يبدو أن اخبار انهيار وإفلاس البنوك الأمريكية لم تنتهي بعد. فالخبراء الماليون يتوقعون مزيدا من الإنهيارات بسبب تداعيات إفلاس اكبر البنوك في أمريكا خلال الأسابيع القليلة الماضية. فما هي البنوك التي تتأثر بسقوط Silvergate و Silicon Valley و Signature. ومن سيسقط تاليا؟
بعد الانهيار الأخير للبنك في الولايات المتحدة ، يعتقد عدد من الناس أن المزيد من الإخفاقات تأتي بعد زيادة الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس.
الصناعة المصرفية تواجه أزمة "لا أحد يريد أن يسميها أزمة"!
كانت هناك العديد من الآراء والبيانات من الخبراء والمسؤولين الماليين في أعقاب إخفاقات ثلاثة بنوك أمريكية كبرى. أنهت جميع مؤشرات الأسهم الرئيسية الأربعة اليوم باللون الأخضر بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس قبل أيام.
تقول دانييل ديمارتينو بوث Danielle DiMartino Booth، الكاتبة، الرئيس التنفيذي والرئيس الإستراتيجي لشركة Quill Intelligence LLC، أن الصناعة المصرفية لم تعد تسمي الأمور بمسمياتها وأنها تواجه أزمة "لا أحد يريد أن تطلق عليها أزمة مصرفية"!.
وتتوقع دانييل ديمارتينو بوث حدوث المزيد من حالات فشل البنوك. ذلك في نقاشها مع Kitco News عندما حلت ضيفة على أحد البرنامج فيها. لم يغب الجزء الفلسلفي والتلميحي في كلام دانييل. حيث أشارت أن العديد من هذه البنوك المتعثرة قد تقطعت بها السبل. خاصة أن البنوك الكبرى لم تتخذ أي خطوات لاحتواء الأزمة.
لم تستغفل ديمارتينو بوث الظروف والقضايا المحيطة بالبنك التجاري First Republic ملمحة إلى أزمة في الأفق. كما ادعت بوث أن الاحتياطي الفيدرالي والخزانة ومؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية (FDIC) كانوا يحاولون إنقاذ SVB وSignature.
"لقد تم وضع الأسس، ولا يمكن التراجع عنها. بصفتك جهات تنظيمية، فليس من وظيفتك اختيار الفائزين والخاسرين. ولكن إنها حكومة أمريكا! لقد دعمت نفسها بدعم جميع الودائع غير المؤمن عليها من Signature و SVB. نحن في وسط أزمة مصرفية لا أحد يريد أن يسميها أزمة مصرفية".
دانييل ديمارتينو بوث
تعفن داخل النظام المصرفي والمصرفيين التجاريين يقامرون بجموح
عندما تم الحجر على بنك SVB من قبل المنظمين في 10 مارس 2023. شكل ذلك ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، وأكبر فشل مصرفي منذ الأزمة المالية لعام 2008.
كان السبب المباشر للتدخل الحكومي هو أن SVB عانى من تدافع بنكي بعد إعلانه عن خسارة كبيرة في بيع بعض أوراقه المالية المدعومة بالرهن العقاري (MBS).
كتب الصحفي والمضيف الإذاعي والمعلق المالي تشارلز غاسبارينو Charles Gasparino مقالاً للرأي تحت عنوان "مدمنو السعر المنخفض يتجاهلون الأزمة المصرفية الأمريكية". حيث يزعم فيه أن "سوق الأسهم في العصر الحديث مدمن على السعر المنخفض". كما يعتقد جاسبارينو أن بعض الارتفاعات تكشف "تعفن النظام المصرفي".
وأضاف أن الخسارة في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري كانت ناتجة عن زيادة أسعار الفائدة. بسبب تشديد مجلس الاحتياطي الفيدرالي النقدي. وأن هناك مخاوف متزايدة بشأن مشاكل مماثلة في البنوك الأخرى.
ارتفعت أسعار الأسهم يوم الخميس ومرة أخرى يوم الجمعة، بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مباشرة. "وليس لأن أرباح الشركات تقتلها، أو أن التضخم قد توقف، أو أن التوقعات الاقتصادية كانت شديدة السطوع".
"انتعشت الأسهم لأن لدينا أزمة مصرفية وإمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت ما قريبًا. وهذا يعني أن التجار يراهنون، مثل مدمني المخدرات، على أن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يستأنف منحهم الإصلاح، في شكل أسعار فائدة منخفضة، إلى مدمن المخدرات وهو سوق الأسهم الأمريكية".
تشارلز غاسبارينو
ويضيف أن "سوق الأسهم المعاصر مدمن، لا يمكن الوثوق به. سوف يضللك بوعود كاذبة. يسرق منك ليغذي عادته، ويتظاهر بالصحة والقوة عندما لا يملك أيًا منهما. أكثر من أي شيء آخر، يحتاج إلى المساعدة( مركز علاج)، يزيل إدمانه على الأموال المجانية" ويسمح للأسعار بعكس الحالة الحقيقية للاقتصاد الأمريكي والأرباح المتوقعة للشركات.
علاج ارتفاع معدلات الفائدة هو الكشف عن تعفن النظام المصرفي. قام المصرفيون التجاريون ذوو الأزرار، على عكس تجار التجزئة الذين يضخون الأسهم، "بمقامرة جامحة على العقارات التجارية وشركات رأس المال المغامر في المراحل المبكرة". هم، أيضًا، تسحقهم المعدلات المرتفعة. حيث بدأت أسعار الأصول في التخلص من "إدمانها على المخاطرة".
يرى غاسبارينو أنه سيكون هناك آخرون، يصل عددهم إلى عشرين لاعبًا، تتمتعون بميزانيات عمومية مشابهة لـ SVB و Signature. إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فسنرى سلسة من الانهيارات ستغنينا عن مسلسلات رمضان! مما يؤكد ركودًا حادًا.
في الأخير، تتعدد الآراء ووجهات النظر بخصوص ما يحدث في النظام المصرفي الأمريكي. لكن حتى إن لم يقع بنك آخر، فإن النظام بأكمله لن يسلم من تداعيات الانهيارات السابقة للبنوك الأمريكية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
