بعدما وصل جو بايدن إلى كرسي رئاسة الجمهورية الأمريكية باستخدام حلية "إحياء الحلم الأمريكي". يبدو أن الزعيم الأمريكي السادس والأربعين، لم يكتفي فقط بتقطيع الحلم الأمريكي. بل ستخلق فلسفته "بايدنوميكس" أزمة ستؤثر على مكانة الولايات المتحدة لعقود قادمة!
على الرغم من النتائج غير المرضية لعهدته الانتخابية. لا يزال جو بايدن يتمسك بأمل الجلوس على كرسي الحكم في الولايات المتحدة لعهدة أخرى. وعلى مدار الأسبوع الماضي، انخرط الرئيس في مناقشات بشأن أجندته الاقتصادية، بهدف إنشاء أساس قوي لحملته الانتخابية في عام 2024.
بتأكيده على إمكانية إحياء "الحلم الأمريكي" العزيز، مرةً أخرى، دافع بايدن بحماس عن خطته. ومع ذلك، كانت نسبة تأييد الرئيس باهتة للغاية. كما يتضح من استطلاع حديث لـ Realclearpolitics، والذي كشف أن 24٪ فقط من السكان البالغين يرون أن قيادته الاقتصادية فعالة.
فلسفة جو بايدن لكبح ارتفاع الأسعار وتجنب الركود
كافح الرئيس جو بايدن منذ فترة طويلة لتلخيص رؤيته الاقتصادية المترامية الأطراف بدقة. والآن يعتقد الرئيس الأمريكي أن التأكيد على الخطة الاقتصادية لإدارته المسماة "بايدنوميكس أو اقتصاد بايدن" (Bidenomics)، سيساعد في ترسيخ حملته لإعادة انتخابه لعام 2024.
في شرحه لفلسفته الاقتصادية، يقول بايدن إنه ينتهج المسار المعاكس للنهج الجمهوري الذي يفضل تخفيضات ضريبية واسعة لتحفيز النمو. ويرى الرئيس الأمريكي أن الحكومة تستخدم قانون الضرائب بطريقة أكثر استهدافًا وتشكيل برامج أخرى لتعزيز الاستثمار في التقنيات الجديدة. وكذلك لخلق فرص العمل، وتعزيز االنمو.
بالتالي تقوم نظرية "بايدنوميكس" على تعزيز المنافسة داخل الاقتصاد الأمريكي على أمل خفض الأسعار. قد تتسائلون كيف سيعزز بايدن المنافسة؟ والجواب عن طريق تشريع مزيد من الضرائب على الشركات.
نعم! هذا ما تقوم عليه فلسفة "اقتصاد باين" التي تسعى قُدما في العمل على تشريع شامل يرفع الضرائب على الشركات. وأيضا، يقلل من تكلفة الرعاية الصحية ويحارب التغير المناخي.
عمومًا، كانت معدلات الموافقة على مخططات بايدن منخفضة بشكل ملحوظ مؤخرًا. لكن كتب بايدن يقول :
"لقد توليت المنصب وأنا عازم على تغيير الاتجاه الاقتصادي لهذا البلد، للانتقال من الاقتصاد المتقطع إلى ما بدأ الجميع في صحيفة وول ستريت جورنال وفاينانشال تايمز يطلقون عليه اسم" بيدنوميكس". "لم أخرج بالاسم. أنا حقا لم أفعل ".
خلال إدارة بايدن، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في التضخم، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا. وينظر الأمريكيون إلى خطط بايدن على أنها ضارة بالاقتصاد. وأن الشعور العام تجاه الاقتصاد في أدنى مستوياته منذ سنوات.
كما تم توجيه الانتقادات إلى بايدن لفرضه ضرائب متزايدة على الشركات الأمريكية، مع مخاوف من أن سياساته الضريبية تؤثر بشكل غير متناسب على الطبقات الدنيا والمتوسطة بدلاً من استهداف الأثرياء.
لماذا يعتقد الأمريكيون أن نتائج بايدنوميكس ستأتي عكسية؟
ربما ابتكر الرئيس الحالي للولايات المتحدة الخطة الاقتصادية لإدارته المسماة "بايدنوميكس" من أجل حملة إعادة انتخابه لعام 2024. لكن يبدو أن الخطة كانت تأثيرها عكسي على مكانة بايدن عند الأمريكيين.
كانت معدلات الموافقة على بايدن منخفضة بشكل ملحوظ مؤخرًا. على الرغم من أن فريق الرئيس بايدن اعتقد أن الجمهور الأمريكي سيحتضن فلسفة "اقتصاد بايدن".
وكتب بايدن على تويتر أن "خفض الاستثمار العام الذي يدفع النمو على المدى الطويل يعني الانتقال إلى الأسفل (الانحدار)". ولكن حسبه فإن سياسته الاقتصاديه ستقلب الأمر.
وتضمنت فلسفة بايدن مفهومًا غريبا يتمثل في السعي لإبقاء التصنيع داخل الولايات المتحدة. في إشارة إلى ضرورة محاربة النمو الاقتصادي للدول الأجنبية. إذ غرّد بايدن يقول :
"في ظل الاقتصاد المتدرج، انخفض الاستثمار العام وبدأت الصناعات التي اخترعتها أمريكا في التحرك إلى الخارج. ليس بعد الآن - يعني بايدنوميكس أن صناعات المستقبل ستنمو هنا في الوطن."
جو بايدن
وأيضًا وفي سعيه وراء خلق المزيد من فرص العمل يرى بايدن أن فلسفته تقوم على إمكانية حصول الأمريكي على وظيفة مرموقة أينما كان. وأن يكون قادرًا على الحفاظ على جذوره في كل مكان.
"يجب أن يكون كل أمريكي يرغب في العمل الجاد قادرًا على الحصول على وظيفة بغض النظر عن مكان وجوده والاحتفاظ بجذوره في المكان الذي نشأ فيه. هذا هو Bidenomics."
حسنًا! بالنظر إلى تغريداته على تويتر، تبتكر فلسفة بايدنوميكس مفاهيمًا جديدة كل يوم وتتبنى أفكار حديثة باستمرار. لذلك لا يسعنا المجال للتحدث عن كل ما تحمله سياسة بايدن من مفاهيم.
لكن على الضفة الأخرى، يرى الجمهوريين إلى "بايدنوميكس" كمهزلة. إذ أنه وبالعودة إلى الأرقام. فقد أدى الإنفاق الحكومي والسياسات المناهضة للنفط إلى ارتفاع التضخم في الصيف الماضي إلى أعلى مستوى له في أربعة عقود.
كما تركت الأسعار المرتفعة الأمريكيين متشائمين بشدة بشأن الاقتصاد. حيث وافق 34٪ فقط على قيادة بايدن في هذه القضية، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته وكالة NORC Center للشؤون العامة.
أيضا من خلال التعليقات على تغريدات بايدن، نجد واضحًا أن الأمريكيين لا يحترمون قرارات بايدن، ولا بايدن نفسه! ويشكك الكثيرين في سياسة الرئيس. أجاب أحد الأشخاص برسالة تقول: "الواضح هو أن بايدنوميكس عبارة عن فساد في وضح النهار وفوق الطاولة". وعلق شخص آخر، "بايدنوميكس يعني المزيد من التضخم لا أقل ولا أكثر."
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
