تعرضت عملة البتكوين مثل معظم العملات المشفرة، لتقلبات سعرية مرتفعة منذ إنشائها. وذلك بسبب العائد الاستثماري المرتفع الذي وعدت به كاستثمار كبير. وفي نفس الوقت لا تزال البتكوين أصلًا محفوفة بالمخاطر، حيث تفقد بانتظام 75-85% من قيمتها خلال الأسواق الهابطة.
وتوفر بيانات منصة ecoinometrics رؤى جديدة لتقلبات البتكوين. فبعكس التصورات الشائعة، فإن تقلب بتكوين يصيب دببة وثيران التشفير. حيث عادةً ما يوازن أصل البتكوين أفضل وأسوأ أيامه.
البتكوين والتقلبات السعرية
ويُظهر الرسم البياني المنشور على تويتر أفضل وأسوأ 10 أيام تداول لبتكوين كل عام منذ 2013. حيث يتراوح المقياس الأفقي من -40% إلى +40%من الأرباح أو الخسائر اليومية. من ناحية أخرى، فإن المقياس الرأسي عبارة عن سنوات متتالية مرتبة من أسفل إلى أعلى.
وتشير النقاط الزرقاء إلى الأيام التي حققت فيها أصل البيتكوين أدنى أرباح، أي أن العملة المشفرة شهدت أكبر انخفاض يومي. وكلما زادت النقطة إلى اليسار، كان التراجع أعمق. وفي سياق آخر، تمثل النقاط الحمراء الأيام التي حققت فيها البتكوين أكبر قدر من الأرباح، أي زيادتها أكثر على أساس يومي. وكلما زاد اتجاه اليمين، زادت الأرباح.
كما يعد النظر إلى الرسم البياني معيارًا، حيث شكله المتماثل، فقد يشبه شكل شجرة عيد الميلاد. ليكن التفسير الواضح لمثل هذا التوزيع للنقاط هو تقليل التقلبات. وينطبق هذا على كل من الأرباح والخسائر المحتملة.
وفي كل سنة متتالية يكون نطاق الانحرافات عن الوسيط 0% أصغر. ومع ذلك لا يعتبر ذلك سيئاً حيث تواجد سنوات أكثر تقلباً من السنوات السابقة.
ويمكن رؤية مثال إيجابي على زيادة العوائد في عام 2017، حيث عبرت النقاط الحمراء علامة + 20% عدة مرات. ,لم يحدث هذا مرة واحدة في 2014-2016. وفي المقابل، المثال السلبي هو 2022، حيث كان التقلب السلبي أعلى من فترة 2019-2021 بأكملها.
وأعوام 2017 و 2022 ليست صدفة، فلا تزال مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بدورات خفض البتكوين لمدة 4 سنوات إلى النصف. فكان عام 2017 هو الجزء الأسي الثاني من السوق التصاعدي، مما أدى إلى أعلى مستوى تاريخي (ATH) بنحو 20 ألف دولار. وفي المقابل، كان عام 2022 آخر شتاء للعملات المشفرة، ليكن الأسوأ منذ عام 2018 حيث أدى إلى انخفاض BTC بنسبة 77%.
التقلبات مقابل التماثل
وعلى الرغم من هذه الاختلالات، لا يزال الرسم البياني الكامل لأفضل وأسوأ 10 أيام من عملات البيتكوين خلال السنوات العشر الماضية متماثلًا تقريبًا. ويؤدي ذلك إلى استنتاجين رئيسيين:
الأول، استمرار عملة البتكوين كأحد الأصول الجذابة للمتداولين نظرًا لتقلبها المرتفع بنفس القدر في الصفقات الطويلة (التصاعدية) والقصيرة (الجانب السفلي).
كما يتناقص تقلب البتكوين بمرور الوقت، حيث تصبح القيمة السوقية أكبر. ويتطلب ذلك المزيد من رأس المال لتحريك السوق، لذلك فمن المحتمل أن يشبه سوق البتكوين الأسواق المالية.
يتضح الاستنتاج الأخير جيدًا من خلال مخطط البتكوين طويل المدى على مقياس لوغاريتمي ومؤشر التقلب التاريخي المرتبط (HV). فغالبًا ما كانت الدورات السابقة تتميز بأقصى قدر من التقلبات خلال نهاية السوق التصاعدية والتقلبات المرتفعة خلال نهاية السوق الهابطة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن مخطط HV الأزرق في اتجاه هبوطي واضح. حيث تتبع قممه المنخفضة بشكل متزايد خط المقاومة التنازلي (الأسود). ويشير هذا إلى أنه على الرغم من استمرار دورة التنصيف لمدة 4 سنوات، فإن تقلب البتكوين آخذ في الانخفاض.
القيم المتطرفة والبجعة السوداء
ويمكن رؤية التقلب المتناقص بمقارنة التقلب من السنوات الأولى لقائمة البتكوين مع التقلب الحالي. ففي الرسم البياني لمنصة ecoinometrics، يشير شكل شجرة عيد الميلاد إلى أنه كلما كان بتكوين BTC أكثر نضجًا كأصل، فمن المتوقع أن يكون التقلب أقل.
على سبيل المثال، أنتجت 9 من أهم 10 أيام في عام 2013 عوائد بنسبة 20%. ومع ذلك، خلال السوق التصاعدية لعام 2017، كانت هذه 3 أيام فقط من أصل 10 أيام. ومنذ ذلك الحين - أي لمدة 5.5 سنوات - لم يؤد أي يوم تداول إلى عوائد 20% من البتكوين.
وينطبق الشيء نفسه على أسوأ الأيام. فمنذ عام 2015، لم يؤد أي يوم تداول إلى انخفاض بأكثر من -20%. ليبقى الاستثناء الوحيد هو البجعة السوداء لشهر مارس 2020، عندما شهدت عملة BTC - مثل العديد من الأصول التقليدية الأخرى - انخفاضًا عميقًا بنسبة 40%.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
