في شهر فبراير الفائت أشار تقرير صادر عن موقع Glassnode للإحصاءات سوق العملات الرقمية. أن صافي تدفق رأس المال الداخل إلى سوق العملات الرقمية المشفرة بلغ ذروته في فبراير 2023 بأكثر من 5.8 مليار دولار شهريا على أساس تغيير لمدة 30 يوم. وهذا أعلى معدل منذ أبريل 2022.هذه التدفقات المالية الداخلة إلى السوق كانت تتشكل بالأساس من عملتي بيتكوين (BTC) وإيثيريوم (ETH). ولكن في المدة الأخيرة شهد السوق تدفق عكسي وخروج الأموال بمقدار 5.97 مليار دولار.
20% من هذه التدفقات السلبية كانت من خروج أموال من عملتي بيتكوين BTC و ايثيريوم ETH. أما 80% الباقية فكانت بشكل أساسي نتيجة لعمليات استرداد و حرق العملة المستقرة BUSD.
هذا الخروج الكبير لعملة بينانس المستقرة جاء بعد أن أمرت السلطات الرقابية في الولايات المتحدة شركة باكسوس Paxos بالتوقف عن اصدار عملة بينانس المستقرة BUSD و تصنيفها على أنها ورقة مالية غير مسجلة.
و هذا الأمر الذي دفع شركة Paxos و معها بورصة بينانس الشريكة في مشروع اصدار هذه العملة الرقمية. إلى السحب التدريجي لهذه العملة من السوق.
شهر التقلبات الكبيرة
نحن الآن في منتصف شهر مارس و أقل ما يمكن القول، أنه كان حافل بالأحداث و التقلبات الكبيرة في أسعار السوق التي رافقت تلك الأحداث. حيث أن ثلاثة بنوك في الولايات المتحدة أعلنت عن تصفية الطوعية أو حجز عليها من قبل السلطات الرقابية. أو من باب الصدفة، أو ربما من باب الحتمية.
كل هذه البنوك الثلاث لديها ارتباطات قوية بسوق العملات الرقمية المشفرة. و الكثير من الشركات العاملة في المجال كانت لها أموال و ودائع في هذه البنوك. و هو ما أدى إلى تراجع كبير في أسعار العملات الرقمية.
بنك سيليكون فالي كان له أكبر تأثير سلبي على معنويات السوق. خاصة و أن شركة سيركل المصدّرة لثاني أكبر عملة رقمية مستقرة USDC. كانت تحتفظ بمبلغ 3.3 مليار دولار من احتياطاتها النقدية عند البنك المنهار.
ما أدى إلى انخفاض قيمة USDC دون سعر التعادل و عمليا فك الارتباط مع الدولار الأمريكي. و لكن السوق عاد مرة أخرى للارتفاع و بقوة أيضا.
بعد أن أعلنت السلطات الأمريكية أن كل المودعين في بنك سيليكون فالي يمكنهم سحب كل ودائهم بداية من يوم الاثنين.
فاجأ الارتفاع القوي السوق، و عادت البيتكوين إلى فوق مستوى 25000 دولار و ايثيريوم ETH إلى فوق المستوى 1600 دولار. .
خروج عملات بيتكوين و ايثيريوم يعني تراجع الثقة بين المستثمرين
بعد هذه الأحداث . تقلص حجم عملات بيتكوين (BTC) الموجودة في مختلف محافظ بورصات العملات الرقمية المشفرة بحوالي 0.144% و حجم عملات ايثيريوم بمقدار 0.325% .
الأمر المثير للاهتمام هنا . أن نمط الاستجابة هذا يشبه تماما ما حدث قبل انهيار بورصة FTX في نوفمبر 2022.
و حسب بيانات Glassnode ، فقد خرجت ما قيمته 1.8 مليار دولار عملة بيتكوين (BTC) و ايثيريوم (ETH) من البورصات في فبراير .
على الرغم من أن هذه الأرقام قد لا تبدو كبيرة. إلا أن عودة المستثمرين إلى سحب أصولهم الرقمية المشفرة من السوق. لا سيما في ظل التشديد من الحكومات العالمية و الهيئات التنظيمية. فهذا يشير إلى تراجع مستوى ثقة بين المستثمرين.
في الأسبوع الماضي ، كانت المرة الأولى في تاريخ بيتكوين (BTC) التي يتداول سعرها تحت مستوى المتوسط الحسابي المتحرك لمدة 200 أسبوع (MA).
ومن المفارقات، أن عملة التيثر المستقرة USDT التي لا تخضع للرقابة المتشددة. صار يُنظر إليها على أنها ملاذ آمن. وسط مخاوف من انتشار عدوى مشاكل الصناعة المالية الأمريكية الخاضعة للسيطرة الصارمة.
Trusted
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
