في مشهد أثار الكثير من التساؤلات، أدت تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى انتعاش هائل في الأسواق المالية، ما فتح الباب على مصراعيه أمام اتهامات محتملة بالتلاعب في السوق واستغلال المعلومات الداخلية.
منشور عابر... ثم انتفاضة مالية تاريخية
في التاسع من أبريل، وبينما كانت الأسواق الأمريكية تتعرض لضغوط حادة، نشر دونالد ترامب عبر منصته Truth Social رسالة مقتضبة قال فيها: "الآن هو الوقت المناسب للشراء!!! DJT". لم تمر أربع ساعات حتى أعلن عن تجميد شبه كامل للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، في خطوة مفاجئة قلبت الأسواق رأسًا على عقب.
قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 9.5%، مضيفًا نحو 4000 مليار دولار إلى القيمة السوقية للأسهم خلال يوم واحد، فيما حقق مؤشر Nasdaq 100 أكبر ارتفاع يومي له منذ عام 2008.
هذا التزامن الغريب بين التغريدة والإجراء السياسي أثار الكثير من علامات الاستفهام. المستشار القانوني السابق في البيت الأبيض، ريتشارد بينتر، أعرب عن قلقه، محذرًا: "ترامب يحب التلاعب بالأسواق، لكن عليه أن ينتبه لعواقب ذلك"، مؤكدًا أن توقيت الإعلان قد يشير إلى شبهة استغلال معلومات سرية.
👈 اقرأ المزيد: ترامب يحل وحدة الكريبتو بوزارة العدل ويدفع أمريكا نحو زعامة العملات الرقمية
وعندما سئل ترامب عن توقيت اتخاذ قراره، أجاب بطريقة غامضة: "هذا الصباح... أو ربما فكرت في ذلك منذ أيام... لكن في وقت مبكر من هذا الصباح بالتأكيد". مثل هذه الإجابات المبهمة تزيد الشكوك حول النوايا الحقيقية وراء تلك التحركات.
الأكثر إثارة، هو ما أوردته بيانات منصة Arkham، حيث أشارت إلى بيع عنوان محفظة مرتبط بمشروع WLFI (المدعوم من عائلة ترامب) نحو 5,000 إيثيريوم بخسارة ساعات فقط قبل إعلان التجميد، ما قد يعكس نقص التنسيق أو ربما محاولة تفادي الخسائر.
رسالة غامضة... وتأثير مالي ضخم
جدير بالذكر أن ترامب ذيل منشوره بتوقيع "DJT"، وهو في ذات الوقت رمز سهم شركته المدرجة Trump Media & Technology Group، ما أدى إلى ارتفاع سعر السهم بنسبة 22% رغم خسائر الشركة الفادحة التي بلغت 400 مليون دولار العام الماضي.
هذه القفزة الجنونية زادت من قيمة حصص عائلة ترامب بمقدار 415 مليون دولار في يوم واحد فقط، مما زاد من حدة الشكوك حول وجود نية مسبقة للاستفادة المالية من هذه الخطوات.
👈 اقرأ المزيد: آرثر هايز: التوتر التجاري بين الصين وأمريكا قد يشعل صعود البيتكوين!
ولم يقتصر الأمر على ترامب فقط. فقد كشفت النائبة مارجوري تايلور غرين أنها اشترت أسهمًا بمئات الآلاف من الدولارات عندما كانت الأسواق في أدنى مستوياتها، في اليوم ذاته الذي دافعت فيه عن سياسة الرسوم الجمركية.
دعوات لتحقيق شفاف يكشف المستور
في ظل هذه الأحداث المتسارعة، طالب السيناتور آدم شيف بفتح تحقيق رسمي حول احتمال وقوع تلاعب بالأسواق أو استغلال للمعلومات الداخلية. وأكد على أن السياسات الاقتصادية يجب أن تُبنى على الشفافية والمصلحة العامة، وليس لتحقيق مكاسب شخصية خفية.
يأتي هذا في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تزداد المخاوف من تأثير القرارات الفردية على مصداقية المؤسسات المالية العالمية. فهل نشهد بداية أزمة جديدة تهز أسس الثقة في الأسواق الأمريكية؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
