمريكية الأخيرة الصادرة عن معهد إدارة التوريدات تشير إلى أن ضغوط التضخم لا تزال قائمة. وهو ما قد يستدعي إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
وفي الوقت نفسه، انخفض نشاط التصنيع في الاقتصادات العالمية مثل؛ ألمانيا وبريطانيا ومنطقة اليورو. وتمثل هذه الإشارات المتضاربة خلفية معقدة لاتخاذ القرار في الاجتماع المقبل لسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي.
العملات المشفرة والعلاقة بتفاعل الأسهم
وفي سوق الأسهم، قاد قطاع التكنولوجيا الانخفاض. فعلى سبيل المثال، واجه مؤشر S&P 500، وهو المؤشر الذي غالبًا ما يعتبر أفضل مؤشر للأسهم الأمريكية، تراجعًا، حيث افتتح عند 4.484.81 وانخفض بنسبة 0.27%.
وبما أن أسهم التكنولوجيا تشكل جزءًا كبيرًا من هذا المؤشر، فإن مؤشر S&P 500 حساس للتحولات في أسعار الفائدة.
وبالمثل، افتتح مؤشر ناسداك، عند 13977.26 لكنه انخفض بنسبة 0.31%، حيث أن شركات التكنولوجيا، التي تعتمد على توافر رأس المال للنمو والبحث والتطوير، أكثر عرضة بشكل عام لرفع أسعار الفائدة.
كذلك، فإن الزيادة المحتملة في أسعار الفائدة يمكن أن تؤدي إلى إبطاء الابتكار وخلق عقبات أمام الشركات الناشئة والشركات العملاقة القائمة.
في سياق متصل، بدأ مؤشر داو جونز الصناعي اليوم عند 34565.04 لكنه انخفض بنسبة 0.22%، متراجعًا 76.93 نقطة. كذلك يواجه هذا المؤشر، الذي يعد منذ فترة طويلة مقياسًا قياسيًا لصحة الأسهم الصناعية الأمريكية، رياحًا معاكسة من ارتفاع أسعار الفائدة. كما يمكن أن تشهد الشركات الكبرى القائمة في مؤشر داو جونز زيادة في تكاليف الاقتراض، مما يؤثر على خطط التوسع وتوزيعات الأرباح.
والجدير بالذكر أن عملة البيتكوين انخفضت بنسبة 1.50% إلى 25399 دولار وربما تكون هذه إشارة خفية إلى عدم اليقين لدى المستثمرين في بيئة اقتصادية لا يمكن التنبؤ بها.

كذلك في ظل هذه البيئة، يدرس المستثمرون عوامل متعددة، وقد دق البعض، مثل جيريمي جرانثام، ناقوس الخطر بشأن الركود المحتمل وأزمة الديون التي تلوح في الأفق.
على الجانب الآخر، يظل آخرون متفائلين، حيث الأداء القوي لقطاع الخدمات كدليل على مرونة الاقتصاد الأمريكي.
بينما يحتفظ الفيدرالي بأوراقه بالقرب من صدره، فإن الأسواق في حالة من اليقظة، وتفكر في الآثار الاقتصادية الأوسع نطاقاً المترتبة على الزيادات المحتملة في أسعار الفائدة.
لتكن الكرة الآن في ملعب البنك الاحتياطي الفيدرالي، بالتزامن مع مراقبة السوق المالية عن كثب التطورات القادمة، وتعديل الاستراتيجيات استناداً إلى البيانات والقرارات المقبلة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
