الأزمة المصرفية الأخيرة في الولايات المتحدة أثرت بشكل كبير على سوق العملات الرقمية. وخاصة سعر البيتكوين. فقد ارتفع معدل هيمنة البتكوين على سوق العملات الرقمية إلى أعلى مستوى له خلال 22 شهرًا قرب 49% منذ بداية الاضطراب في قطاع المصارف الأمريكية في أوائل شهر مارس. ويدل ذلك على تفوق أداء سعر البيتكوين على باقي العملات الرقمية.
في المقابل انخفضت قيمة SPDR S&P Regional Banking ETF صندوق المتداول في البورصة ETF الذي يقيس أداء أسهم المصارف الإقليمية بنسبة 35% منذ بداية العام الحالي.
استمرار الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة الأمريكية
بدأت الأزمة في 8 مارس عندما أعلن بنك سيلفرغيت Silvergate، المرتبط بصناعة العملات الرقمية، عن خروجها من العمل. في البداية، ظن المستثمرون أن Silvergate كانت حالة معزولة نظرًا لأن البنك يركّز أعماله بشكل رئيسي مع الشركات المتخصصة في العملات الرقمية و لديه انخراط ضعيف مع القطاعات اقتصادية أخرى.
ومع ذلك، بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة مصارف هي الأشد منذ الأزمة المالية لعام 2008 عندما أعلنت هيئة تأمين الودائع الفيدرالية Federal Deposit Insurance Corp، والاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية إغلاق بنك سيليكون فالي Silicon Valley Bank بعد يومين من ذلك.
منذ ذلك الحين، فشل أربعة بنوك إقليمية في الولايات المتحدة. ولا يزال أسهم البنوك الصغيرة والمتوسطة في الحجم تتعرض لضغوط البيع. مما يشير إلى عدم انتهاء أزمة المصارف على الرغم من جهود المنظمين.
مع تفاقم فشل بنك فرست ريبابليك First Republic Bank، يخشى المستثمرون الآن أن يكون بنك باك وست PacWest التالي الذي سينهار.
وعلى الرغم من تأكيد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي. جيروم باول، أن قطاع البنوك "صحي ومتين". فإن المستثمرين لا يزالون غير مقتنعين.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة Bloomberg، فإن شركة PacWest الكائنة في لوس أنجلوس انخفضت بنسبة 60% في تداولات ما بعد الساعة. ويشاع أن البنك يبحث عن مشتري ويدرس خيارات استراتيجية أخرى. وذلك بسبب صعوبة إيجاد مشتريين مهتمين.
في حين خسر بنك "ويسترن أليانس" بنسبة 30% في تداول ما بعد الإغلاق. وانخفض سهم "متروبوليتان بنك" بنسبة 20%. وقد ساهمت هذه الخسائر في خسارة إجمالية لقيمة الأسهم في قطاع البنوك الأمريكي بأكثر من 2.5 تريليون دولار هذا العام.
البيتكوين يستمر في جذب المستثمرين
مع استمرار أزمة البنوك وتراجع الثقة في النظام المصرفي. ارتفع اهتمام المستثمرين بالبيتكوين، ونسبة سيطرتها على السوق. فإن هذا الارتفاع يدل على جاذبية العملة المشفرة كملاذ آمن منافس للدولار الأمريكي. تمامًا كالذهب والنفط.
وقد ارتفعت قيمة البيتكوين بعد إغلاق بنك سيليكون فالي في 10 مارس. وارتفعت بنسبة 48% إلى 29,100 دولار. وتعد الأزمة المصرفية المستمرة وتراجع الثقة في النظام المصرفي بين أسباب ارتفاع قيمة البيتكوين.
وأوضح مدير محفظة شركة Decentral Park Capital. لويس هارلاند، أن الزيادة في نسبة هيمنة البيتكوين خلال عدم استقرار قطاع المصارف وانخفاض أسعار الأسهم المصرفية يشير إلى جاذبية العملة الرقمية المتزايدة.
وقال هارلاند: "نرى أداء متفوق للبيتكوين داخل السوق الرقمية عندما تنهار أسعار أسهم البنوك الإقليمية. مما يشير إلى أن البيتكوين هو الرهان السائد على الدولار والاستثمار السائل ذو الجودة العالية للمستثمرين مع تفاقم الأزمة".
وعلى الرغم من قرار رفع الفائدة يوم أمس وتقرير السياسة النقدية الفيدرالية (FOMC) الذي قدمه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول و الذي لم يوضح فيه الوجهة المستقبلية. فقد ارتفع سعر البيتكوين بعد الاجتماع.
ويعود ذلك على الأرجح إلى الأزمة المصرفية المستمرة وتراجع الثقة في النظام. وهي من بين الأسباب التي دفعت إلى إنشاء البيتكوين.
وعلاوة على ذلك، فإن الارتباط بين البيتكوين والذهب في أعلى مستوى له خلال عامين. مما يشير إلى أن المستثمرين يتجهون إلى كلا الموجودات كاستثمارات ملجأ آمن.
ومن المتوقع أن يستمر الاهتمام بالبيتكوين مع تفاقم الأزمة. وسيستمر تحسن موقع العملة الرقمية مقارنةً بالعملات الأخرى في السوق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.