لطالما اعتُبرت الهيمنة الأمريكية على الذكاء الاصطناعي أمرًا مفروغًا منه، لكن التقدم السريع الذي أحرزته شركة DeepSeek بموديلها R1 قلب هذه الفرضية رأسًا على عقب. فقد استطاع هذا النموذج أن يضاهي أداء O1 الخاص بـOpenAI أو حتى يتفوق عليه، وذلك بتكلفة لا تتجاوز 2% فقط من تكلفة تطويره.
هذا الإنجاز يثبت أن الابتكارات الخوارزمية يمكنها أن تكون العامل الحاسم في تحقيق قفزات تقنية، وليس فقط الوصول إلى رقائق معالجة متقدمة.
بين العقوبات الأمريكية والتحديات الجديدة: مستقبل الذكاء الاصطناعي
فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة بهدف كبح تطور التكنولوجيا في الصين، إلا أن نجاح DeepSeek عبر تحسين البرمجيات والاستفادة المثلى من العتاد الحالي يضع هذا النهج تحت المجهر.
يحذّر الخبراء من أن تشديد هذه القيود قد يدفع الصين إلى تطوير بنية تحتية خاصة بها للذكاء الاصطناعي، ما قد يقلل من الاعتماد العالمي على التكنولوجيا الأمريكية ويفتح الباب أمام استقلال تقني غير مسبوق.
في هذا السياق، شاركنا أحمد شديد، مؤسس O.XYZ، وهي منظومة ذكاء اصطناعي لامركزية، رؤيته حول تأثير ظهور DeepSeek على المشهد العام:
"ظهور DeepSeek في الصين يمثل لحظة 'سبوتنيك' جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية على هذا القطاع مضمونة في ظل هذا التسارع في الابتكار. بالنظر إلى نهج الرئيس دونالد ترامب الحاد تجاه قضايا أخرى مثل التجارة وأوكرانيا، فمن المحتمل أن يتحول تركيز إدارته إلى الذكاء الاصطناعي قريبًا. قد يشمل ذلك فرض قيود إضافية على الدول الأخرى لكبح تقدمها التكنولوجي—كما حدث مع عقوبات هواوي في ولايته الأولى—أو تبني نهج إزالة القيود التنظيمية، مما قد يفيد شركات مثل OpenAI وAnthropic من خلال إزالة العوائق التي تعرقل تطورها."
لكن في ظل هذا المشهد، تلعب شركات التكنولوجيا العملاقة مثل مايكروسوفت وغوغل، اللتين تدعمان OpenAI وAnthropic على التوالي، دورًا حاسمًا في تشكيل سياسات الذكاء الاصطناعي، خاصة إذا أصبح الإطار التنظيمي أكثر تساهلًا. إلا أن استمرار سيطرة الشركات الكبرى يثير مخاوف بشأن مركزية القرار ومدى توافق أهداف هذه الشركات مع مصالح المستخدم العادي.
👈 اقرأ المزيد: إذا حضرت قابلية التوسع غاب الأمان .. تحديات البلوكتشين!
هل الذكاء الاصطناعي اللامركزي هو الحل؟
يرى شديد أن الذكاء الاصطناعي اللامركزي قد يكون البديل الأنسب لتفادي مخاطر الاحتكار والرقابة، حيث يمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم وتجربتهم مع الذكاء الاصطناعي، بعيدًا عن القيود الصارمة التي تفرضها الشركات المركزية.
ومع احتدام السباق، قد تكون البلوكتشين العنصر المفقود الذي يمكنه مساعدة القطاع على تحقيق إمكاناته الكاملة، مع تجنب العوائق التنظيمية المركزية.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على تفوقها في سباق الذكاء الاصطناعي، أم أن الموجة القادمة من الابتكارات الصينية ستغيّر قواعد اللعبة تمامًا؟
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
