شهدت أسعار البيتكوين BTC تداولات جانبية ضيقة جدا محصورة في الغالب تحت مستوى 64,200 دولار. مع اتجاه مائل إلى الهبوط على الرسوم البيانية المتوسطة المدى. هذه الوضعية يمكن أن تكون مقدمة لانفجارات سعرية غير متوقعة في سوق العملات الرقمية حسب بعض المحللين.
السوق حاليا، يتأرجح بين المشاعر الإيجابية القوية المتعلّقة بقطاع العملات الرقمية منذ اعتماد صناديق بيتكوين ETF الفورية. مقابل المخاوف من أوضاع الاقتصاد الكلي وتلميح مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي بالاستمرار في السياسية النقدية المتشددة.
للتذكير، من بين العوامل الرئيسية التي قد يغفل عنها البعض، التي دفعت أسعار البيتكوين ومعه كامل سوق العملات الرقمية إلى الارتفاع هي التوقعات بأن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من هذا العام. وأن يفعل ذلك مرتين على الأقل.
الآن يبدو أن هذه التوقعات المتفائلة، رميت إلى سلة المهملات.
لتفهم أكثر اقرأ : لماذا يجب عليك أن تراقب أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2024
الاحتياطي الفيدرالي: لا تخفيض قريب للفائدة
أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول (Jerome Powell)، خلال جلسة نقاشية يوم الثلاثاء على ضرورة الاستمرار في سياسة نقدية متشددة لمكافحة التضخم، مما أثار خيبة أمل أسواق المال العالمية.
وجاءت تصريحات باول بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية، مثل نمو الوظائف ومبيعات التجزئة، والتي تشير إلى استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي.
وإذ اعتبر باول هذه المؤشرات دليلاً على مرونة الاقتصاد، إلا أنها تعارض استراتيجية إدارة التضخم التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي، مما يعني أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة على الأرجح في المستقبل القريب.
وعلى الرغم من أن حدث "التنصيف" القادم لعملة البيتكوين من المرجح أن يؤثر على العرض. إلا أن المعنويات السلبية التي تقودها توقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي قد حدّت من تأثيره.
الاحتياطي الفيدرالي أكّد مرارا بأن قرارات الأسعار ستعتمد على البيانات الاقتصادية، مع تركيز واضح على الحاجة إلى مزيد من العلامات الجازمة على أن التضخم يقترب من المستويات المستهدفة قبل التفكير في أي تخفيف للسياسة النقدية .
الضغوط على السوق
موقف الفيدرالي دفع المحللين إلى إعادة تقييم آفاق أسعار الفائدة وأثرها على سوق العملات الرقمية المشفرة. حيث كان يُتوقع حدوث تخفيض في سبتمبر/أيلول، بينما تشير التوقعات الجديدة إلى احتمالية تأجيله حتى نهاية العام أو ربما إلى عام 2025.
أدى هذا التوقع إلى انخفاض أسعار الأصول المالية عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات الرقمية. مقابل ارتفاع في قيمة الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزينة الأمريكية. بسبب:
- ارتفاع العائدات على سندات الخزانة الأمريكية جعل الاستثمار في الأصول الآمنة أكثر جاذبية. مما أدى إلى خروج بعض المستثمرين من سوق العملات المشفرة بحثًا عن عائدات أفضل.
- أما قوة الدولار الأمريكي مقابل العملات فتزيد من تكلفة شراء العملات المشفرة، مما أدى إلى انخفاض الطلب عليها.
- ازدادت حدة المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط مؤخرًا، مما أدى إلى زيادة القلق بين المستثمرين ودفعهم إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.
اقرأ أيضا: هل ينتعش سعر بيتكوين مع خفض أسعار الفائدة الأمريكية؟
اتجاه جانبي مع احتمالية حركات انفجارية في سوق العملات الرقمية
بين هذه العوامل السلبية، والمشاعر الإيجابية التي كانت مسيطرة، استقرّت البيتكوين و أسعار العملات الرقمية عموما في نطاق تداول جانبي ضيّق.
يرى المحللون أن هذا الاستقرار قد ينذر بحركات انفجارية قادمة بسبب الحجم الكبير للعقود الآجلة المفتوحة بالرافعة المالية في أسواق المشتقات المالية. و التي كثيرا ما تؤدي عمليات التصفية القصرية إلى تحركات قوية جدا وغير متوقعة.
وقال جون يونغ هي، متداول المشتقات في شركة بريستو Presto، أن مشاعر النفور من المخاطر انعكست أيضًا في سوق المشتقات. حيث تحولت أسعار التمويل في بعض البورصات إلى سلبية وانخفضت عائدات الأساس لمدة ثلاثة أشهر إلى 10%.
وأوضح هي: "خيارات البيع قصيرة الأجل أكثر تكلفة من خيارات الشراء لكل من BTC و ETH".
وقال جوستين دانيان، رئيس تطوير الأعمال في Keyrock، صانع سوق العملات المشفرة في هونج كونج: "يبدو أن المستثمرين لم يتمكنوا من كسر أعلى مستوياتهم على الإطلاق، لكنهم لم يتحولوا ا تماما إلى البيع".
وأشار دانيان أيضًا إلى أن:" حركة السعر الجانبية والاستقرار في نطاق يمكن أن يمهد الطريق في سوق العملات الرقمية المشفرة لحركات انفجارية. حيث يفتح المتداولون مراكزهم بالرافعة المالية قد تتأثر بعمليات تصفية عندما تتضح الصورة، مما يؤدي إلى حركة عنيفة في الأسواق."
بشكل عام، السوق تسيطر عليه الآن العوامل الكلية وتوقعات أسعار الفائدة والتوترات الجيوسياسية. يبقى أنّ نرى ما إذا كانت هذه العوامل ستُفضي إلى انفجاراتٍ في السوق أم ستستمرّ في مسارها الجانبي المُستقر.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.