بالتعاون مع اتحاد مصارف الكويت، أطلق بنك الكويت المركزي حملة "لنكن على دراية" والتي تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية لجمهور عملاء البنوك وبالأخص تسليط الضوء على المخاطر المترتبة على تداول العملات المشفرة.
وفي إطار جهود الكويت الرامية إلى توسعة نطاق الدعم الموجه لهذه الحملة التي تخص العملات الرقمية، سلّط طارق الهنيدي المدير التنفيذي لقطاع الخزينة والاستثمار بالبنك التجاري الكويتي الضوء على العملات الرقمية وآليات تداولها.
حملات توعوية
وأشار الهنيدي إلى أن العملات المشفرة لا تزال حديثة في قطاع التقنيات المالية، وقد تنطوي على مخاطر متعددة للعملاء، مؤكداً على أنها أصبحت تلعب دوراً رئيساً في القطاع المالي، حيث باتت تمثل بديلاً جديداً لأحد أشكال الاستثمار التقليدية.
وحرص البنك التجاري الكويتي، على مساندة هذه الحملة عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالبنك، وذلك عن طريق نشر المواد التعريفية المرتبطة بالتوعية والثقافة المصرفية وخاصة تلك المرتبطة بالأصول والعملات المشفرة.
مخاطر العملات المشفرة
ونظراً لكون العملات المشفرة أداة تداول جديدة إلى حد ما، فإنها تعتبر من أكثر أنواع الاستثمار خطورة، ولذلك فإن فهم المخاطر الكامنة وراء تداولها أمر مهم للغاية، وهو السبب الذي يدفع البنك إلى تسليط الضوء على بعض المخاوف التي قد يواجهها بعض المتعاملين بالعملات والأصول الرقمية.
ولعل أهم تلك المخاطر تقلبات الأسعار العالية لهذه العملات الرقمية، هذا إلى جانب التغيرات المفاجئة وغير المتوقعة في حالة السوق، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحركات كبيرة وسريعة في الأسعار صعوداً ونزولاً.
تقلبات الأسعار
ومن الشائع أيضاً أن تنخفض قيمة العملات المشفرة بسرعة وفقاً لتقلبات السوق، بمبالغ قد تصل إلى مئات إن لم يكن آلاف الدولارات خلال فترة زمنية قصيرة، ما قد يؤدي إلى حدوث تأثيرات كبيرة في تقلبات الأسعار على الأسواق المالية، وعلى الاقتصادات المحلية والعالمية بشكل عام، والمتداولين في العملات الرقمية بشكل خاص.
وذكر الهنيدي أنّ تداول العملات المشفرة يستقطب بالأساس شرائح متعددة من المجتمع ساعية عن البحث عن كل ما هو جديد، ولكن "ليس كل ما هو جديد قد يؤدي إلى النتائج المرجوة منه"، بل إن تداول العملات الرقمية - وفقاً للهنيدي - قد يذهب بالمدخرات والثروات في عرض الحائط خلال أيام بل ساعات أو حتى دقائق معدودة، إذ أن تقلبات الأسعار تحدث بثوان.
نزول حاد بأسعار العملات المشفرة
واستشهد المدير التنفيذي لقطاع الخزينة والاستثمار بالبنك التجاري الكويتي على ذلك بالانخفاض الحاد الذي وقع خلال الأشهر الماضية في بعض العملات المشفرة، والذي حدث إثر تحركات البنك المركزي الأميركي الأخيرة بشأن رفع أسعار الفائدة.
وأشار الهنيدي إلى أن التعامل بالعملات المشفرة حالياً يفتقر للتنظيم في أغلب دول العالم، حيث أن أكثرها غير منظم، وغير مركزي إلى حد كبير، ولا يمتلك قواعد وتشريعات واضحة بهذا الخصوص، ما يعني في الأساس - بحسب الهنيدي - أن المستثمرين في السوق اللامركزية يتعاملون مباشرة مع بعضهم البعض بدلاً من العمل من داخل بورصة مركزية، حيث لا يمكن لأي كيان السيطرة عليه وكونه غير منظم، وأنه لا توجد هيئة حكومية تنظمه.
هذا وبالنظر إلى عدم وجود تنظيم ولا مركزية للعملات المشفرة، فإنه لا توجد طريقة لاستعادة مفتاحك الخاص في حالة فقدانه أو سرقته، ومن ثم فإن هذه المعاملات تفتقد إلى وجود الأمن السيبراني ونظام المخاطر والحماية، وفقاً للمدير التنفيذي قطاع الخزينة والاستثمار بالبنك.
وسبق للحملة التي يقودها البنك المركزي الكويتي أن حققت نجاحاً لافتاً في توعية الجمهور بتداول العملات الرقمية مثل بت كوين، إيثيريوم وغيرها، والتي تعد من الاستثمارات عالية المخاطر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.